ارتفاع بنسبة 3%.. أسعار الفضة تسجل قفزة قياسية جديدة أمام المستثمرين

توقعات أسعار الفضة خلال السنوات القادمة باتت هي المحرك الرئيسي لاهتمامات المستثمرين الطامحين في بناء محافظ مالية قوية تعتمد على المعادن النفيسة، حيث شهدت التعاملات العالمية قفزة نوعية لافتة خلال تداولات يوم الثلاثاء بعدما صعدت القيمة السوقية للمعدن الأبيض بنسبة تقدر بنحو 3% ليستقر سعر الأونصة عند مستويات 74.35 دولاراً، ويأتي هذا الانتعاش عقب موجة هبوط مؤقتة سيطرت على الجلسات السابقة بدافع من ضغوط عمليات البيع لجني الأرباح؛ الأمر الذي أعاد الثقة بقوة في المسار الصعودي للمعدن الذي يتألق مجدداً بفضل تزايد شهية المخاطرة والبحث المستمر عن أصول ذات عوائد مجزية وملاذات آمنة ومستقرة على المدى البعيد.

العوامل المؤثرة في توقعات أسعار الفضة والنمو الحالي

تحركات الأسواق العالمية كشفت عن مرونة كبيرة في مواجهة التقلبات الأخيرة، خاصة بعد أن تراجعت مستويات الصرف في وقت سابق إلى ما دون حاجز 80 دولاراً للأونصة، وهو الانخفاض الذي جاء في أعقاب ملامسة القمة التاريخية غير المسبوقة عند 83.62 دولاراً، وتشير تقارير وكالة رويترز إلى أن هذا التذبذب يجسد حالة التوازن الدقيقة بين الرغبة في تسييل المكاسب السريعة وبين السعي لبناء مراكز شرائية استراتيجية تدعم توقعات أسعار الفضة المستقبيلة على المستويات الفنية والأساسية؛ وفي مسار موازٍ لم يكن المعدن الأبيض وحيداً في هذا المشهد الإيجابي، إذ ارتفعت أسعار البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة تجاوزت 3% لتصل إلى 2175.10 دولاراً للأونصة، مما يبرهن على أن الزخم يضرب كامل سلة المعادن الثمينة ويؤكد متانة السوق وقدرته الفائقة على امتصاص موجات التصحيح الفنية التي تلي الارتفاعات القياسية.

المعدن النفيس في الأسواق السعر الحالي (دولار للأونصة) نسبة الارتفاع اليومي
الفضة (معاملات فورية) 74.35 دولار 3%
معدن البلاتين العالمي 2175.10 دولار 3%
القمة التاريخية للفضة 83.62 دولار

رؤية الخبراء حول مستقبل المعدن الأبيض واتجاهات التداول

يؤكد المحللون المتخصصون في قطاع الاستثمار والسلع أن التراجعات السعرية الأخيرة التي شهدتها الأسواق تُعد جزءاً أصيلاً من دورة حيوية طبيعية تضمن استمرارية الصعود، وفي هذا السياق أوضح نور الدين محمد، رئيس شركة تارجت للاستثمار، أن انخفاض القيمة بنسب تتراوح ما بين 4% و5% وقد تصل أحياناً إلى 7% ليس دليلاً على ضعف الهيكل البنائي للسوق؛ بل هو نتاج طبيعي لرغبة المتداولين في حصد ثمار استثماراتهم، مشيراً إلى أن هذه التحركات تمنح توقعات أسعار الفضة قوة إضافية من خلال خلق فجوات سعرية ونقاط دخول مثالية للصناديق الاستثمارية الكبرى التي تتحين رصد أي هبوط لاقتناص الفرص قبل انطلاق الموجة الصعودية القادمة، لا سيما وأن المعدن أظهر قدرة فائقة على التمسك بمستويات دعم محورية رغم كثافة الضغوط البيعية.

  • تحسن ملحوظ في معنويات المستثمرين والتوجه الجماعي نحو اقتناء الأصول والمصادر الملموسة.
  • اعتبار عمليات جني الأرباح بمثابة تصحيح صحي وضروري لتأمين استمرار المسار السعري الصاعد.
  • الارتباط الهيكلي الوثيق بين حركة الفضة وتحركات الذهب العالمي الذي يقود سوق المعادن.
  • تزايد احتمالات وصول الأسعار إلى مستويات تتجاوز حاجز المئة دولار للأونصة بمرور الوقت.

آفاق عام 2026 ومستويات الطلب في توقعات أسعار الفضة

تتجه أنظار المراقبين والمحللين نحو مستويات طموحة تتجاوز الحواجز الحالية بكثير، حيث يسود التفاؤل بقدرة المعدن على اختراق النطاق السعري ما بين 100 و120 دولاراً للأونصة خلال الحقبة الزمنية الممتدة بين عامي 2026 و2027، وهذه القفزة النوعية المتوقعة تستند إلى معطيات اقتصادية صلبة تخص نمو الطلب الصناعي المتزايد والحاجة الملحّة للتحوط ضد تقلبات العملات، ومع ذلك يربط الخبراء هذا التحول التاريخي بضرورة وصول الذهب إلى مستويات الـ 5000 دولار للأونصة؛ وبناءً على ذلك سيظل هذا الترابط هو المحرك الأساسي الذي يدفع المعادن نحو آفاق سعرية غير مسبوقة تساهم في إعادة تشكيل خارطة الثروات في الأسواق المالية العالمية التي تترقب الطفرة الكبرى بكل شغف.

إن القراءات الفنية لحركة التداول الراهنة تؤكد أن الأسواق قد تجاوزت بالفعل مرحلة القلق وبدأت في التأسيس لمرحلة نمو جديدة ومستدامة، حيث تظل توقعات أسعار الفضة إيجابية للغاية بفضل الدعم الشرائي القوي، مع تحول المعدن الأبيض إلى بديل استثماري وصناعي استراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه في ظل التوقعات التاريخية لمستقبل الذهب.