قفزة الذهب والفضة.. صعود مفاجئ في الأسواق بعد مستويات قياسية متدنية للأوقية

توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة خلال عام 2025 ترسم لوحة من التحولات الجذرية والمثيرة في قلب الأسواق العالمية التي تترقب عن كثب مسارات الصعود التاريخي؛ حيث استطاعت الأسعار أن تستعيد توازنها المفقود خلال تعاملات يوم الثلاثاء بعد موجة تصحيحية حادة ضربت القيمة السوقية للمعدن النفيس، إذ جاء هذا التعافي الملحوظ عقب تراجع الذهب إلى أدنى مستوياته المسجلة منذ أسبوعين نتيجة عمليات جني أرباح مكثفة نفذها قطاع عريض من المستثمرين بهدف تسوية المراكز المالية مع اقتراب إغلاق السنة المالية، ما أتاح للسوق فرصة ذهبية لالتقاط الأنفاس قبل استكمال رحلة الارتفاعات الاستثنائية التي ميزت هذا العام في ظل ظروف اقتصادية عالمية متسارعة ومعقدة للغاية.

توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة ومسارات التداول الفوري

شهدت جلسة التداول يوم الثلاثاء انتعاشاً لافتاً في مستوى المعاملات الفورية؛ حيث قفزت أسعار الذهب بنسبة قدرت بنحو 0.7% لتستقر بجدارة عند مستوى 4363.79 دولاراً للأونصة بحلول الساعات الأولى من الفترة الصباحية، وتأتي هذه التحركات الإيجابية الكبيرة بعد أن كان المعدن قد سجل في وقت سابق أعلى قمة تاريخية له على الإطلاق يوم الجمعة الماضي بملامسته مستوى 4549.71 دولاراً، وبالرغم من الهبوط القاسي الذي خيم على تداولات يوم الاثنين الماضي والذي اعتبره الخبراء والمحللون أكبر خسارة يومية يشهدها السوق منذ شهر أكتوبر، إلا أن العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم شهر فبراير قد أظهرت صموداً وقوة كبيرة بارتفاعها بنسبة 0.8% لتصل إلى 4377.80 دولاراً، مما يعكس بوضوح ثقة المؤسسات الاستثمارية في استمرار القوة الشرائية الكامنة للمعدن الأصفر رغم التقلبات التي فرضتها مؤشرات القوة النسبية الفنية التي خرجت مؤخراً من مناطق ذروة الشراء، وهو ما يعزز دقة وواقعية توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة في الأسواق حالياً.

أبرز العوامل الاقتصادية المحركة لتوقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة

إن الفهم العميق للمحركات الجوهرية التي تدعم قوة توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة يتطلب بالضرورة قراءة فاحصة للحصيلة السنوية النهائية لعام 2025؛ فقد تمكن الذهب من تحقيق مكاسب نوعية بلغت نسبتها 66% نتيجة تضافر حزمة من الأسباب الاقتصادية والجيوسياسية المتلاحقة التي زادت من بريق الملاذ الآمن في عيون كبار وصغار المستثمرين، ويمكننا تلخيص هذه العوامل المحورية التي شكلت الأداء القوي للسوق في النقاط الجوهرية التالية:

  • القرارات المتتابعة الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة وتبني سياسة نقدية أكثر تيسيراً لدعم النمو.
  • تفاقم حدة التوترات الجيوسياسية في مناطق حيوية حول العالم مما دفع رؤوس الأموال للهروب نحو الذهب للتحوط من المخاطر.
  • الطلب التاريخي وغير المسبوق من قبل البنوك المركزية العالمية التي سعت جاهدة لتعزيز احتياطاتها النقدية من المعدن الأصفر.
  • التدفقات النقدية الضخمة التي استهدفت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب الفيزيائي من قبل كبار المستثمرين والصناديق السيادية.

أداء المعادن النفيسة والفضة ضمن توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة

لم يتوقف المشهد الدرامي عند حدود الذهب فحسب؛ بل امتدت قوة توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة لتشمل الفضة التي حققت قفزة نوعية مباغتة بنسبة 3% لتستقر عند مستوى 74.41 دولاراً للأونصة، ورغم أن الفضة تعرضت في وقت سابق لأكبر خسارة يومية لها منذ قرابة الأربع سنوات في الجلسة الماضية، إلا أنها استطاعت تعويض ذلك بتسجيل مكاسب سنوية مذهلة بلغت 154% لتتفوق بذلك على أداء الذهب نفسه بفضل العجز الواضح في المعروض العالمي وتراجع المخزونات مع زيادة الطلب الصناعي، ويوضح الجدول التالي تفاصيل أداء هذه السلع في التداولات الراهنة:

المعدن الثمين المطلوب السعر الحالي (دولار للأونصة) نسبة الارتفاع اليومي الأداء السنوي لعام 2025
الذهب (المعاملات الفورية) 4363.79 دولار 0.7% ارتفاع 66% نمو
الفضة (المعاملات الفورية) 74.41 دولار 3% ارتفاع 154% نمو
البلاتين العالمي 2132.86 دولار 1.1% ارتفاع أداء متذبذب
البلاديوم العالمي 1634.29 دولار 1.1% ارتفاع أداء مستقر

لحقت بقية المعادن النفيسة بهذا الركب الصاعد بقوة؛ حيث استطاع كل من البلاتين والبلاديوم تعويض جانب كبير من خسائرهما القاسية المسجلة في مستهل الأسبوع عبر الارتفاع بنسبة 1.1% لكل منهما في جلسة واحدة، وتؤكد هذه التحركات الجماعية المتناغمة أن التصحيح السعري الذي شهده السوق مؤخراً كان مجرد عارض مؤقت مرتبط بضغوط إغلاق المراكز السنوية وليس تحولاً في الاتجاه الصاعد العام، مما يمنح زخماً إضافياً لصحة توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة للفترة المقبلة في ظل استمرار رغبة الأسواق العالمية المتزايدة في التحوط ضد التقلبات المالية والبحث عن مخازن آمنة للقيمة.