أكبر مكاسب منذ 1979.. أسعار الذهب تترقب قفزة تاريخية مدفوعة بالتوترات العالمية

توقعات أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية تسيطر على اهتمامات المستثمرين حاليًا، حيث شهدت الأسعار تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرة بتبدل رهانات المستثمرين حيال خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل؛ فقد أدى صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة لشهر ديسمبر إلى تقليص التوقعات ببدء دورة تيسير نقدي جديدة في يناير، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حركة المعدن الأصفر في البورصات العالمية والسوق المصري، وفقًا للتقرير الأخير الصادر عن منصة آي صاغة المتخصصة.

تأثير الفيدرالي الأمريكي على توقعات أسعار الذهب

تأثرت توقعات أسعار الذهب بشكل ملحوظ بما كشفه محضر الاجتماع الأخير للفيدرالي الأمريكي، حيث أظهرت الوثائق وجود حالة من الانقسام الداخلي بين أعضاء لجنة السوق المفتوحة حول المسار الأمثل للسياسة النقدية خلال الفترة القادمة؛ وبينما يرى فريق من الأعضاء ضرورة الإبقاء على معدلات الفائدة الحالية دون تغيير لفترة أطول للحفاظ على استقرار الأسعار، خاصة بعد إجراء ثلاثة تخفيضات متتالية خلال عام 2025، يعتقد فريق آخر أن الاستمرار في خفض الفائدة قد يكون حتميًا إذا ما واصلت معدلات التضخم تراجعها المقترن بالوصول إلى المستهدفات الرسمية التي يضعها البنك المركزي، وهذا التباين في وجهات النظر ولد ضغوطًا بيعية دفعت الأوقية للتراجع بنحو 30 دولارًا لتستقر بالقرب من مستوى 4310 دولارات، وسط ترقب الأسواق لأي إشارات جديدة تؤكد ملامح السياسة المالية للولايات المتحدة في مواجهة المتغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة التي تؤثر بدورها على قرارات كبار المستثمرين وصناديق الاستثمار.

أداء المعدن الأصفر وبناء توقعات أسعار الذهب عالميًا

رغم الهبوط اللحظي المسجل اليوم، إلا أن توقعات أسعار الذهب لا تزال تتسم بالإيجابية الشديدة عند النظر إلى الأداء السنوي العام، إذ تمكن الذهب من تحقيق قفزة هائلة بلغت نحو 64% منذ مطلع عام 2025، ما يضعه على سكة تسجيل أقوى مكاسب سنوية منذ عام 1979؛ وتستند هذه التوقعات المتفائلة إلى مجموعة من الركائز الاقتصادية والسياسية التي تزيد من جاذبية المعدن النفيس، ومن أهمها:

  • تزايد احتمالات العودة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية مجددًا خلال عام 2026.
  • استمرار البنوك المركزية العالمية في تطبيق وتيرة شراء مكثفة لتعزيز احتياطياتها من السبائك.
  • ارتفاع وتيرة تدفقات رؤوس الأموال نحو صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب الفعلي.
  • تزايد المخاطر التجارية والاقتصادية التي تجعل الذهب الملاذ الآمن الأول عالميًا.

العوامل الجيوسياسية وانعكاسها على توقعات أسعار الذهب

تتشابك التوترات الجيوسياسية الراهنة لتشكل عصبًا رئيسيًا في تشكيل توقعات أسعار الذهب وتوجهات المستثمرين نحو الأصول الآمنة، فالحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى الاضطرابات العميقة في منطقة الشرق الأوسط وتحديدًا التفاعلات بين السعودية وإيران وإسرائيل، خلقت بيئة من عدم اليقين العالمي؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل زادت الخلافات السياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا من تعقيد المشهد التجاري الدولي، مما دفع الكثيرين إلى التحوط بالذهب لمواجهة أي تقلبات مفاجئة في أسعار العملات أو تباطؤ النمو الاقتصادي، وهو ما يفسر سبب بقاء الطلب عند مستويات مرتفعة حتى في ظروف التشديد النقدي المؤقت، حيث يظل المعدن الأصفر هو الخيار الأفضل للحفاظ على القوة الشرائية وتأمين الثروات خلال الأزمات الدولية الكبرى التي تؤثر على سلاسل الإمداد واستقرار الأسواق المالية التقليدية.

مستويات السعر المحلي وتحولات توقعات أسعار الذهب في مصر

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة، أن السوق المصري لم يكن بمعزل عن هذه التطورات، حيث تراجعت أسعار الصاغة محليًا بنحو 55 جنيهًا للجرام الواحد، لتعكس توقعات أسعار الذهب في مصر حالة الترقب التي تسود الأسواق العالمية حاليًا؛ ويوضح الجدول التالي الأسعار المسجلة في التعاملات الأخيرة:

العيار أو نوع الذهب السعر الحالي بالجنيه المصري
جرام الذهب عيار 24 6663 جنيهًا
جرام الذهب عيار 21 5830 جنيهًا
جرام الذهب عيار 18 4997 جنيهًا
الجنيه الذهب 46640 جنيهًا

تستقر توقعات أسعار الذهب الآن عند نقطة مفصلية ترتبط ببيانات التضخم القادمة ومدى مرونة الفيدرالي في التعامل مع الضغوط الاقتصادية، وبينما تظهر الأسعار بعض الهدوء المؤقت، تظل النظرة طويلة الأمد مدعومة بالطلب التاريخي والتوترات السياسية التي تجعل من أي تراجع فرصة لإعادة تقييم المراكز الشرائية في هذا السوق المتقلب بصورة مستمرة.