ملاذ المستثمرين الآمن.. سر تمسك الذهب بمكانته رغم تراجع مستوياته القياسية الأخيرة

الاستثمار في الذهب على المدى الطويل يمثل الملاذ الآمن الأكثر موثوقية للأفراد والمؤسسات الراغبين في حماية مدخراتهم من تقلبات الأسواق العالمية؛ حيث أكد خبراء الاقتصاد وصناعة المعادن الثمينة خلال الآونة الأخيرة أن الذهب استطاع الحفاظ على مكاسب قوية ومستقرة رغم التحركات العرضية الطفيفة التي شهدتها الأسعار في أعقاب تسجيل ارتفاعات قياسية غير مسبوقة تاريخياً.

قوة الاستثمار في الذهب على المدى الطويل وأداء المعادن

أكد إيهاب وصفي، رئيس غرفة صناعة الذهب باتحاد الصناعات المصرية، أن عام 2025 سجل أفضل أداء لأسعار المعدن الأصفر والمعادن الثمينة بصفة عامة منذ مطلع العام 1979؛ حيث أوضح في تصريحاته أن الارتفاعات المتتالية التي شهدتها الأسواق العالمية عكست ثقة كبيرة من جانب المستثمرين، إذ حققت أسعار الذهب قفزات نوعية بنسبة مئوية وصلت إلى نحو 74%، بينما تفوقت الفضة في أدائها محققة مكاسب استثنائية تجاوزت حاجز 120%، وهو ما يعزز رؤية الخبراء في جدوى الاستثمار في الذهب على المدى الطويل كأداة مالية صلبة قادرة على تجاوز الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تضرب مناطق مختلفة من العالم، مشيراً إلى أن البورصات العالمية تتحكم في وتيرة هذه الأسعار وفقاً لقوى العرض والطلب المتغيرة باستمرار.

المعدن الثمين نسبة الارتفاع المحققة نسبة التراجع في حركة التصحيح
الذهب 74% 5%
المناتين (البلاتين) 10%
الفضة 120% 8%

أسباب تذبذب الأسعار ومدى تأثيرها على الاستثمار في الذهب على المدى الطويل

شهدت الأسواق حالة من التراجع المؤقت وصفت بأنها نقاط جني أرباح وتصحيح سعري طبيعي، فبعد الارتفاعات الصاروخية التي جعلت الاستثمار في الذهب على المدى الطويل مربحاً للغاية، انخفض الذهب بنحو 5% والفضة بحوالي 8% والبلاتين بنسبة 10%، قبل أن تعاود الأسعار الارتفاع مجدداً لتعوض جزءاً من تلك الخسائر بارتفاعات يومية بلغت 2% للذهب و4% للفضة؛ ويوضح المختصون أن هذه التحركات العالمية في البورصات أمر معتاد، فعند وصول الأسعار لمستويات قياسية يلجأ المستثمرون لبيع جزء من حيازاتهم لتحقيق مكاسب نقدية سريعة مما يؤدي لانخفاض مؤقت، ولذلك فإن الأشخاص الذين يتبعون استراتيجية الاستثمار في الذهب على المدى الطويل لا يتأثرون بهذه التذبذبات اليومية بل يحققون أهدافهم المالية بنجاح خلال فترات زمنية ممتدة.

  • الاستثمار القصير الأجل يزيد من احتمالية التعرض لمخاطر التذبذب السعري العالي.
  • المدة المثالية لبدء جني ثمار حقيقية لا تقل عن 6 أشهر كحد أدنى.
  • طبيعة التحولات في البورصات العالمية تفرض وجود نقاط جني أرباح مؤقتة.
  • التوترات الجيوسياسية تعمل كمحرك رئيسي لزيادة الطلب على الذهب عالمياً.

العوامل الجيوسياسية ودورها في تعزيز الاستثمار في الذهب على المدى الطويل

تلعب الصراعات والتوترات السياسية دوراً محورياً في دفع أسعار المعادن النفيسة نحو الأعلى، حيث استعادت الأسعار توازنها وسجلت مكاسب تجاوزت 1% بعد أن فقدت نحو 4% في أسوأ أداء يومي لها منذ منتصف أكتوبر الماضي؛ وقد ساهمت اتهامات روسيا لأوكرانيا بمحاولة استهداف مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين بالكرملين في تصاعد المخاوف العالمية، مما قلل من فرص التوصل لاتفاق سلام وأعاد توجيه السيولة نحو الملاذات الآمنة، كما تأثرت الأسواق بالأحداث في الشرق الأوسط عقب الغارات الجوية السعودية على مخازن أسلحة في اليمن وإعلان حالة الطوارئ والحصار الجوي والبري، وهذا النوع من الكوارث السياسية يدفع رؤوس الأموال دائماً نحو الاستثمار في الذهب على المدى الطويل لتجنب انهيار قيمة العملات الورقية.

شدد إيهاب وصفي على ضرورة تجنب المضاربات السريعة التي قد تؤدي لخسائر فادحة نتيجة التحركات الفجائية للسوق، موضحاً أن الاستثمار في الذهب على المدى الطويل لمدة تزيد عن ستة أشهر هو المسار الصحيح والمستدام لتحقيق نمو حقيقي في الثروة خلال الفترة الحالية والمستقبلية.