بزيادة تتجاوز 2%.. أسعار النفط العالمية تشتعل بفعل توترات أوكرانيا واليمن

توقعات أسعار العملات العالمية مقابل الدولار تهيمن على المشهد الاقتصادي الحالي مع استقرار العملة الأميركية يوم الثلاثاء قبيل صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر، حيث يترقب المستثمرون ملامح السياسة النقدية القادمة في ظل تراجع مستويات السيولة بسبب عطلات نهاية العام؛ وهذا الهدوء النسبي يسبق عاصفة من التوقعات التي تشير إلى أن الدولار يقف على أعتاب أسوأ أداء سنوي له منذ عام 2017 مع احتمالات تراجعه بنحو 10% نتيجة ضغوط التيسير النقدي.

توقعات أسعار العملات العالمية مقابل الدولار واليورو والإسترليني

تشير التحركات الجارية في الأسواق المالية إلى أن اليورو والجنيه الإسترليني يمضيان بثبات في طريق تحقيق مكاسب سنوية لافتة؛ فقد سجل اليورو مستوى 1.1767 دولار معززاً مكاسبه التي قد تصل إلى 14% بنهاية العام، بينما استقر الإسترليني عند 1.3508 دولار وهو ما يضعه على مسار تحقيق ارتفاع بنسبة 8% بحلول عام 2025؛ وفي المقابل يعاني مؤشر الدولار من ضغوط بيعية واضحة تعكس مخاوف المتعاملين من تقليص فروق أسعار الفائدة وتزايد عجز الموازنة والضبابية السياسية؛ حيث سجل المؤشر 98.03 نقطة ليقترب من أدنى مستوياته المسجلة في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وتتنوع الرؤى التحليلية حول مستقبل العملة الخضراء، إذ يذهب استراتيجيو MUFG إلى احتمال تراجع إضافي لمؤشر الدولار بنسبة 5% خلال العام القادم معتبرين أداء الاقتصاد الأميركي والسياسة النقدية المحركين الأساسيين؛ وعلى الجانب الآخر يؤكد غاي ميلر من مجموعة زيورخ للتأمين أن الدولار قد يميل للتحرك في نطاق عرضي وجانبي بالقرب من مستوياته الحالية مقابل العملات الرئيسية والفرنك السويسري؛ لا سيما وأن الأسواق قد سعرت بالفعل خفضين إضافيين لأسعار الفائدة في عام 2026، مما يحد من قدرة الفيدرالي على إحداث مفاجآت هبوطية حادة في المدى القريب.

أداء اليوان الصيني ضمن توقعات أسعار العملات العالمية مقابل الدولار

نجح اليوان الصيني في اختراق مستوى نفسي بالغ الأهمية عند 7 يوانات للدولار الواحد للمرة الأولى منذ أكثر من عامين ونصف، وهو ما يعكس رغبة قوية من المصدرين في بيع العملة الأميركية مع إغلاقات العام رغم محاولات البنك المركزي الصيني لتهدئة هذا الصعود؛ وقد سجل اليوان 6.9951 للدولار محققاً أقوى مستوياته منذ مايو 2023؛ وهذا الارتفاع الذي بدأ منذ أبريل الماضي ساهم في تعويض خسائر استمرت لثلاث سنوات متتالية، متحدياً بذلك التوجيهات الرسمية والتحذيرات اللفظية التي تهدف إلى منع الارتفاعات الحادة التي قد تؤثر على التنافسية التجارية للصين في الأسواق العالمية.

• اختراق اليوان الصيني لمستوى 7 يوانات للدولار يعكس قوة التدفقات النقدية الخارجية.
• تراجع مؤشر الدولار بنسبة تقارب 10% يعزز جاذبية العملات الآسيوية والأوروبية.
• الين الياباني يترقب وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي لتحديد اتجاهه المستقبلي.
• التوقعات الرسمية اليابانية ترفع سقف نمو الاقتصاد إلى 1.1% في السنة المالية الحالية.

ويظهر التباين واضحاً عند النظر إلى الين الياباني الذي تداول عند 155.96 للدولار، حيث ما زالت الأسواق تتوجس من تدخلات رسمية محتملة من قبل السلطات في طوكيو؛ ويشير المحللون إلى أن تحركات الين باتت مرتبطة بشكل أوثق بتوقعات النمو الاقتصادي أكثر من مجرد فوارق السياسة النقدية؛ إذ يحتاج الين إلى نمو قوي في الناتج المحلي لتعزيز موقفه؛ وفي ذات السياق ناقش صانعو السياسات في بنك اليابان ضرورة الاستمرار في رفع الفائدة لمواجهة التضخم، وهو ما قد يغير موازين القوى في زوج الدولار/ين خلال الشهور المقبلة إذا ما استمر الزخم الاقتصادي الإيجابي.

تأثير البيانات الاقتصادية على توقعات أسعار العملات العالمية مقابل الدولار

تعتمد توقعات أسعار العملات العالمية مقابل الدولار بشكل جوهري على البيانات الاقتصادية الكلية الصادرة من القوى الكبرى، وهو ما يتضح في توقعات الحكومة اليابانية التي رفعت تقديرات النمو إلى 1.3% للسنة المالية القادمة؛ بفضل قوة الاستهلاك المحلي والإنفاق الرأسمالي الذي يعوض تراجع الطلب الخارجي والرسوم الجمركية؛ وهذه الديناميكية تخلق حالة من التوازن المعقد في سوق الصرف الأجنبي؛ حيث تتداخل قرارات البنوك المركزية مع المؤشرات الاقتصادية لترسم ملامح خريطة الاستثمار العالمي في ظل تراجع هيمنة الدولار وبحث المستثمرين عن بدائل أكثر استقراراً ونمواً في قارات أخرى.

إن المشهد المالي العالمي يتجه نحو إعادة تموضع كبيرة للعملات الرئيسية مقابل الدولار الذي بدأ يفقد بريقه تدريجياً؛ فالتوقعات تشير إلى أن استقرار الأسواق سيبقى رهيناً بمدى تيسير السياسات النقدية الأميركية وقدرة الاقتصاد الياباني والصيني على الصمود؛ وهذا التفاعل المستمر بين الفائدة والنمو هو ما سيحدد المسارات النهائية لأسعار الصرف مع بداية العام الجديد.