أداء قياسي.. أسعار الذهب تنهي تعاملات 2025 بمكاسب تاريخية غير مسبوقة للمعدن الأصفر

سعر الذهب اليوم وتوقعات المعدن الأصفر في نهاية عام 2025 تشغل بال المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن؛ حيث يواصل الذهب التماسك قرب مستوياته المرتفعة التاريخية، متجهًا لإنهاء عام 2025 بأقوى مكاسب سنوية سجلها السوق منذ أكثر من أربعة عقود كاملة، وقد وصف المحللون هذا العام بأنه محطة تاريخية في مسيرة المعدن النفيس التي شهدت تقلبات واسعة، وجاء هذا الاستقرار السعري في وقت عصيب شهدت فيه باقي المعادن النفيسة تراجعات حادة، نتيجة ميل المستثمرين إلى عمليات جني الأرباح السريعة بعد موجة الصعود القياسية التي سيطرت على الأسواق خلال الأيام القليلة الماضية.

تحليلات سعر الذهب اليوم في المعاملات الفورية

استقر سعر الذهب اليوم في المعاملات الفورية عند مستوى 4345.75 دولار للأوقية بحلول الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت أبوظبي، وذلك بعد أن لامس المعدن أعلى مستوى قياسي في تاريخه الطويل عند 4549.71 دولار للأوقية في تعاملات يوم الجمعة الماضي، وفي مسار موازٍ سجلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير تراجعًا طفيفًا بنسبة بلغت 0.5% لتستقر عند نحو 4365 دولارًا للأوقية، وبهذه الأرقام المذهلة يكون الذهب قد حقق مكاسب سنوية استثنائية بلغت نحو 66% خلال عام 2025، ليكون هذا الصعود هو الأكبر من نوعه منذ عام 1979، وهو العام الذي شهد قفزات جنونية تأثرًا بالثورة الإيرانية والاضطرابات الجيوسياسية الضخمة في ذلك الوقت.

أبرز المحركات المؤثرة في سعر الذهب اليوم

تتعدد الأسباب التي دفعت سعر الذهب اليوم لهذا الأداء الأسطوري؛ إذ عزا خبراء الاقتصاد هذا الزخم إلى مجموعة مترابطة من العوامل الداعمة، وعلى رأسها التوجه العالمي نحو تخفيض أسعار الفائدة والرهانات القوية على استمرار سياسات التيسير النقدي من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، كما أدت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في مناطق مختلفة من العالم إلى زيادة الطلب من قبل البنوك المركزية الكبرى، بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في حيازات الصناديق المتداولة المدعومة بالمعدن الأصفر، ومع ذلك يرى المحللون أن التراجعات الطفيفة الأخيرة ترتبط بعوامل فنية بحتة وضعف في أحجام التداول نتيجة تزامن هذه الفترة مع موسم العطلات الرسمية، فيما أشار إيليا سبيفاك رئيس قسم الاقتصاد الكلي في “تيستي لايف” إلى أن حالة الضعف الحالية مؤقتة وناتجة عن غياب الكثير من المتداولين بسبب الإجازات.

• تخفيضات أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
• تزايد حدة التوترات السياسية والصراعات الدولية.
• إقبال البنوك المركزية على تخزين الذهب كاحتياطي استراتيجي.
• نمو الاستثمارات في الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب الفيزيائي.
• تراجع عرض الفضة وارتفاع الطلب الصناعي عليها بشكل غير مسبوق.

توقعات سعر الذهب اليوم والمستقبل القريب لمعدن الفضة

على الصعيد الآخر وبالنظر إلى حركة العملات، فقد صعد الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في أكثر من أسبوع؛ مما ساهم في زيادة تكلفة شراء سعر الذهب اليوم بالنسبة لحائزي العملات الأجنبية الأخرى، وهو ما فرمل الزخم الصعودي قليلًا، وبالرجوع إلى محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي لشهر ديسمبر نجد توافق صانعي السياسة على خفض أسعار الفائدة، مع توقعات بتنفيذ خفضين إضافيين في العام القادم، مما يعزز جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا ثابتًا كالذهب، وفي سوق المعادن البيضاء هوت الفضة بنسبة 4.5% لتسجل 73.06 دولار للأوقية بعد قمتها التاريخية عند 83.62 دولار، ولكنها رغم ذلك تظل مرتفعة بنسبة 150% منذ بداية العام، بفضل تصنيفها كمعدن حرج في الصناعات الأمريكية الحديثة وضيق المعروض العالمي.

انعكست الموجة السعرية أيضًا على البلاتين الذي تراجع بنسبة 12% ليصل إلى 1932.55 دولار للأوقية، في حين انخفض البلاديوم بنحو 7.1% مسجلًا 1496.75 دولار، لكنه لا يزال يتجه لإنهاء العام بمكاسب تصل إلى 65% كأفضل أداء له منذ 15 عامًا، ويرجح الخبراء أن سعر الذهب اليوم يمهد الطريق لمواصلة المسار الصاعد خلال عام 2026؛ حيث قد يختبر المعدن مستوى 5000 دولار للأوقية مع نهاية الربع الأول من العام المقبل، في ظل ترسيخ العوامل الأساسية التي دعمت صعوده التاريخي وأثبتت جدواه الاستثمارية بعيدًا عن الأسهم والعملات الورقية المتقلبة.