هبوط مفاجئ للذهب.. أسعار المعدن الأصفر تتراجع محليًا وعالميًا بسبب قوة الدولار

توقع أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة يشغل بال الكثيرين من المستثمرين والراغبين في التحوط المالي، خاصة مع التقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق مؤخرًا نتيجة ارتفاع مؤشر الدولار وعمليات جني الأرباح الواسعة قبيل إجازات نهاية العام، حيث رصد الخبراء تراجعًا ملحوظًا في الأداء المحلي والعالمي للمعدن الأصفر، متأثرًا بالأنباء السياسية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية والبيانات الاقتصادية الأمريكية الجديدة التي أعادت تشكيل خارطة التداول في البورصات العالمية.

توقعات أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة في مصر

تشير البيانات المسجلة في السوق الصاغة المصرية إلى حالة من التذبذب الحاد، حيث أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن سعر جرام الذهب عيار 21 تراجع بنحو 205 جنيهات خلال تعاملات اليوم ليصل إلى مستوى 5970 جنيهًا قبل أن يتعمق الهبوط بشكل أكبر؛ يأتي هذا الانخفاض بعد أسبوع من المكاسب القوية التي حقق فيها الجرام زيادة بلغت 285 جنيهًا، إذ افتتحت التداولات الأسبوع الماضي عند 5790 جنيهًا قبل أن تغلق عند 6075 جنيهًا، وهو ما دفع المتعاملين لتسييل جزء من حيازاتهم للاستفادة من فروق الأسعار الكبيرة المسجلة مؤخرًا.

إن متابعة توقع أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة تتطلب النظر في تفاصيل أسعار الأعيرة المختلفة، حيث سجل عيار 24 نحو 6823 جنيهًا، بينما استقر عيار 18 عند 5117 جنيهًا، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 47760 جنيهًا؛ هذا الهبوط المحلي يواكب انخفاضًا عالميًا ملموسًا حيث هوت الأوقية بنحو 126 دولارًا لتستقر قرب مستوى 4407 دولارات، بعد أن كانت قد سجلت قمة تاريخية عند 4555 دولارًا في وقت سابق، مما يعكس الضغوط البيعية الناتجة عن رغبة المستثمرين في حصد مكاسبهم السنوية التي تجاوزت 70% منذ بداية العام الجاري.

تأثير الدولار والتوترات الجيوسياسية على توقع أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة

يلعب استقرار أو قوة العملة الأمريكية دورًا محوريًا في تحديد الاتجاه القادم، فمن الملاحظ أن ارتفاع الدولار زاد من تكلفة الذهب على مشتري العملات الأخرى، كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا خففت من حدة الطلب على الملاذات الآمنة؛ ورغم هذه التراجعات المؤقتة، فإن الأسواق تترقب بيانات اقتصادية مؤثرة مثل مبيعات المنازل المعلقة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تأثير تراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية إلى 214 ألف طلب، وهو ما جاء أفضل من التوقعات وأعطى دفعة للدولار على حساب الذهب.

تتجلى حالة الترقب في توقع أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة من خلال النقاط التالية:

• اتجاه الفيدرالي الأمريكي لخفض الفائدة في 2026 يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن.
• مؤشر القوة النسبية (RSI) يشير حاليًا لحالة تشبع شرائي، مما يفرض نوعًا من التصحيح السعري.
• تصريحات ترامب بشأن التدخل في سياسات البنك المركزي لخفض الفائدة تثير مخاوف المستثمرين.
• توقعات بنوك الاستثمار العالمية مثل «يو بي إس» و«جي بي مورجان» لا تزال إيجابية للمدى الطويل.

السياسة النقدية الأمريكية تظل المحرك الأبرز، فبعد خفض الفائدة ثلاث مرات هذا العام، تشير أداة “CME FedWatch” إلى احتمالية بنسبة 18.3% فقط لخفض جديد في يناير المقبل؛ هذا الهدوء النسبي الذي يسبق عطلات رأس السنة قد يوفر فرصة لالتقاط الأنفاس قبل موجة صعود جديدة، خاصة أن الذهب حقق في عام 2025 أفضل أداء سنوي منذ عام 1979، وهو ما يجعل تراجع الأسعار الحالي مجرد استراحة في مسار صاعد يستهدف قممًا جديدة تتجاوز المستويات الحالية بكثير.

التحليل الفني وبنوك الاستثمار حول توقع أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة

تتفق كبرى المؤسسات المالية على أن المعدن الأصفر لا يزال يمتلك مخزونًا من القوة رغم جني الأرباح الحالي، حيث رفع بنك «يو بي إس» السويسري توقعاته للأوقية لتصل إلى 5000 دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2026، وقد تصل في حالات التوتر القصوى إلى 5400 دولار؛ ويرجع البنك هذه الرؤية المتفائلة إلى تصاعد المخاطر المالية وعدم اليقين المرتبط بالسياسات الداخلية في الولايات المتحدة، إضافة إلى تزايد الطلب من البنوك المركزية العالمية التي تسعى لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الأصول التقليدية المهددة بتقلبات العوائد الحقيقية.

إن البحث عن توقع أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة يقودنا أيضًا لتقارير «دويتشه بنك» الذي وضع نطاقًا سعريًا طموحًا بين 3950 و4950 دولارًا للعام القادم، بينما يرى «جي بي مورجان» أن متوسط السعر في الربع الأخير من العام المقبل سيبلغ 5055 دولارًا؛ ومع تسجيل الذهب لـ 50 قمة قياسية منذ يناير الماضي، يظل الأنين التصحيحي الحالي محدودًا بفضل الدعم المؤسسي القوي، وتظل النظرة المستقبلية مرهونة بمدى استقلالية الفيدرالي أمام الضغوط السياسية واستمرار التوترات الجيوسياسية التي تعزز دائماً من بريق الذهب كملاذ يحمي المدخرات في الأوقات الصعبة.