أقوى أداء منذ عقود.. تراجع أسعار الذهب عالمياً مع بدء رحلة جني الأرباح

توقعات أسعار الذهب بنهاية عام 2025 تشير إلى تحقيق المعدن الأصفر قفزة تاريخية غير مسبوقة رغم التراجعات الطفيفة التي شهدتها الجلسات الأخيرة من العام، حيث سجلت الأسواق العالمية موجة من جني الأرباح دفع المستثمرين لتأمين مكاسبهم المالية بعد رحلة صعود قوية جعلت الذهب يتجاوز المستويات القياسية المسجلة عبر العقود الأربعة الماضية بطريقة لافتة للأنظار ومحفزة للشهية الاستثمارية العالمية.

توقعات أسعار الذهب وتحركات العقود الآجلة

شهدت تداولات يوم الأربعاء انخفاضاً ملحوظاً في العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 2026 بنسبة بلغت 1.7%؛ وهو ما يعادل قيمة 74.90 دولار لتستقر الأوقية عند مستوى 4311.40 دولار، ويتزامن هذا التراجع مع رغبة المتعاملين في السوق في تحويل مراكزهم الشرائية إلى سيولة نقدية قبل إغلاق الميزانيات السنوية؛ خاصة أن المعدن النفيس لا يزال يمتلك بنية أساسية قوية تدعم بقاءه ضمن المسارات الصاعدة التي بدأت منذ مطلع العام الجاري، وبجانب الذهب تأثرت العقود الآجلة للفضة تسليم مارس 2026 وانخفضت بنسبة 9.25% لتصل إلى 70.73 دولار للأوقية؛ لكنها وبرغم هذا الهبوط المفاجئ تظل مرتفعة بنسبة خيالية تصل إلى 150% منذ بداية العام، وتستند الفضة في أداءها التاريخي هذا إلى تصنيفها كمعدن استراتيجي وحيوي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إضافة إلى النقص الحاد في المعروض العالمي وانكماش المخزونات المتاحة مقابل انفجار في الطلب سواء للاستخدامات الصناعية التقنية أو كأداة للتحوط الاستثماري بعيد المدى.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب عالمياً

تشير بيانات وكالة رويترز إلى أن المعدن الأصفر نجح في الارتفاع بنسبة تقارب 66% خلال عام 2025؛ وهي القفزة الكبرى منذ عام 1979 التاريخي، وتعود هذه المكاسب إلى حزمة من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة التي غيرت خارطة التداول؛ ويأتي على رأسها سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة التي اعتمدها البنك المركزي، بالإضافة إلى استمرار سياسة التيسير النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ولم يتوقف الأمر عند المؤشرات المالية بل لعبت التوترات الجيوسياسية المشتعلة في مناطق متفرقة حول العالم دوراً محورياً في دعم توقعات أسعار الذهب كملاذ آمن؛ فضلاً عن الشهية المفتوحة للبنوك المركزية الكبرى التي واصلت عمليات شراء وتخزين السبائك بكميات ضخمة لتعزيز احتياطاتها من الأصول الصلبة، وهذا المزيج من الضغوط التضخمية والطلب المؤسسي خلق بيئة خصبة مكنت الذهب من الهيمنة على المشهد الاستثماري طوال أشهر العام رغم الذبذبات السعرية التي تظهر بين الحين والآخر في الجلسات الختامية.

المعدن النفيس السعر الفوري (دولار) نسبة التغير في الجلسة الأداء السنوي العام
الذهب 4309.84 – 0.7 % + 66% (أفضل أداء منذ 1979)
الفضة 71.25 – 6.45 % + 150% (أفضل أداء تاريخي)
البلاتين 1954.89 – 10.2 % + 120% (مكاسب قياسية)
البلاديوم 1526.03 – 6 % + 65% (أعلى مستوى منذ 15 عاماً)

أداء المعادن النفيسة وارتباطها بـ توقعات أسعار الذهب

لم تكن التحركات السعرية قاصرة على الذهب والفضة فقط بل امتدت لتشمل مجموعة المعادن النفيسة الأخرى التي سجلت تراجعات في الجولة الأخيرة لكنها احتفظت بمكاسب سنوية مذهلة؛ إذ هبط البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 10.2% ليصل إلى 1954.89 دولار للأوقية، ورغم هذا التراجع الحاد لا يزال البلاتين مرتفعاً بأكثر من 120% منذ بداية السنة؛ مما يضعه رسمياً على مسار تسجيل أقوى مكاسب سنوية في تاريخ تداولاته المكتوب، وفي سياق متصل تراجع البلاديوم بنسبة 6% مسجلاً 1526.03 دولار للأوقية؛ ومع ذلك فإنه يتجه لإنهاء العام محققاً زيادة إجمالية قدرها 65%؛ وهو الأداء الأقوى له منذ عقد ونصف من الزمان، وتعكس هذه البيانات شمولية موجة الصعود التي اجتاحت أسواق الأصول المادية؛ حيث ارتبطت حركة هذه المعادن بشكل وثيق مع توقعات أسعار الذهب والظروف النقدية العالمية التي جعلت المستثمرين يتجهون بقوة نحو امتلاك الأصول التي تحافظ على قيمتها في مواجهة تقلبات العملات الورقية.

تتسم الأسواق في هذه المرحلة بالترقب لما سيسفر عنه العام الجديد من قرارات مصرفية جديدة؛ خاصة أن استقرار الأسعار الحالية عند مستويات مرتفعة يؤكد أن الذهب لم يعد مجرد زينة بل أصبح العمود الفقري للمحافظ الاستثمارية الكبرى في ظل الغموض الذي يكتنف السياسات المالية الدولية؛ وتظل توقعات أسعار الذهب محط أنظار الصناديق السيادية والأفراد الراغبين في حماية مدخراتهم من التآكل الشرائي.

  • تخفيضات أسعار الفائدة المستمرة من الفيدرالي الأمريكي.
  • زيادة الطلب الفعلي من البنوك المركزية حول العالم.
  • تزايد حدة الصراعات الجيوسياسية الدولية.
  • التوجه نحو تصنيف المعادن البيضاء كعناصر حيوية للصناعة.
  • عمليات جني الأرباح الطبيعية التي تلي القفزات السعرية الكبيرة.

تعتبر المستويات التي وصلت إليها المعادن الثمينة بنهاية عام 2025 نقطة ارتكاز هامة للمحللين الفنيين؛ حيث أن تراجع السعر في الجلسة الأخيرة لا يقلل من القيمة السوقية التي اكتسبها المعدن الأصفر على مدار اثني عشر شهراً، وتبقى توقعات أسعار الذهب متفائلة طالما استمرت العوامل الداعمة للنمو الاقتصادي الحذر والطلب الصناعي المتزايد على الفضة والبلاتين في الأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء.