نمو قياسي للفضة.. الذهب يسجل أعلى مستويات الأداء السعري منذ 50 عامًا

توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة في نهاية عام 2025 تشير إلى ذروة تاريخية غير مسبوقة تضع المعدن الأصفر على طريق تحقيق أقوى مكاسب سنوية له منذ أكثر من أربعين عاماً، فرغم التقلبات اللحظية التي شهدتها أسواق الذهب في جلسة منتصف الأسبوع مع توجه قطاع عريض من المستثمرين نحو جني الأرباح عقب موجة صعود قياسية، إلا أن التوجه العام يظل صعودياً بقوة؛ حيث استقر السعر الفوري للأونصة حول مستويات تتماشى مع الطفرة الاقتصادية الاستثنائية التي شهدها عام 2025.

أسباب الارتفاع القياسي في توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة

يعود هذا الأداء المذهل الذي يدفع توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة نحو آفاق جديدة إلى حزمة متكاملة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تضافرت معاً؛ إذ ساهمت قرارات خفض أسعار الفائدة المتتالية في زيادة جاذبية الذهب كوعاء استثماري آمن، بينما لعبت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة دور الوقود لهذا الارتفاع التاريخي، ولا يمكن إغفال الدور المحوري الذي لعبته البنوك المركزية عالمياً من خلال الطلب المرتفع والمنظم على شراء المعدن النفيس كاحتياطي استراتيجي، فضلاً عن التدفقات الكبيرة لرؤوس الأموال نحو صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، مما خلق بيئة خصبة لنمو الأسعار بنسبة مذهلة بلغت نحو 66% منذ مطلع العام، وهو ما جعل عام 2025 الأفضل للذهب منذ عام 1979؛ ولتوضيح حركة الأسعار التي ساهمت في صياغة توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة نعرض الجدول التالي:

المعدن الثمين السعر الحالي (دولار) أعلى مستوى تاريخي (2025) نسبة النمو السنوي
الذهب (فوري) 4345.75 4549.71 66%
الفضة (فورية) 73.06 83.62 150%
البلاتين (فوري) 2065.80 2478.50 120%

أداء الفضة والبلاتين وتوقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة

لم تقتصر المكاسب الخيالية على الذهب وحده بل امتدت لتشمل الفضة التي تتجه رسمياً لتحقيق أفضل أداء سنوي في تاريخها الطويل، فبالرغم من تراجعها المؤقت بنسبة 4.5% لتستقر عند مستويات 73 دولاراً للأونصة بعد ملامسة قمة تاريخية عند 83.62 دولاراً، إلا أن مكاسبها الإجمالية تجاوزت حاجز الـ 150% منذ بداية عام 2025؛ وهذا الزخم القوي في توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة للفضة يرجع لمزيج من النقص الحاد في المعروض العالمي وزيادة الطلب على المستويين الصناعي والاستثماري بشكل متزامن، والبلاتين هو الآخر لم يكن بمعزل عن هذا السباق المحموم؛ حيث سجل نمواً يتجاوز 120% خلال العام الجاري محققاً أقوى قفزة سنوية له على الإطلاق رغم الانخفاض اللحظي الذي شهده مؤخراً بنسبة 6.1% بعيداً عن قمته التي لامست 2478.50 دولاراً، مما يؤكد أن الدورة الاقتصادية الحالية تخدم المعادن النفيسة بشكل كلي.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة مستقبلاً

عند النظر إلى العمق الاستراتيجي لحركة الأسواق نجد أن هناك محركات ثابتة تدعم توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة خلال المرحلة القادمة، وهذه المحركات تتلخص في النقاط التالية:

  • السياسات النقدية التوسعية واستمرار الضغط لخفض معدلات الفائدة العالمية.
  • تهافت صناديق الاستثمار الكبرى على زيادة حصصها من الأصول الملموسة.
  • تزايد الحاجة الصناعية للفضة والبلاتين في قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
  • التحوط المستمر من التضخم العالمي والاضطرابات السياسية التي لا تهدأ.

إن هذه المعطيات جعلت من العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة تستقر عند مستويات مرتفعة تناهز 4365 دولاراً؛ وهو ما يثبت أن عمليات جني الأرباح هي مجرد استراحة قصيرة في مسيرة صاعدة طويلة الأمد، وبناءً على ما تقدم تظل توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة هي البوصلة الأساسية لمديري المحافظ المالية الذين يبحثون عن الأمان والعائد المرتفع في آن واحد؛ فالسوق اليوم يرسم ملامح عصر ذهبي جديد يتجاوز في قوته أرقام العقود الأربعة الماضية مجتمعة.

وتستمر حركة التداول في عكس قوة الاتجاه العام السائد في الأسواق المالية العالمية التي تضع المعادن في صدارة المشهد الاستثماري، فالمستويات السعرية المحققة تعكس ثقة عميقة في القيمة الذاتية لهذه الأصول بعيداً عن تقلبات العملات الورقية؛ مما يبقي توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة في حالة من التفاؤل الحذر الذي يراقب مستويات الدعم والمقاومة الجديدة بدقة متناهية.