توقعات عام 2026.. تقرير يكشف مساراً غير متوقع لأسعار الذهب والفضة عالمياً

توقعات أسعار الذهب في عام 2026 تمثل محور اهتمام الأسواق المالية العالمية في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي نعيشها، حيث كشف تقرير صادر عن مجلة فوربس الأمريكية عن ملامح مستقبلية مثيرة للمعدن الأصفر بعد الجدل الواسع الذي أثاره تراجع قيمة الدولار أمام المعادن النفيسة، مما يمهد الطريق لسيناريوهات اقتصادية ساخنة تتشكل ملامحها بوضوح مع اقترابنا من الربع الأخير للعام الجاري.

أهمية تحليل توقعات أسعار الذهب في عام 2026 والنظام النقدي

إن الارتفاعات القياسية التي شهدتها المعادن الثمينة خلال الفترة الأخيرة لا تمثل مجرد طفرة سعرية مؤقتة، بل يراها الخبراء والمحللون الدوليون بمنزلة إشارة قوية لبداية تحول جذري وشامل في بنية النظام النقدي العالمي وتوزيع القوى الاقتصادية؛ وبناءً على تقديرات المؤسسات المالية الكبرى المذكورة في تقرير فوربس، فإن توقعات أسعار الذهب في عام 2026 تشير إلى احتمالية تحقيق مكاسب إضافية تتراوح نسبتها ما بين 8% وتصل إلى 15%، وهذا الصعود يأتي كاستكمال للأداء الاستثنائي الذي حققه الذهب في عام 2025 حينما قفزت قيمته السوقية بنحو 66% مسجلاً مستويات تاريخية لم يشهدها العالم منذ أكثر من أربعة عقود زمنية متواصلة، مدعوماً بموجة خفض أسعار الفائدة العالمية والمشتريات المكثفة من قبل البنوك المركزية الكبرى التي تسعى لتنويع احتياطياتها بعيداً عن العملات الورقية التقليدية التي بدأت تفقد بريقها وقوتها الشرائية تدريجياً.

قراءة في توقعات أسعار الذهب في عام 2026 لدى البنوك العالمية

تتبارى البنوك المركزية والمؤسسات المصرفية العالمية في وضع أرقام مستهدفة ضمن إطار توقعات أسعار الذهب في عام 2026، حيث تعكس هذه الأرقام حالة من التفاؤل الكبير بمستقبل المعدن الأصفر كملاذ آمن للادخار والاستثمار في مواجهة الأعاصير المالية المحتملة؛ ويوضح الجدول التالي التقديرات الرسمية لأبرز البنوك الدولية:

ويؤكد الخبراء في بنك يو بي إس أن أي اضطرابات سياسية تصاحب انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأمريكي ستكون وقوداً إضافياً يدفع الأسعار نحو مستويات 5400 دولار، بينما يرى بيتر جرانت من شركة زانر ميتالز أن التوترات الجيوسياسية وخاصة الحرب في أوكرانيا تظل الركيزة الأساسية التي تمنح السوق زخماً إيجابياً وتدعم التداول المستمر فوق مستويات تاريخية غير مسبوقة.

الأسباب والمحركات الأساسية خلف توقعات أسعار الذهب في عام 2026

تتشابك مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة لترسم ملامح توقعات أسعار الذهب في عام 2026، حيث لم تعد العلاقة التقليدية بين قوة الدولار وعوائد السندات وبين الذهب هي المتحكم الوحيد في حركة السوق كما كان الحال سابقاً؛ وتتلخص أهم هذه المحركات في النقاط التالية:

• تزايد القلق العالمي بشأن استمرارية الدولار الأمريكي كعملة احتياطية دولية وحيدة في ظل الديون السيادية المرتفعة.
• الحاجة الملحة للتحوط من موجات التضخم العاتية التي تآكل القوة الشرائية للعملات الرئيسية في الاقتصادات المتقدمة.
• الحروب التجارية المستعرة والإنفاق المالي الحكومي غير المنضبط الذي أدى إلى ما يعرف بسياسة “السيطرة المالية”.
• لجوء البنوك المركزية لشراء الذهب بكميات غير مسبوقة لتأمين عجز الموازنات وحماية الأصول القومية من التقلبات.
• التوقعات بقيام الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مرتين لمواجهة الضعف المحتمل في سوق العمل وتراجع الوظائف.

وتشير البيانات الصادرة عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى مخاوف حقيقية من مبالغة في تقدير أرقام الوظائف، مما قد يدفع صانعي السياسة النقدية إلى اعتماد إجراءات تيسيرية قوية تسهم بشكل مباشر في رفع جاذبية الذهب أمام المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، خاصة مع استمرار ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل التي تعكس مخاوف تضخمية عميقة لا يمكن تجاهلها في المنظور القريب.

إن استقرار الأسواق النسبية بعد التقلبات الحادة يعزز من قوة توقعات أسعار الذهب في عام 2026 التي أصبحت الآن واقعاً رقمياً تراقبه الصناديق الاستثمارية الكبرى بدقة متناهية، ومع استمرار تراجع قيمة العملات الورقية دون رادع حقيقي، يبرز المعدن الأصفر والفضة كأدوات وحيدة قادرة على الحفاظ على الثروات وتنميتها في ظل مشهد عالمي يتسم بالغموض المالي والسياسي وتغير موازين القوى الاقتصادية التقليدية بشكل دراماتيكي وسريع.