هبوط مفاجئ.. تراجع أسعار الذهب وسط موجة واسعة من عمليات جني الأرباح

أسباب تراجع أسعار الذهب اليوم سجلت حضوراً قوياً في الأسواق العالمية مع ختام تعاملات العام الحالي، حيث شهد المعدن الأصفر انخفاضاً ملحوظاً مدفوعاً برغبة المستثمرين في جني الأرباح بعد المكاسب التاريخية والمستويات القياسية التي تحققت مؤخراً؛ فمع ظهور بوادر إيجابية لاحتمالية وقف إطلاق النار بين الجانبين الروسي والأوكراني، اتجهت المحافظ الاستثمارية نحو تأمين أرباحها وسط أجواء من الترقب وتدني أحجام التداول المعتادة خلال مواسم العطلات الرسمية.

أسباب تراجع أسعار الذهب اليوم وتأثير عمليات جني الأرباح

تسببت عمليات البيع المكثفة في دفع أسعار المعدن النفيس نحو الهبوط السريع خلال تداولات الأربعاء الأخير من السنة؛ إذ انخفضت العقود الآجلة للذهب في بورصة نيويورك للسلع تسليم شهر يناير القادم بمقدار 44.50 دولاراً أي ما يعادل 1.02% ليصل سعر الأوقية إلى 4325.60 دولاراً، وبالرغم من هذا التصحيح السعري الحاد، يظل الذهب محتفظاً بأداء سنوي استثنائي حيث بلغت الزيادة التراكمية على مدار العام نحو 1696.40 دولاراً للأوقية بنسبة نمو سنوية وصلت إلى 64.52%؛ وهو الأمر الذي يفسر لجوء المتداولين لعمليات البيع الحالية لتسييل جزء من مكاسبهم الضخمة قبل بدء العام الجديد، كما لم يقتصر الأمر على الذهب بل امتد ليشمل الفضة التي سجلت تراجعاً في عقودها الآجلة بمقدار 7.24 دولاراً وبنسبة هبوط بلغت 9.36% لتستقر عند 70.134 دولاراً للأوقية؛ ومع ذلك حافظت الفضة على بريقها الاستثماري بارتفاع سنوي قدره 41.1940 دولاراً للأوقية بنسبة زيادة مذهلة بلغت 142.34% سنوياً.

العوامل الجيوسياسية المفسرة لظهور أسباب تراجع أسعار الذهب اليوم

تتداخل الملفات السياسية بشكل مباشر مع حركة الأسواق المالية، حيث أعلنت السلطات الروسية أن المفاوضات المتعلقة بالسلام مع أوكرانيا قد بلغت محطاتها الختامية؛ وعلى الرغم من إشارة دونالد ترامب إلى بقاء نقطة أو نقطتين من القضايا المعقدة والشائكة التي تتطلب حلاً، إلا أن التفاؤل بقرب انتهاء الصراع كان من أبرز أسباب تراجع أسعار الذهب اليوم كونه قلل من جاذبيته كملاذ آمن، وتظل قضية السيادة على إقليم دونباس الصناعي في أوكرانيا تمثل جوهر النزاع القائم بين الطرفين؛ حيث أبدا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شكوكاً واضحة تجاه نوايا بوتين مقدماً دعوة لترامب لزيارة بلاده ومعاينة الأوضاع ميدانياً قبل إجراء محادثات مرتقبة مع الحلفاء الأوروبيين في السادس من يناير القادم، وفي خضم هذه التحركات، شهدت المنطقة تبادلاً للاتهامات عقب ادعاء موسكو قيام كييف بهجوم بمسيرات على مقر رسمي لبوتين؛ وهو ما نفاه زيلينسكي جملة وتفصيلاً واصفاً الرواية بأنها مفبركة تماماً، ومع ذلك يتوقع المتخصصون اقتراب نهاية الحرب في ظل الوساطة الأمريكية المستمرة وتكثيف الضغوط الدبلوماسية الدولية.

• تحقيق المستثمرين لمكاسب سعرية تاريخية دفعتهم للبيع السريع وتسييل الأرباح.
• تزايد الآمال بإنهاء الصراع الروسي الأوكراني عبر المفاوضات السلمية الجارية.
• فتور النشاط التجاري العالمي بسبب تزامن التداولات مع موسم عطلات نهاية العام.
• التصعيد العسكري الأمريكي المفاجئ ضد أهداف في العمق الفنزويلي وتأثيره على الطاقة.

تداعيات الصراع الأمريكي الفنزويلي وتأثيره على حركة الأسواق

تزامن تراجع المعدن الأصفر مع اشتعال جبهة جديدة في الصراع الأمريكي الفنزويلي، حيث كشفت تقارير استخباراتية مؤكدة عن تنفيذ وكالة “سي آي أيه” غارة جوية مباغتة بواسطة طائرة مسيرة استهدفت ميناءً حيوياً داخل الأراضي الفنزويلية في ليلة الرابع والعشرين من ديسمبر؛ ويمثل هذا الهجوم سابقة هي الأولى من نوعها باستهداف مباشر لمواقع داخل فنزويلا من قبل القوات الأمريكية، وتأتي هذه الخطوة التصعيدية بعد اتهامات وجهها ترامب للرئيس نيكولاس مادورو بتسهيل ودعم عمليات تهريب المواد المخدرة نحو الولايات المتحدة؛ مما دفع البنتاغون منذ شهر أغسطس الماضي لتعزيز التواجد العسكري المكثف في المحيط الجغرافي لفنزويلا، وقد تطور الأمر قبل أسابيع قليلة حينما أصدر ترامب أوامره بفرض حصار بحري شامل يمنع وصول أو خروج ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الدولية؛ مما يضع أسواق الطاقة والمعادن تحت ضغط مزدوج يوازن بين هدوء جبهة شرق أوروبا واشتعال جبهات أخرى في القارة الأمريكية تؤثر قطعا على أسباب تراجع أسعار الذهب اليوم وتذبذب شهية المخاطرة لدى كبار المتداولين حول العالم.