تراجع قياسي.. الدولار يسجل أكبر خسارة سنوية منذ 8 أعوام في 2025

توقعات أداء الدولار الأمريكي مقابل العملات تتصدر المشهد الاقتصادي العالمي مع نهاية العام الجاري؛ حيث سجلت العملة الخضراء أكبر تراجع سنوي لها منذ ثماني سنوات، ويأتي هذا الهبوط مدفوعًا بترقب المستثمرين لقرار الحسم بشأن التوجهات النقدية القادمة، خاصة مع تزايد احتمالات اعتماد سياسة تيسير نقدي أكثر جرأة وتوسعًا، مما يضع العملة الأمريكية تحت ضغوط كبيرة في مواجهة سلة العملات العالمية الرئيسية خلال المرحلة المقبلة.

خلفية تراجع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية

تأثرت الأسواق المالية بشكل ملحوظ بانخفاض مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنسبة وصلت إلى حوالي 8% منذ مطلع العام الجاري؛ إذ تعود جذور هذا التراجع إلى التعريفة الجمركية التي أقرها دونالد ترامب في شهر أبريل الماضي، وزادت هذه الضغوط مع بدء تحركات مكثفة من قبل الرئيس الأمريكي لتعيين رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل، بهدف ضمان وجود شخصية اقتصادية تدعم خفض أسعار الفائدة بمرونة عالية، مما أدى إلى زعزعة الثقة في استقرار القوة الشرائية للعملة التي كانت تسيطر على الأسواق لفترات طويلة.

المؤشر الاقتصادي نسبة التغير السنوي العامل المؤثر الرئيسي
مؤشر بلومبرج للدولار تراجع بنحو 8% سياسات التيسير النقدي والتعريفات
مؤشر الدولار في ديسمبر انخفاض يقترب من 1% توقعات خفض الفائدة المستقبلية

مرشحو قيادة الفيدرالي وتأثيرهم على الدولار الأمريكي مقابل العملات

تترقب الأوساط المالية هوية الشخصية التي ستخلف جيروم باول بعد انتهاء ولايته في شهر مايو المقبل؛ حيث يرى يوسوكي مياري، استراتيجي العملات في بنك نومورا، أن المجلس الفيدرالي سيكون المحرك الأساسي للسوق في الربع الأول من العام القادم، وقد أشار ترامب إلى وجود أسماء مفضلة لديه دون الإفصاح عنها رسميًا، مع التلميح بإمكانية إبعاد باول عن منصبه الحالي، وتتضمن قائمة المرشحين المحتملين مجموعة من الخبراء الاقتصاديين الذين تتباين رؤاهم حول السياسة النقدية والإنفاق، وهم كالتالي:

  • كيفن هاسيت: مدير المجلس الاقتصادي الوطني والمرشح الأوفر حظاً لقيادة المرحلة القادمة.
  • كيفن وارش: المحافظ السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يحظى باهتمام رئاسي واضح.
  • كريستوفر والر وميشيل بومان: من أعضاء المجلس الحاليين الذين يمتلكون خبرة واسعة في إدارة السياسات.
  • ريك ريدر: ممثلاً عن القطاع الخاص من خلال خبرته كأحد كبار المسؤولين في شركة بلاك روك.

تباين السياسات النقدية وأثره على الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى

يشير أندرو هازليت من شركة مونكس إلى أن اختيار شخصيات مثل وارش أو والر قد يحمي العملة من التدهور بسبب عدم تسرعهما في خفض الإنفاق؛ ومع ذلك، فإن توقع خفض الفائدة مرتين على الأقل في العام المقبل يضع العملة الأمريكية في مسار مختلف عن نظيراتها في الدول المتقدمة، فالعملة الأوروبية الموحدة “اليورو” وجدت دعماً قوياً بفضل تراجع التضخم واحتمالات زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا، مما قلل من فرص خفض الفائدة هناك إلى مستويات دنيا، وفي المقابل يخطط المتداولون في كندا وأستراليا والسويد للتعامل مع زيادات محتملة في الفائدة، مما يضعف جاذبية العملة الأمريكية مقارنة بهذه العملات.

بالرغم من ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة طفيفة بلغت 0.2% يوم الأربعاء إثر بيانات وزارة العمل التي أظهرت انخفاض طلبات إعانة البطالة؛ إلا أن المسار العام يظل هبوطيًا مع اقتراب نهاية شهر ديسمبر الحالي، حيث تظل الأسواق مرتبطة بشكل وثيق بالتحولات السياسية في واشنطن وبمدى سرعة استبدال القيادات النقدية التي ستؤثر حتمًا على ميزان القوى الاقتصادي بين العملات العالمية الرئيسية.