أفضل أداء تاريخي.. الذهب يستعد لختام استثنائي لم يتحقق منذ عقود طويلة

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة بنهاية عام 2025 تسيطر على اهتمامات المستثمرين بعد القفزات الكبيرة التي شهدتها الأسواق العالمية مؤخرًا؛ حيث سجل المعدن الأصفر ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات يوم الثلاثاء الموافق 30 ديسمبر، ليعوض بذلك جزءًا من التراجعات الحادة التي خيمت على الجلسة الماضية، بينما يتجه الذهب لإنهاء العام الحالي بأقوى وتيرة صعود سنوية منذ عام 1979 مدفوعًا بمزيج من التوترات السياسية والبيانات الاقتصادية المؤثرة.

محركات توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في التداولات الفورية

شهدت الأسوق تحولات دراماتيكية في الآونة الأخيرة؛ إذ ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى مستوى 4365.86 دولار للأونصة الواحدة، ويأتي هذا التعافي بعد يوم من تسجيل أكبر خسارة يومية مئوية منذ أواخر أكتوبر الماضي، حين دفعت عمليات جني الأرباح المكثفة الأسعار للهبوط من قمتها التاريخية التي بلغت 4549.71 دولار يوم الجمعة السابق، وبحسب تقارير اقتصادية من سي إن بي سي عربية ورويترز، فإن العقود الآجلة في السوق الأمريكية لم تكن بمعزل عن هذا الزخم حيث ارتفعت هي الأخرى بنسبة 0.8% لتستقر عند 4380.10 دولار، بينما يرى خبراء المعادن في شركة زانر ميتالز أن السوق استعادت توازنها النسبي بعد موجة من التقلبات العنيفة التي بدأت بصعود قوي في التداولات الآسيوية وحققت استقرارًا يدعم المسار الصعودي العام.

أسباب استمرار قوة توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة عالميًا

تتضافر عدة عوامل جوهرية في جعل المعدن النفيس يحقق أداءً استثنائيًا خلال عام 2025 بنسبة نمو تجاوزت 66% حتى اللحظة؛ حيث ساهمت السياسات النقدية والتوترات الدولية في صياغة هذا المشهد الاستثماري، ويمكن تلخيص أبرز هذه العوامل في النقاط التالية:

• موجة التخفيضات المتتالية في أسعار الفائدة العالمية التي تزيد من جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا ثابتًا.
• تزايد وتيرة شراء الذهب من قبل البنوك المركزية الكبرى كأداة للتحوط من تقلبات العملات.
• استمرار تدفق السيولة نحو صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب الفعلي في ظل غياب اليقين الاقتصادي.
• ارتفاع مؤشرات المخاطر الجيوسياسية خاصة مع استمرار حالة التشكك في التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وتترقب الأوساط المالية العالمية باهتمام كبير صدور محضر اجتماع البنك المركزي الأمريكي لشهر ديسمبر الحالي بهدف استقاء إشارات جديدة حول التحركات القادمة؛ حيث يراهن المتداولون على إمكانية خفض الفائدة مرتين إضافيتين خلال العام المقبل، مما يعزز مراكز القوة في توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة ويمنحها زخمًا إضافيًا للصمود فوق مستويات قياسية غير مسبوقة.

تأثير الطلب الصناعي على توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى

لم يكن الذهب هو الوحيد الذي جذب الأنظار؛ فقد حققت الفضة قفزة هائلة بنسبة 4.6% لتصل إلى 75.523 دولار للأونصة، وذلك بعد تذبذبات حادة شهدت تسجيلها أعلى مستوى تاريخي عند 83.62 دولار ثم تعرضها لخسارة يومية هي الأكبر منذ عدة سنوات، واللافت للنظر أن الفضة تفوقت على الذهب بمكاسب سنوية بلغت 161% نتيجة إدراجها ضمن المعادن الحرجة في الولايات المتحدة وزيادة الطلب في القطاعات التقنية، بينما شارك البلاتين في هذا الرالي الصاعد مرتفعًا بنسبة 4.5% ليعوض جزءًا من هبوطه الحاد من مستوى 2478.50 دولار، كما استقر البلاديوم في المنطقة الخضراء بمكاسب بلغت 2% بعد أن فقد نسبة كبيرة من قيمته في جلسة الاثنين الماضي، وهو ما يعكس ترابط حركة الأسواق النفيسة وتأثرها الجماعي بالمستجدات الاقتصادية الراهنة.

تظل توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة مرتبطة بشكل وثيق بمدى استقرار الساحة السياسية العالمية وقرارات الفيدرالي الأمريكي القادمة؛ إذ إن استمرار القلق من الصراعات الدولية ونقص المعروض الصناعي من الفضة والبلاتين يضع الأسواق أمام مرحلة جديدة من إعادة تقييم الأصول الملاذ الآمن التي أثبتت كفاءتها طوال العام.