أداء تاريخي.. أسعار الذهب تتجه لتحقيق مكاسب غير مسبوقة منذ نصف قرن

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة بنهاية عام 2025 تشير إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، حيث استقر المعدن الأصفر في تعاملاته الأخيرة ليحافظ على مسار صعودي مكثف يجعله بصدد تسجيل أقوى مكاسب سنوية له منذ أكثر من أربعة عقود زمنية مضت، ورغم الهدوء النسبي الحالي في الأسواق إلا أن الذهب يظل الملاذ الآمن المفضل الذي يتجه لاختتام العام بأداء استثنائي تفوق فيه على كافة الأصول المالية الأخرى، وسط ترقب واسع من المستثمرين لبيانات التضخم وسياسات البنك المركزي الأمريكي.

أسباب القفزة التاريخية في توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

يعزو المحللون هذا الزخم القوي والنمو الهائل في الأداء السنوي إلى حزمة من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة التي تضافرت معاً، إذ ساهمت توجهات مجلس الاحتياطي الاتحادي نحو تخفيض أسعار الفائدة في جعل المعدن غير المدر للعائد أكثر جاذبية، كما لعبت التوقعات باستمرار سياسات التيسير النقدي دوراً محورياً في دعم توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة لاسيما مع تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية حول العالم؛ الأمر الذي دفع البنوك المركزية العالمية نحو زيادة احتياطياتها من الذهب بشكل مكثف لتعزيز الأمان المالي، وبجانب الطلب المؤسسي فقد سجلت الصناديق المتداولة في البورصة زيادة ملحوظة في حيازاتها من الذهب لتعزز من قيمته السوقية، ويمكن تلخيص الدوافع الرئيسية وراء هذا الصعود في النقاط التالية:

  • التحول الجذري في السياسة النقدية الأمريكية وقرارات خفض أسعار الفائدة المتتالية.
  • تزايد وتيرة تخزين الذهب من قبل البنوك المركزية كأداة للتحوط ضد تقلبات العملات.
  • تفاقم النزاعات الدولية التي تزيد من شهية المستثمرين نحو الأصول الآمنة بعيداً عن المخاطر.
  • نمو التدفقات النقدية نحو صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب الفعلي عالمياً.
  • الرغبة في حماية المحافظ الاستثمارية من آثار التضخم العالمي الذي تجاوز التقديرات الأولية.

أداء الأسواق وحركة توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة اليوم

شهدت المعاملات الفورية استقراراً ملحوظاً للذهب عند مستوى 4345.75 دولار للأوقية، وجاء هذا الثبات بعد أن لامس المعدن الثمين ذروة قياسية بلغت 4549.71 دولار خلال تداولات يوم الجمعة الماضي، بينما سجلت العقود الأمريكية الآجلة تسليم شهر فبراير تراجعاً طفيفاً بنسبة بلغت 0.5% لتصل إلى مستوى 4365 دولاراً للأوقية، وتعكس هذه التحركات رغبة واضحة من قبل المتداولين في تثبيت مراكزهم المالية قبل الإغلاقات السنوية الكبرى، وفي الوقت الذي تمسك فيه الذهب بمكاسبه التي ناهزت 66% خلال العام الجاري، بدت توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى في حالة تذبذب حيث فضل البعض جني الأرباح السريعة بعد الارتفاعات الباهظة التي تحققت خلال الأشهر الستة الماضية، ويوضح الجدول التالي تفاصيل الأداء السعري للمعادن المختلفة وتغيراتها الأخيرة:

المعدن النفيس السعر الحالي (دولار) نسبة التغير أو الأداء السنوي
الذهب (المعاملات الفورية) 4345.75 ارتفاع بنسبة 66% خلال عام 2025
الفضة (الأوقية) 73.06 أفضل أداء سنوي مع ارتفاع 150%
البلاديوم 1496.75 ارتفاع بنسبة 65% (أفضل أداء منذ 15 عاماً)
البلاتين 1932.55 تراجع أخير بنسبة 12% نتيجة جني الأرباح

الرؤية المستقبلية وتأثير جني الأرباح على توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

بالحديث عن المعادن البيضاء فقد تعرضت الفضة لضغوط بيعية أدت لانخفاضها بنسبة 4.5% لتستقر عند 73.06 دولار للأوقية، وبالرغم من هذا الهبوط اللحظي إلا أنها تتجه لتسجيل أفضل عام في تاريخها على الإطلاق بمكاسب تجاوزت 150% منذ مطلع السنة، وفي المقابل تأثر البلاتين والبلاديوم بموجة التصفية حيث هوى الأول بنسبة 12% بينما فقد الثاني نحو 7.1% من قيمته، ومع ذلك تظل توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة إيجابية للغاية على المدى الطويل نظراً لكون البلاديوم بصدد إنهاء العام بمكاسب إجمالية تصل لواحد وستين بالمئة، وتؤكد هذه التقلبات الحالية أن السوق يمر بمرحلة تصحيح طبيعية تلي القفزات الجنونية التي شهدتها المنصات العالمية، حيث يسعى كبار المضاربين إلى تأمين مكاسبهم المحققة قبل الدخول في دورة اقتصادية جديدة خلال العام المقبل الذي يحمل الكثير من الغموض الاقتصادي.

تستمر توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في السيطرة على مشهد الأسواق العالمية كأفضل فئة أصول استثمارية خلال عام 2025؛ فالمكاسب التي حققها الذهب اليوم هي الأضخم منذ عام 1979، مما يضع المستثمرين أمام مشهد مالي يعيد رسم خريطة الثروات استناداً إلى قوة المعادن الثمينة.