انهيار تاريخي.. سعر صرف اليورو يسجل مستويات متدنية جديدة أمام الدولار الأمريكي اليوم

توقعات سعر زوج اليورو مقابل الدولار خلال شهر يناير القادم تسيطر على اهتمامات مجتمع المتداولين والمستثمرين الذين يبحثون عن قراءة دقيقة لمستقبل العملات الأجنبية في ظل التجاذبات الاقتصادية الراهنة، حيث تكتسب مستويات 1.18 أهمية قصوى باعتبارها حاجزاً نفسياً وتقنياً سيفصل بين استمرار التذبذب العرضي وبين بدء موجة صعودية مرتقبة قد تلامس حدود 1.20 في الأسابيع المقبلة، ولهذا يظل التركيز منصباً على التقارير والبيانات التي ستكشف النقاب عن حجم السيولة ومدى قدرة العملة الأوروبية على مواجهة ثبات العملة الأمريكية التي تأثرت بهدوء التداولات الموسمية.

التحليل الفني والفرص المتاحة في توقعات سعر زوج اليورو مقابل الدولار

شهد مطلع الأسبوع الجاري محاولات دؤوبة من جانب العملة الموحدة للارتفاع وتجاوز ضوابط السوق الحالية، إلا أن هذه المساعي اصطدمت بمقاومات سعرية صلبة جعلت حركة الزوج تتسم بالتردد والحذر الشديد، ويؤكد المحلل الشهير كريستوفر لويس أن بقاء السعر حول مناطق 1.18 يشكل اختباراً حقيقياً للقوة الشرائية خاصة مع تراجع وتيرة النشاط المعتاد في هذا التوقيت من العام؛ فمعظم المؤسسات المالية الكبيرة ومدراء المحافظ يتجهون في الوقت الحالي للاستفادة من عطلاتهم السنوية، وهذا النقص الواضح في السيولة يفرض طابعاً عرضياً مملًا على حركة السعر التي تنتظر بلهفة لحظة الانطلاق الحقيقية مع بداية شهر يناير، إذ يأمل المتداولون في رؤية اختراق صريح لمستوى المقاومة الجوهري عند 1.1875 لتعزيز التوقعات الإيجابية التي تفتح الطريق أمام مستويات قياسية جديدة لم تسجل منذ فترة طويلة.

أثر السياسة النقدية الأمريكية على توقعات سعر زوج اليورو مقابل الدولار

وبينما يشعر البعض بالقلق من الضغوط المسلطة على الدولار نتيجة تزايد الرهانات على خفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال العام القادم، تظهر الأرقام الاقتصادية القادمة من واشنطن ثباتاً لافتاً يمنع حدوث أي انهيار سريع في قيمة العملة الخضراء؛ ذلك أن سوق العمل الأمريكي لا يزال يبرهن على صلابته من خلال وفرة الوظائف المتاحة حتى وإن تباطأت معدلات التوظيف الفعلية عما كانت عليه سابقاً، وتلك المعطيات تجعل الفيدرالي يتأنى بشدة قبل اتخاذ أي خطوة نحو تخفيف القيود النقدية المشددة التي نعيشها اليوم، وهو ما يضع اليورو في موقف يحتم عليه إثبات جدارته بالاستفادة من أي تراجع مؤقت للدولار، ويمكن تلخيص المشهد الحالي للبيانات التي تتحكم في توقعات سعر زوج اليورو مقابل الدولار ضمن الجدول الفني الموضح أدناه للوقوف على النقاط المفصلية للحركة السعرية القادمة:

المتغيرات الأساسية والمخاطر المحيطة في توقعات سعر زوج اليورو مقابل الدولار

إن الخوض في غمار سوق العملات يتطلب إدراكاً شاملاً للمتغيرات الكلية التي تصيغ قيمة النقد، فالصراعات الاقتصادية حول لجم التضخم وإنعاش النمو المتباطئ في القارة العجوز تترك أثراً مباشراً على تحركات المستثمرين في كل جلسة تداول، ومن الضروري جداً مراقبة بعض الركائز الهامة لتقييم صحة التوقعات المرتبطة بزوج العملات الأكثر تداولاً عالمياً من خلال التركيز على المحاور التالية:

• دراسة السلوك النفسي للمشترين والبائعين بمجرد ملامسة السعر لمستوى 1.18 ومدى ثباته فوقها.
• تتبع تصريحات صناع القرار في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لما لها من أثر فوري على قوة الدولار.
• تقييم معدلات النمو الاقتصادي في منطقة اليورو التي لا تزال تظهر علامات فتور مقارنة بنظيرتها الأمريكية.
• الاعتماد على مؤشر المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً كخط دفاع أول يمنع الانزلاقات السعرية الحادة للأسفل.

وتشير قراءة المشهد الفني الأخير إلى أننا لا نزال نتحرك ضمن نطاق محدد بوضوح طالما لم يظهر أي تغير دراماتيكي في الأساسيات الاقتصادية، وسيبقى التركيز منصباً على المنطقة الضيقة ما بين 1.18 و 1.1875 للتنبؤ بالخطوة القادمة، ففي حال فشلت القوة الشرائية في خلق زخم كافٍ يدفع الأسعار فوق هذه العقبات التقنية، فإن احتمالية التراجع نحو مناطق الدعم السفلية تصبح هي السيناريو الأقوى، مما قد يشجع على بناء مراكز بيعية قصيرة تهدف للاستفادة من التصحيح السعري المحتمل قبل اتضاح الصورة النهائية للنمو الاقتصادي في عام 2026.

تظل توقعات سعر زوج اليورو مقابل الدولار مرهونة بهذا التوازن الدقيق بين البيانات والتحليل الفني وحجم التدفقات المالية مع مطلع العام الجديد، حيث يترقب الجميع كسر حالة الركود الحالية لبدء مرحلة جديدة من التداولات النشطة التي ستحدد معالم الاتجاه طويل الأمد في أسواق الصرف العالمية.