بعد تراجع تاريخي.. أسعار الفضة تتماسك في الأسواق عقب أكبر هبوط يومي لها

توقعات أسعار الفضة والذهب تشير إلى حالة من الاستقرار الحذر في الأسواق العالمية بعد تسجيل المعدن الأبيض أكبر تراجع يومي له منذ ما يزيد عن خمس سنوات، حيث لجأ المتداولون إلى عمليات جني أرباح واسعة النطاق أعقبت موجة صعود قياسية شهدتها نهاية العام الحالي، وبالرغم من هذه التقلبات العنيفة فقد استطاعت الفضة الحفاظ على مستوياتها فوق حاجز 72 دولاراً للأونصة خلال تداولات يوم الثلاثاء؛ بينما ظل الذهب يترقب التحركات القادمة بعد يوم عاصف شهد فيه أكبر هبوط له خلال شهرين كاملين.

تحليل تقلبات توقعات أسعار الفضة والذهب عالمياً

يرى المحللون أن التراجع الأخير في أسعار المعادن النفيسة جاء مدفوعاً بمؤشرات فنية أكدت أن الارتفاعات السعرية السابقة كانت متسارعة بشكل يفوق المنطق السوقي، وقد تزامنت هذه الحركة مع ضعف السيولة المتاحة مما ضاعف من حدة التذبذبات السعرية التي شهدتها الجلسات الأخيرة، ولتجنب تفاقم المخاطر اتخذت المؤسسات المالية الكبرى إجراءات صارمة شملت رفع متطلبات الهامش على عقود الفضة الآجلة في بورصة “كومكس”، وهو ما أجبر المتداولين الذين يفتقرون للسيولة الكافية على تقليص مراكزهم المالية أو إغلاق صفقاتهم بالكامل لتغطية الفروقات النقدية المطلوبة؛ مما ساهم في رسم مسار جديد ضمن توقعات أسعار الفضة والذهب للمرحلة المقبلة.

المعدن النفيس السعر الحالي (دولار للأونصة) نسبة التغير السعري
الفضة (المعدن الأبيض) 73.06 دولار ارتفاع 1% بعد هبوط حاد
الذهب (المعدن الأصفر) 4343.16 دولار استقرار مائل للصعود

العوامل المؤثرة في توقعات أسعار الفضة والذهب لعام 2025

على الرغم من الموجة التصحيحية القوية، تظل توقعات أسعار الفضة والذهب إيجابية للغاية على المدى الطويل، حيث يتجه المعدنان لتسجيل أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979 بفضل حزمة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية؛ كما نوضح في النقاط التالية:

  • استمرار البنوك المركزية العالمية في زيادة احتياطياتها من الذهب والفضة لتعزيز الاستقرار المالي.
  • تدفق السيولة الضخم نحو الصناديق المتداولة في البورصة التي تركز على المعادن الثمينة.
  • قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة لثلاث مرات متتالية، مما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السلع التي لا تدر عائداً دورياً.
  • الشح الحقيقي في المعروض المادي وتآكل المخزونات العالمية في البورصات الرئيسية مثل لندن ونيويورك.

الطلب الصيني وتأثيره على توقعات أسعار الفضة والذهب

لعبت المضاربات المكثفة في الأسواق الصينية دوراً محورياً في تحريك توقعات أسعار الفضة والذهب مؤخراً، إذ أدت عمليات الشراء الواسعة في بورصة شنغهاي للذهب إلى وصول العلاوات السعرية لمستويات قياسية غير مسبوقة خلال شهر ديسمبر، وهذا الزخم القوي دفع الصندوق المتخصص الوحيد في الصين إلى إغلاق أبوابه أمام المستثمرين الجدد مؤقتاً بعد تجاهل تحذيرات المخاطر المتكررة، وفي سياق متصل يشير الخبراء في شركة “موتيلال أوسوال” إلى أن العجز المادي والقيود المفروضة على الإمدادات نتيجة السياسات التجارية والتحقيقات الأمريكية المنتظرة حول رسوم جمركية محتملة؛ كلها عوامل ستؤدي إلى تحول مستدام في كيفية تسعير وتداول هذه المعادن عالمياً في المستقبل القريب.

استعادت أسواق المعادن توازنها النسبي حيث ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 1% لتصل إلى 73.06 دولاراً بعد أن كانت قد لامست قمة تاريخية عند 84.01 دولار، وفي الوقت ذاته شهد الذهب تحسناً طفيفاً ليعوض جزءاً من خسائره القاسية التي بلغت 4.4% في جلسة واحدة، بينما تنتظر أسواق البلاتين والبلاديوم استقرار مؤشر الدولار الذي لم يطرأ عليه تغير كبير؛ ليتضح المشهد النهائي حول اتجاهات الأسعار في مطلع العام الجديد.