هدوء حذر.. أسعار الدولار تترقب صدور نتائج اجتماع البنك المركزي الأمريكي اليوم

سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية هي المحور الذي يترقبه المستثمرون اليوم الثلاثاء مع استقرار العملة الخضراء قبيل صدور محضر اجتماع الاحتياطي الاتحادي؛ إذ يسود ترقب واسع لما سيكشف عنه التقرير من انقسامات داخل البنك المركزي حول وتيرة خفض الفائدة، في ظل تداولات هادئة بسبب موسم العطلات وضعف السيولة التي ميزت الأسواق العالمية مؤخرًا.

تأثير محضر الفيدرالي على سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية

تستعد الأسواق المالية لاستقبال تفاصيل اجتماع ديسمبر في وقت يواجه فيه سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية ضغوطًا ناتجة عن عام اتسم بالتراجع الملحوظ لصالح العملات الأوروبية؛ فبينما استقر اليورو عند مستويات 1.177225 دولار محققًا مكاسب سنوية تقدر بنحو 13.7%، يعزز الجنيه الإسترليني موقعه عند 1.3509 دولار بنمو سنوي يصل إلى 8% بحلول عام 2025؛ وهذا التباين يعكس حالة القلق من الفجوة المالية الأمريكية وعدم اليقين السياسي الذي يلقي بظلاله على العملة الأمريكية بشكل مستمر؛ إذ سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من العملات الرئيسية 98.033 نقطة، وهو مستوى يقترب بشدة من أدنى مستوياته المسجلة خلال الأشهر الثلاثة الماضية نتيجة الرهانات المستمرة على خفض أسعار الفائدة وتأثيرات العجز المالي المتزايد.

توقعات محللي السوق لمسار سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية

تشير التحليلات الصادرة عن مؤسسات كبرى مثل “إم.يو.إف.جي” إلى أن سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية قد يشهد انخفاضًا إضافيًا بنسبة 5% خلال العام القادم؛ ويرجع ذلك أساسًا إلى توقعات بخفض اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة لأسعار الفائدة ثلاث مرات متتالية بواقع مرة واحدة في كل ربع سنة حتى نهاية العام؛ كما يراهن المتعاملون في السوق على المزيد من التيسير النقدي الذي قد يشمل خفضين إضافيين في عام 2026، مما يضع العملة الأمريكية في اختبار حقيقي أمام استقرار الاقتصادات المنافسة، خاصة مع انقسام صانعي السياسة النقدية داخل البنك المركزي الأمريكي حول المدى الزمني للإبقاء على معدلات الفائدة الحالية دون تغيير قبل البدء في دورة التيسير الجديدة التي يطالب بها قطاع واسع من المستثمرين لتجنب الركود الاقتصادي.

العوامل المؤثرة في استقرار سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية

هناك مجموعة من العوامل التقنية والجوهرية التي تساهم في صياغة المشهد الحالي وتؤثر بشكل مباشر على سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية في الأسواق الفورية والآجلة؛ ويمكن تلخيص هذه العناصر المؤثرة في النقاط التالية:

• ضعف السيولة الناتجة عن موسم العطلات مما يؤدي إلى تحركات سعرية محدودة وهدوء نسبي في منصات التداول العالمية.
• التباين الواضح في السياسات النقدية بين الاحتياطي الاتحادي والبنوك المركزية الكبرى مثل المركزي الياباني الذي رفع الفائدة مرتين مؤخرًا.
• المخاوف المتزايدة من التدخل الحكومي المباشر في أسواق الصرف، خاصة في اليابان بعد وصول الين إلى مستوى 156.07 مقابل الدولار.
• النمو الاقتصادي في منطقة المحيط الهادئ الذي دفع الدولار الأسترالي نحو أعلى مستوياته في 14 شهرًا متجاوزًا توقعات المحللين السابقة.

ويظهر الأداء القوي للعملات المرتبطة بالسلع استمرار الطلب المرتفع عليها، حيث أنهى الدولار النيوزيلندي سلسلة خسائر استمرت لأربع سنوات متتالية مستفيدًا من تراجع جاذبية العملة الأمريكية؛ ومع استقرار سعر الدولار مقابل العملات الأجنبية في النطاقات الحالية، يبدو أن الأسواق قد سعّرت بالفعل معظم التوقعات التشاؤمية المتعلقة بالسياسة النقدية الأمريكية، بانتظار إشارات جديدة من محضر اجتماع ديسمبر لتحديد الاتجاه القادم بدقة أكبر قبل الدخول في الربع الأول من العام الجديد الذي يحمل الكثير من التحديات اللوجستية والمالية.