تراجع مفاجئ.. أسعار الذهب تبتعد عن قمتها التاريخية في ختام تعاملات 2025

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في نهاية عام 2025 تشغل بال المستثمرين بشكل كبير بعد التقلبات الملحوظة التي شهدتها الأسواق العالمية مؤخرًا، حيث تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف عن ذروتها التاريخية التي استطاعت ملامستها في الأيام الأخيرة من العام الجاري؛ إذ سجلت المعاملات الفورية للأوقية نحو 4286.79 دولار خلال تعاملات يوم الأربعاء، ويأتي هذا التحرك بعد سلسلة من التذبذبات التي شملت ارتفاعًا محدودًا يوم الثلاثاء الماضي تلا انخفاضًا قاسيًا شهده السوق يوم الإثنين، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول مستقبل هذه الأصول في ظل ظروف اقتصادية عالمية تتسم بعدم اليقين والتحول السريع.

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة وتأثير جني الأرباح

تسببت عمليات بيع واسعة النطاق في إعادة تشكيل خارطة السيولة داخل الأسواق المالية، حيث فضل قطاع واسع من المتداولين البدء في جني الأرباح بعد المكاسب القياسية التي حققها المعدن الأصفر، وهذا السلوك الاستثماري هو ما دفع توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة نحو مسارات أكثر حذرًا في المدى القصير؛ خاصة وأن الشهر الحالي اتسم بتقلبات حادة للغاية لم يشهدها السوق منذ فترات طويلة، فبعد أن سجل الذهب والفضة والبلاتين أرقامًا تاريخية متتالية بدأت الأسعار في التراجع التدريجي نتيجة ضغوط البيع المكثفة التي تهدف إلى تحويل المكاسب الورقية إلى سيولة نقدية، وهو ما يفسر وصول سعر العقود الآجلة للذهب إلى مستوى 4320.20 دولار للأوقية بالتزامن مع تلك التحركات القوية في البورصات العالمية.

العوامل الاقتصادية المحركة للمعدن الأصفر في توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

يركز الخبراء عند حديثهم عن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة على مجموعة من الركائز الأساسية التي دعمت صعود المعدن الأصفر بنسبة تجاوزت 65% خلال العام الحالي، فهناك إجماع بين المحللين بأن الارتفاعات المستقبلية لا تزال قائمة بسبب استمرار المصارف المركزية الكبرى في زيادة احتياطياتها من السبائك، إضافة إلى تزايد القلق العالمي بشأن تفاقم الديون السيادية في الاقتصادات الكبرى التي تبحث عن ملاذ آمن يحمي قيمتها الشرائية؛ وتلعب دورة التيسير النقدي التي يتبناها الاحتياطي الفيدرالي دورًا محوريًا في خفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعادن التي لا تدر عائدًا ثابتًا، مما يعزز من جاذبيتها في المحافظ الاستثمارية الكبيرة والصندوقية المتخصصة في التحوط ضد التضخم وتقلبات العملات الورقية.

• تحليل اتجاهات السياسة النقدية الأمريكية وأثرها على الفائدة.
• رصد مستويات مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب.
• تقييم مخاطر الديون السيادية والاضطرابات الجيوسياسية الراهنة.
• متابعة مستويات العرض والطلب في مناجم الفضة والبلاتين.

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة ومستقبل الفضة والبلاتين

لم تكن الفضة بمنأى عن هذه الموجة من التراجعات التصحيحية، حيث هبطت أسعارها خلال تداولات يوم الأربعاء لتستقر بالقرب من مستوى 71 دولارًا، وهو ما يعكس حالة الربط القوية بين الذهب وبقية المعادن في توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة التي يتم تداولها في الأسواق الفورية والآجلة؛ كما سجل البلاتين انخفاضًا لافتًا ليصل إلى مستوى 1,98 دولار تقريبًا، مما يشير إلى أن موجة الهبوط طالت كافة فئات الأصول النفيسة دون استثناء نتيجة التوجهات الجماعية نحو تسييل المراكز الشرائية، ومع ذلك تظل النظرة العامة للمحللين متفائلة بشأن عودة الزخم التصاعدي بمجرد انتهاء موجة جني الأرباح الحالية، واستناد السوق إلى نقاط دعم فنية تمكنه من الانطلاق مجددًا نحو قمم سعرية غير مسبوقة خلال المرحلة المقبلة من العام الجديد.

تبقى مراقبة البيانات الاقتصادية الصادرة عن البنوك المركزية هي المفتاح الأساسي لفهم توجهات السيولة في الفترة القادمة، حيث أن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى استمرارية سياسات التحفيز المالي، ومن المرجح أن يظل الذهب هو القائد الفعلي لتداولات المعادن بفضل قدرته الفائقة على امتصاص الصدمات الاقتصادية العالمية وتوفير الحماية اللازمة للمستثمرين في أوقات الأزمات الكبرى.