تراجع الأسعار.. قيمة المعدن الأصفر تكسر وتيرة الزيادة في نهاية عام قياسي للمعدن ون أسعار الذهب تتراجع في نهاية عام قياسي للمعادن النفيسة

أداء أسعار الذهب والفضة في عام 2025 يمثل محطة تاريخية في مسار الأسواق العالمية؛ حيث تقترب المعادن النفيسة من تسجيل أقوى مستويات نمو سنوي لها منذ عام 1979، وذلك رغم الهبوط الذي شهدته التداولات في الأيام الأخيرة من السنة، إذ سجل المعدن الأصفر تراجعاً طفيفاً ليستقر حول مستوى 4311 دولاراً للأونصة، في حين تأثرت أسعار الذهب والفضة في عام 2025 بعمليات جني الأرباح الواسعة التي أعقبت رحلة صعود ماراثونية حطمت خلالها الأسعار كافة الأرقام القياسية السابقة.

أسباب استمرار قوة أداء أسعار الذهب والفضة في عام 2025

شهدت الأسواق زخماً منقطع النظير خلال الأشهر الماضية؛ حيث قفزت جاذبية المعدن الأصفر بنسبة تجاوزت 65% نتيجة تزايد رغبة المستثمرين في التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة والديون السيادية المرتفعة، وقد لعبت مشتريات البنوك المركزية الكثيفة دوراً محورياً في دعم أداء أسعار الذهب والفضة في عام 2025، بالتوازي مع توجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة وتيسير السياسة النقدية؛ الأمر الذي دفع مجموعة “سي إم إي غروب” إلى رفع متطلبات الهامش على العقود المستقبلية مرتين في أسبوع واحد لضبط شهية المتداولين المفرطة وتوفير ضمانات أكبر في ظل التقلبات الحادة والتذبذب المتزايد الذي ضرب الأسعار خلال شهر ديسمبر عقب جولة من الارتفاعات التاريخية المتلاحقة.

كما تتجلى قوة السوق في عوامل متعددة ساهمت في صياغة هذا المشهد الاستثماري الفريد:

• تحوط المستثمرين ضد الضبابية الاقتصادية وضعف العملات الورقية التقليدية.
• تزايد وتيرة شراء الذهب من قبل المؤسسات الرسمية والبنوك المركزية عالمياً.
• دورة التيسير النقدي الأمريكي التي قللت من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعادن.
• دخول سيولة ضخمة من صناديق الاستثمار والمضاربين الأفراد نحو الأصول البديلة.

الطفرة السعرية وتحولات أداء أسعار الذهب والفضة في عام 2025

تمثلت المفاجأة الكبرى لهذا العام في تحول الفضة من ملاذ آمن تقليدي إلى أداة تداول عالية الزخم؛ إذ سجل المعدن الأبيض قفزات غير متوقعة في النصف الثاني من العام وصولاً إلى تخطيه حاجز 80 دولاراً للأونصة قبل أن يستقر مؤخراً عند مستويات 71.4 دولاراً، إن أداء أسعار الذهب والفضة في عام 2025 تأثر بشدة بمخاوف الرسوم الجمركية التي أدت إلى تزايد الواردات الأمريكية وشح في المعروض ببورصة لندن، تزامناً مع طلب هندي هائل تسبب في أزمة توريد تاريخية؛ وهو ما جذب اهتمام كبار الشخصيات المؤثرة مثل إيلون ماسك للمضاربة على المعدنين، خاصة مع استمرار انخفاض أسعار الفائدة الذي يغذي حمى الشراء ويدفع الأسعار بعيداً عن مستويات التعادل التقليدية المعروفة سابقاً في الأسواق العالمية.

آفاق أداء أسعار الذهب والفضة في عام 2025 ومصير المعادن الأخرى

لم يتوقف الحماس عند الذهب الأبيض والأصفر بل امتد ليشمل البلاتين الذي خرج من نمط تداول استمر سنوات ليحقق سعراً قياسياً، مدفوعاً بالقلق من الرسوم الجمركية التي أبقت الإمدادات داخل المخازن الأمريكية وارتفاع تداولات العقود المستقبلية في الصين، حيث يتجه البلاتين لتسجيل ثالث عجز سنوي في المعروض بسبب الاضطرابات في جنوب أفريقيا، وبحثاً عن استقرار الأسواق، فإن أداء أسعار الذهب والفضة في عام 2025 يظل مرهوناً بنتائج التحقيقات الأمريكية بموجب المادة 232 التي قد تفرض رسوماً إضافية، ورغم تراجع الأسعار الأسبوعي بأكثر من 5% للبلاديوم والفضة؛ فإن الخبراء في “ساكسو ماركتس” يؤكدون أن معطيات عام 2026 تظل داعمة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، مع التنبيه بأن ضخامة المراكز الاستثمارية الحالية قد تجعل أي تصحيح مستقبلي للأسعار حاداً ومفاجئاً للمستثمرين غير الحذرين.

تتجه الأنظار الآن نحو العام الجديد بعد أن أغلقت الأسعار في الساعة 2:42 عصراً بتوقيت سنغافورة على انخفاض طفيف بنسبة 0.6% للذهب، بينما حافظ الدولار على ثباته النسبي مما فرض ضغوطاً مؤقتة على المعادن، إلا أن جوهر أداء أسعار الذهب والفضة في عام 2025 يظل شاهداً على دورة اقتصادية استثنائية أعادت تشكيل مفهوم الأمان المالي والتحوط الاستراتيجي في المحافظ الاستثمارية الكبرى حول العالم.