توقعات إيهاب واصف.. أسعار الذهب تستعد لأفضل أداء سنوي منذ عقود طويلة

الاستثمار في الذهب على المدى الطويل يمثل الملاذ الآمن والأكثر استدامة للراغبين في حماية مدخراتهم من التقلبات الاقتصادية العالمية، حيث أكد إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات أن الأسواق شهدت تحولات كبرى تجعل من عام 2025 العام الأفضل تاريخياً لأداء المعادن النفيسة منذ عقود طويلة، وبالتحديد منذ عام 1979 نظراً للقفزات السعرية غير المسبوقة التي سجلتها البورصات العالمية مؤخراً؛ مما يعزز الثقة في القيمة الاقتصادية للمعدن الأصفر.

مكاسب قياسية يحققها الاستثمار في الذهب على المدى الطويل

شهدت الأسواق العالمية طفرة كبيرة وتاريخية في أسعار المعادن خلال الفترة الماضية، إذ كشف رئيس شعبة الذهب أن نسبة الارتفاع في المعدن الأصفر بلغت نحو 74%، بينما حققت الفضة قفزة استثنائية بتجاوزها حاجز 120%؛ وهو ما يعكس القوة الكبيرة التي يتمتع بها الاستثمار في الذهب على المدى الطويل كأداة مالية صلبة قادرة على تحقيق عوائد مجزية تفوق التوقعات السائدة في الأسواق التقليدية، وقد جاءت هذه الأرقام بناءً على تقييم دقيق للأداء السنوي والارتفاعات المتلاحقة التي لم تشهدها الأسواق المالية منذ أكثر من أربعة عقود؛ مما يضع المعادن الثمينة في صدارة المشهد الاستثماري العالمي الحالي والمستقبلي.

يتضح من الأرقام التالية حجم التحولات التي طرأت على أسعار المعادن النفيسة خلال العام الحالي:

تحركات الأسواق العالمية وتأثيرها على الاستثمار في الذهب على المدى الطويل

رغم القفزات الكبيرة، شهدت الأسواق مؤخراً تراجعات مفاجئة اعتبرها الخبراء عمليات تصحيح فنية وجني أرباح طبيعية ومنطقية في ظل الصعود المستمر؛ حيث انخفض الذهب بنسبة 5% والفضة بنحو 8% والبلاتين بحوالي 10%، إلا أن هذه التراجعات لم تدم طويلاً سرعان ما عاودت الأسواق الارتفاع مجدداً لتؤكد أن الاستثمار في الذهب على المدى الطويل يظل بمنأى عن الهزات العابرة؛ فقد ارتفعت الأسعار مرة أخرى بنسبة 2% للذهب و3.4% للفضة مقارنة بمستويات الانخفاض السابقة، وهو ما يثبت أن الدورة السعرية للمواد الثمينة تتجه دائماً نحو الأعلى بعد امتصاص الصدمات البيعية المؤقتة التي تحدث في البورصات العالمية الكبرى نتيجة تحركات المستثمرين الكبار لتسييل جزء من أرباحهم المحققة.

تتعدد الأسباب التي تجعل الخبراء ينصحون بالتوجه نحو المعادن بدلاً من الأدوات المالية الأخرى، ولعل أهمها:

• القدرة العالية على حفظ القوة الشرائية للعملات مقابل التضخم المتزايد
• المرونة في تحويل المعدن إلى سيولة نقدية في أي وقت ومن أي مكان بالعالم
• تحقيق توازن في المحفظة الاستثمارية وتقليل المخاطر المرتبطة بالأسهم والسندات
• الاستفادة من الندرة الطبيعية للمعادن وزيادة الطلب الصناعي والاستثماري عليها

نصائح الخبراء حول آليات الاستثمار في الذهب على المدى الطويل

يشدد المتخصصون في صناعة وتجارة المعادن على ضرورة الوعي بالفرق الجوهري بين المضاربات السريعة وبين الاستثمار في الذهب على المدى الطويل، حيث أوضح إيهاب واصف عبر شاشة “دي إم سي” أن الاستثمار قصير الأجل يتسم بمخاطر مرتفعة جداً نظراً للتذبذبات السعرية اليومية، في حين أن الوعاء الاستثماري الذي يبدأ من ستة أشهر فأكثر يعتبر خياراً آمناً وسليماً للغاية يجنب الأفراد القلق الناتج عن الهبوط المؤقت للأسعار، مؤكداً أن الذهب لا يزال يتربع على عرش أفضل أدوات حفظ القيمة؛ ولذلك يجب على المواطنين عدم الانجراف وراء التراجعات اللحظية والنظر إلى المعدن كخيار استراتيجي يحتاج إلى الصبر والهدوء لتحقيق أهدافه المالية المرسومة بعناية.

ينظر المستثمرون الواعون إلى المعدن الأصفر كدرع واقٍ ضد تقلبات الزمان؛ فالذهب يبقى العملة الوحيدة التي لا يمكن تزوير قيمتها عبر السياسات النقدية، مما يجعل الاستثمار في الذهب على المدى الطويل هو القرار الأكثر حكمة وتدبيراً لأي شخص يسعى لتأمين مستقبله المالي بعيداً عن صخب البورصات وضغوط جني الأرباح السريعة التي قد تطيح برؤوس الأموال غير المستقرة، وبناءً على التحليلات الفنية والأساسية للسوق، فإن التمسك بحيازة الذهب يمثل الضمانة الحقيقية للنمو المالي المستدام في ظل المشهد الضبابي للاقتصاد العالمي؛ حيث يظل البريق الأصفر ثابتاً بينما تتغير موازين القوى الأخرى في أسواق المال والعملات والسلع المختلفة.