مكاسب قياسية.. الذهب يسجل أفضل أداء سنوي منذ نصف قرن والفضة تتصدر للمزيد

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026 تشير إلى تحولات جذرية في الأسواق العالمية بعد عام من المكاسب التاريخية غير المسبوقة التي شهدها المعدن الأصفر وبقية الملاذات الآمنة؛ حيث استقر الذهب في تداولات الأربعاء الأخيرة محتفظاً بمسار تصاعدي وضعه كأقوى أداء سنوي منذ ما يزيد عن أربعة عقود زمنية، تزامناً مع عمليات جني أرباح واسعة طالت المعادن الأخرى.

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026 وسط تيسير نقدي

تتأثر توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026 بشكل مباشر بالسياسة النقدية الأمريكية والتوترات السياسية التي شكلت وقوداً لصعود الأسعار؛ فقد استقر سعر الذهب الفوري عند مستويات 4345.75 دولار للأوقية بحلول الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وذلك عقب تسجيله قمة تاريخية مذهلة بلغت 4549.71 دولار خلال الأسبوع الماضي، بينما شهدت العقود الآجلة للمعدن تسليم شهر فبراير تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.5% لتستقر عند 4365.0 دولار، ويعكس هذا الأداء قفزة سنوية إجمالية بلغت 66% خلال عام 2025، وهي النسبة الأعلى التي يتم رصدها منذ عام 1979 حينما تظافرت العوامل الجيوسياسية لرفع الأسعار لمستويات قياسية، والآن يراقب المستثمرون تحركات البنوك المركزية التي زادت من حيازاتها بشكل مكثف بجانب صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالمعدن.

تحليل المشهد الاقتصادي يكشف أن هذه التراجعات اللحظية مرتبطة بعوامل فنية بحتة تزامنت مع ضعف السيولة الملحوظ خلال عطلات نهاية العام؛ حيث أوضح إيليا سبيفاك، خبير الاقتصاد الكلي، أن رفع متطلبات الهامش على عقود المعادن أدى إلى تعديلات سعرية قاسية أثرت على الأداء العام، ومع ذلك تظل توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026 إيجابية للغاية بفضل استدامة المحركات الأساسية للصعود، وتتضمن هذه المحركات ما يلي:

  • اتجاه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمواصلة خفض أسعار الفائدة لتعزيز النمو.
  • تزايد حدة الصراعات الجيوسياسية التي تدفع رؤوس الأموال نحو الملاذات الآمنة.
  • الطلب الهيكلي المتزايد من قبل البنوك المركزية العالمية لتنويع احتياطياتها بعيداً عن العملات التقليدية.
  • انخفاض مستويات المخزونات العالمية من الفضة والبلاتين مقابل ارتفاع الطلب الصناعي.

تأثير الدولار على توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026

رغم قوة الدولار التي ظهرت مؤخراً ووصوله لأعلى مستوياته في أسبوع مما رفع تكلفة اقتياز الذهب، إلا أن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026 تظل مبشرة لاختبار مستويات الـ 5000 دولار للأوقية؛ فقد كشفت محاضر اجتماعات الفيدرالي الأمريكي عن نقاشات معمقة أسفرت عن اتفاق لخفض الفائدة، وسط توقعات من المتعاملين بإجراء خفضين إضافيين في العام القادم، وبما أن الذهب أصل لا يدر عائداً دورياً، فإن انخفاض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته ويجعله الخيار الأكثر جاذبية في محافظ المستثمرين، وهو ما يعزز الثقة في استمرارية الاتجاه الصاعد بعيداً عن التقلبات السعرية الناتجة عن تذبذب العملة الخضراء في المدى القصير.

المعدن النفيس الأداء السنوي (2025) السعر الأخير المذكور
الذهب الفوري +66% 4345.75 دولار
الفضة +150% 73.06 دولار
البلاتين +120% 2065.80 دولار
البلاديوم +65% 1496.75 دولار

المكاسب التاريخية للفضة والبلاتين وتأثيرها على الأسهم

لا يمكن الحديث عن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026 دون التطرق للأداء الأسطوري لمعدن الفضة الذي تجاوز مكاسب الذهب بمراحل؛ فقد تراجعت الفضة بنحو 4.5% لتصل إلى 73.06 دولار بعد ذروة وصلت لـ 83.62 دولار، لكنها تنهي العام بزيادة هائلة فاقت 150%، مدفوعة بتصنيفها كمعدن استراتيجي في الولايات المتحدة ونقص الإمدادات الحاد، كما لحق بها البلاتين الذي قفز بأكثر من 120% خلال العام رغم تراجعه الأخير لمستوى 2065.80 دولار، أما البلاديوم وبالرغم من هبوطه بنسبة 7.1% إلا أنه سجل أفضل أداء له منذ 15 عاماً بزيادة بلغت 65%، مما يؤكد أن الدورة الاقتصادية الحالية تدعم المعادن الثمينة بشكل شمولي وليس الذهب وحده، في ظل توقعات باستمرار تزايد الطلب الاستثماري والصناعي عالمياً.

إن مراقبة توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في 2026 تفرض على المستثمرين الانتباه إلى مستويات التضخم العالمية ومدى قدرة البنوك المركزية على موازنة النمو الاقتصادي مع سياسات التيسير؛ حيث يرى الخبراء أن العوامل المحركة لهذه السوق أصبحت ذاتية الاستدامة، مما يجعل أي تراجعات حالية مجرد فرص لبناء مراكز استثمارية جديدة قبل الانطلاقة المتوقعة نحو مستويات قياسية جديدة مع نهاية الربع الأول من العام المقبل.