قفزة الذهب بمصر.. كيف تحول السعر من 263 إلى 6000 جنيه خلال عقد؟

رحلة صعود أسعار الذهب في مصر خلال 10 سنوات كشفت عن تحولات اقتصادية ضخمة بدأت من مستويات سعرية بسيطة وصولاً إلى أرقام قياسية غير مسبوقة، حيث سجل المعدن الأصفر زيادة إجمالية هائلة بلغت نحو 2180.6% خلال عقد من الزمان، وفي هذا اليوم الذي يختتم فيه عام 2025 نلاحظ بوضوح تربّع الذهب على عرش الاستثمارات الآمنة في سوق الصاغة المصرية بعد تحقيقه قفزات تاريخية لعيار 21 الأكثر مبيعًا.

محطات تاريخية في رحلة صعود أسعار الذهب في مصر خلال 10 سنوات

بدأت ملامح رحلة صعود أسعار الذهب في مصر خلال 10 سنوات تتبلور منذ ديسمبر عام 2015 عندما كان سعر الجرام لا يتخطى حاجز 263 جنيهًا، لتبدأ بعدها سلسلة من الارتفاعات المتتالية التي وصلت بالجرام إلى 585 جنيهًا في عام 2016، ومع حلول عام 2020 استمر المسار التصاعدي ليتجاوز السعر مستوى 800 جنيه لأول مرة؛ وبالرغم من حالة الاستقرار النسبي التي خيمت على الأسواق في نهاية عام 2021 عند مستوى 790 جنيهًا، إلا أن عام 2022 كان النقطة الفاصلة التي فجرت موجة غلاء حادة دفعت الأسعار لملامسة 1660 جنيهًا، ثم واصل المعدن النفيس رحلته الصاروخية ليتخطى عيار 21 حاجز 3800 جنيه في ديسمبر 2024، وصولاً إلى الذروة المطلقة في عام 2025 التي اقترب فيها السعر من حدود 6000 جنيه للجرام الواحد.

أداء المعدن الأصفر واعتماده كوصفه وعاءً ادخاريًا رئيسيًا

خلال العام الحالي فقط سجلت الأسواق المحلية طفرة سعرية تجاوزت 60% مدفوعةً بالاضطرابات العالمية وتغيرات سعر صرف العملة؛ إذ يفضل المصريون رحلة صعود أسعار الذهب في مصر خلال 10 سنوات كدليل قاطع على قوة المعدن كأداة للتحوط وحفظ القيمة الشرائية للأموال، وقد افتتح الذهب عام 2025 عند مستوى 3730 جنيهًا ليرتفع تدريجيًا نحو 4900 جنيه في منتصف العام، ومع الدخول في الربع الأخير تسارعت وتيرة الزيادة ليسجل شهر أكتوبر 5625 جنيهًا، وانتهت التداولات في ديسمبر عند 5965 جنيهًا للجرام وسط إقبال كثيف من المستثمرين الراغبين في حماية مدخراتهم من تقلبات السوق المحلية، وهو ما أكدته شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات التي أشارت إلى أن الذهب أثبت كفاءته المطلقة كأهم الأصول الآمنة في فترات عدم اليقين الاقتصادي التي يمر بها العالم والمنطقة.

• ارتفاع الطلب المحلي على السبائك والعملات الذهبية للادخار.
• تأثير مباشر للتوترات الجيوسياسية على أسعار الأوقية عالميًا.
• اتفاق الخبراء على أن الذهب هو الملاذ الأكثر أمانًا تاريخيًا.
• ارتباط السعر المحلي بسعر الصرف والبورصات العالمية بوضوح.

توقعات الخبراء بعد رحلة صعود أسعار الذهب في مصر خلال 10 سنوات

أظهر التقرير السنوي لشعبة الذهب أن الأداء العالمي للمعدن كان استثنائيًا بزيادة بلغت 70% حيث افتتحت الأونصة العام عند 2624 دولارًا ووصلت في ذروتها إلى 4549 دولارًا في ديسمبر، وهذا الزخم العالمي عزز من رحلة صعود أسعار الذهب في مصر خلال 10 سنوات وجعل الأنظار تتجه نحو عام 2026 الذي تستهدف فيه الدولة زيادة الصادرات الذهبية لتتجاوز 7 مليارات دولار، ويرى المستشارون في الشعبة أن ما يحدث حاليًا من تراجعات طفيفة ما هو إلا حركات تصحيحية طبيعية للسوق، وينصحون المواطنين بالاحتفاظ بذهبهم وعدم الاندفاع للبيع لأن المسار العام لا يزال صاعدًا بقوة، خاصة مع استمرار الضغوط التضخمية عالميًا وتوجه البنوك المركزية الكبرى نحو خفض الفائدة مما يجعل الذهب هو الخيار الأول للنمو، وتتجه الرؤية المستقبلية نحو تعزيز التنافسية الدولية للصناعة المصرية وزيادة القيمة المضافة للمشغولات بدلاً من تصدير الذهب كمادة خام فقط.

إن رحلة صعود أسعار الذهب في مصر خلال 10 سنوات تعكس بوضوح كيف تحول سلوك المستهلك المصري نحو الاستثمار طويل الأجل في الذهب، فالأرقام التي بدأت من 263 جنيهًا وانتهت عند مشارف 6000 جنيه تؤكد أن المعدن سيظل المحرك الأساسي للثروات، وسيبقى الذهب العنصر الأكثر استقرارًا في ظل استمرار حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية والمحلية في السنوات القادمة.