خسارة 56 دولاراً.. أسعار الذهب تلاحق مكاسب تاريخية بمستهل تعاملات الأسبوع الجديد

توقعات أسعار الذهب في عام 2026 تشغل بال الكثير من المستثمرين حاليًا، خاصة بعد الانخفاض الذي شهدته الأسواق بأكثر من 56 دولارًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء 31 ديسمبر 2025؛ فقد تخلى المعدن الأصفر عن مكاسبه السابقة بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، ورغم هذا التراجع الأخير، يظل الذهب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أقوى أداء سنوي له منذ ما يزيد عن أربعة عقود كاملة، بينما يراقب المحللون الأسواق بدقة في ظل جني الأرباح.

حركة أسعار الذهب في عام 2026 والأسواق العالمية

شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء تحولات ملحوظة، حيث تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير من عام 2026 بنسبة بلغت 1.30%، وهذا الهبوط يعادل تقريبًا 56.9 دولارًا ليصل سعر الأوقية إلى نحو 4329.40 دولارًا، وفي المقابل سجلت العقود الفورية للتسليم انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.29% لتستقر عند 4327.05 دولارًا للأوقية بحسب البيانات الصادرة عن منصة الطاقة المتخصصة، وتتزامن هذه التحركات مع ارتفاع طفيف في مؤشر العملة الأمريكية بنسبة 0.07% ليصل إلى مستوى 98.30 نقطة؛ ما زاد من الضغوط الفنية على المعادن النفيسة في نهاية العام الحالي وبداية رحلة توقعات أسعار الذهب في عام 2026 التي يترقبها الجميع بحذر وشغف.

ولم يقتصر التأثر على المعدن الأصفر وحده، بل امتد ليشمل سلة المعادن الثمينة الأخرى التي شهدت تراجعات حادة في جلسة اليوم كما يظهر في الجدول التالي:

المعدن الثمين السعر الحالي (لأوقية) نسبة التراجع
الفضة الفورية 71.81 دولار 5.82%
البلاتين الفوري 1955.42 دولار 10.28%
البلاديوم الفوري 1546.28 دولار 4.80%

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب في عام 2026

إن الارتفاع الكبير الذي سجله الذهب بنسبة 66% خلال عام 2025 يعد الأضخم منذ عام 1979، وقد جاء هذا الزخم مدفوعًا بمجموعة من العوامل الجيوسياسية المعقدة والصراعات المستمرة، بالإضافة إلى سياسات التيسير النقدي التي اتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وخفض أسعار الفائدة المتكرر، كما لعب الطلب القوي من البنوك المركزية العالمية وزيادة الحيازات في صناديق الاستثمار المتداولة دورًا محوريًا في تعزيز مكانة المعدن النفيس، ومع أن التراجع الحالي يبدو مؤلمًا لبعض المتداولين؛ إلا أن الخبراء يربطونه بزيادة هوامش العقود الآجلة في بورصة شيكاغو وضعف التداول خلال العطلات، وهو ما يعزز ثقة الكثيرين في إيجابية توقعات أسعار الذهب في عام 2026 مع عودة السيولة الكاملة للأسواق العالمية.

ويمكن تلخيص أبرز المحفزات التي تدعم المكاسب التاريخية للمعادن كالتالي:

  • قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن استمرار خفض أسعار الفائدة في الفترات القبلة.
  • تصنيف الفضة كمعدن أمريكي استراتيجي بالغ الأهمية وارتفاع الطلب الصناعي عليها بشكل غير مسبوق.
  • النقص الحاد في المعروض وانخفاض المخزونات العالمية لمعادن البلاتين والبلاديوم.
  • التوترات الجيوسياسية التي تزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن للتحوط ضد تقلبات العملات.

تحليل الخبراء حول توقعات أسعار الذهب في عام 2026

يشير المحللون الاقتصاديون وعلى رأسهم إيليا سبيفاك من مؤسسة “تاتسي لايف” إلى أن الذهب قد يختبر مستويات تاريخية جديدة تقترب من 5000 دولار للأوقية بحلول نهاية الربع الأول، وهذا التصور يتسق مع حقيقة أن المحفزات التي دفعت الأسواق خلال العام الماضي لا تزال قائمة ومستدامة، وبالنظر إلى أداء المعادن الأخرى نجد أن الفضة قد تفوقت على الجميع بمكاسب تجاوزت 150%، بينما يتجه البلاتين والبلاديوم لإنهاء العام بأفضل أداء لهما منذ سنوات طويلة، ورغم التذبذب الحالي الناتج عن جني المستثمرين للأرباح؛ فإن العوامل الأساسية والبيئة النقدية تدعم بشكل صريح قوة توقعات أسعار الذهب في عام 2026 كاستمرار للنهج الصعودي التاريخي الذي بدأ منذ أشهر.

إن حالة الترقب التي تسيطر على التجّار حاليًا نابعة من محاضر اجتماع الفيدرالي الأخيرة التي كشفت عن نقاشات دقيقة للغاية قبل إقرار خفض الفائدة، ومع ذلك تظل الرهانات مرتفعة على وجود خفضين إضافيين في العام القادم؛ مما يوفر بيئة مثالية لنمو الأصول التي لا تدر عائدًا ثابتا كالذهب، وبناءً على المعطيات الفنية الحالية فإن التراجع الذي نراه في نهاية ديسمبر 2025 ليس سوى استراحة قصيرة للمعدن قبل الانطلاق مجددًا، حيث تظل كافة المؤشرات تشير إلى أن بريق الذهب سيزداد سطوعًا ويحطم أرقامًا قياسية جديدة تجعل من توقعات أسعار الذهب في عام 2026 محور ارتكاز المستثمرين الباحثين عن الأمان والربح معًا في آن واحد.