مكاسب قياسية.. الذهب يقود انتعاشة كبرى في أسعار المعادن النفيسة بنهاية 2025

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة تشير إلى استمرار المكاسب التاريخية التي بدأت بوضوح خلال عام 2025، حيث استطاع الذهب تسجيل قفزة سنوية هي الأعلى له منذ 46 عامًا بنسبة صعود بلغت 65%، وهذا الأداء الاستثنائي لم يقتصر على الذهب وحده بل امتد ليشمل الفضة والبلاتين اللذين حققا مستويات قياسية غير مسبوقة في تاريخ الأسواق العالمية، ومع اقتراب نهاية العام تزايدت التكهنات حول القمم السعرية الجديدة التي قد يزورها المعدن الأصفر في ظل المتغيرات الاقتصادية الحالية.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

إن فهم العوامل التي تحرك توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة يتطلب النظر في السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث ساهم خفض أسعار الفائدة بشكل مباشر في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن لا يدر عائدًا دوريًا، وبالإضافة إلى السياسة النقدية لعبت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة دورًا محوريًا في زيادة الطلب، بالتزامن مع مشتريات مكثفة من قبل البنوك المركزية العالمية وتدفقات سيولة ضخمة من الصناديق الاستثمارية الكبرى؛ الأمر الذي جعل الذهب يلامس مستويات مرتفعة قبل أن يشهد تراجعًا طفيفًا مؤخرًا بنحو 0.6% ليصل إلى 4,321.63 دولار للأوقية نتيجة عمليات جني أرباح فنية، كما تراجعت العقود الآجلة بنسبة 1.1% لتستقر عند 4,335.40 دولار للأوقية، وذلك بعد قرار بورصة شيكاغو التجارية برفع هوامش الضمان على العقود الآجلة، وهو ما أحدث هزة قصيرة المدى في السوق لا تمنع استمرار التوقعات الإيجابية طويلة الأمد.

  • تحركات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وتأثيرها المباشر على قيمة الدولار.
  • حجم الطلب الصناعي المتزايد وخاصة على معدني الفضة والبلاتين.
  • التوجه الاستراتيجي للبنوك المركزية نحو تعزيز احتياطيات الذهب.
  • التوازن بين العرض والطلب في ظل نقص الإمدادات العالمية لبعض المعادن الحيوية.

أداء الفضة والبلاتين وتأثيرهما على توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

لم تتوقف توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة عند حدود الذهب بل شملت طفرة غير مسبوقة في سعر الفضة التي ارتفعت بنسبة 147% منذ مطلع العام، متفوقة بذلك على أداء الذهب بفضل تصنيفها كمعدن حيوي واستراتيجي في الولايات المتحدة؛ وزيادة الاحتياجات الصناعية مقابل انخفاض ملحوظ في المخزونات المتاحة، ورغم أن الفضة تراجعت بنسبة 6.4% لتستقر عند 71.54 دولار للأوقية بعد أن كانت قد سجلت 83.62 دولار، إلا أن الأساسيات القوية للسوق تدعم استمرار الصعود، وفي سياق متصل سجل البلاتين زيادة سنوية تجاوزت 125% محققًا أفضل أداء تاريخي له رغم الانخفاض اللحظي الذي وصل به إلى 2,043.15 دولار للأوقية، كما لم يغب البلاديوم عن المشهد مسجلاً نموًا بنسبة 76% وهو الأداء الأقوى له منذ 15 عامًا، مما يؤكد أن الدورة الصعودية الحالية تشمل قطاع المعادن الثمينة بكافة مكوناته.

المعدن النفيس نسبة الارتفاع السنوي السعر الحالي (دولار)
الذهب (تداول فوري) 65% 4,321.63
الفضة 147% 71.54
البلاتين 125% 2,043.15
البلاديوم 76% 1,604.78

الرؤية المستقبلية و توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة لعام 2026

يرى المحللون والخبراء في أسواق المال أن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة لعام 2026 تحمل مزيدًا من المفاجآت الإيجابية، حيث يتوقع إدوارد ماير المحلل لدى مارِكس أن يتجاوز الذهب حاجز 5,000 دولار للأوقية؛ بينما قد تندفع الفضة نحو مستوى 100 دولار للأوقية في العام المقبل، وتستند هذه الرؤية المتفائلة إلى توقعات المستثمرين بقيام الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين في عام 2026، وهو سيناريو كفيل بالحفاظ على الزخم الصاعد القوي وتوفير الدعم اللازم للمعادن التي لا تدر فوائد لتستمر في تحطيم الأرقام القياسية، ومع وجود حالة من الاضطراب المؤقت نتيجة جني الأرباح؛ يظل الاتجاه العام للسوق صعوديًا بامتياز ومدعومًا بعوامل اقتصادية هيكلية تضمن بقاء المعادن الثمينة كأفضل خيار استثماري في مواجهة التقلبات.

تظل توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة مرتبطة بشكل وثيق بمدى استمرارية الطلب الصناعي والتحولات في السياسة النقدية الأمريكية، حيث أن التكامل بين الوظيفة الاستثمارية للمعدن النفيس وبين قيمته كمادة خام في الصناعات المتقدمة يمنحه قوة مزدوجة تتجلى في الأرقام القياسية التي نشهدها حاليًا وتلك المتوقعة في المستقبل القريب.