الين الياباني يرتفع.. تطورات جديدة في أسعار الصرف مقابل الدولار خلال 6 جلسات

توقعات أسعار الفائدة في اليابان وتأثيرها على الين تسيطر بشكل كامل على اهتمامات المستثمرين في مطلع هذا الأسبوع، حيث سجلت العملة اليابانية ارتفاعاً ملحوظاً يوم الاثنين لتمضي نحو تحقيق خامس مكاسبها خلال ست جلسات تداول فقط، ويأتي هذا الأداء القوي في ظل حالة من الترقب الشديد لما سيسفر عنه توجه بنك اليابان المركزي بشأن تشديد السياسة النقدية، تزامناً مع مخاوف من تدخل حكومي وشيك لدعم العملة في ظل تداولات هادئة تفرضها فترة العطلات الحالية.

محاضر بنك اليابان وتوقعات أسعار الفائدة في اليابان

شهدت الأسواق المالية حالة من التركيز بعد الكشف عن محاضر اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان الذي عُقد في وقت سابق من شهر ديسمبر الجاري، حيث أظهرت الوثائق الرسمية أن صانعي السياسة ناقشوا بجدية استمرار رفع أسعار الفائدة لضمان استقرار الاقتصاد، والجدير بالذكر أن البنك المركزي كان قد اتخذ خطوة تاريخية برفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 0.75% صعوداً من 0.5%، وهو ما يمثل أعلى مستوى تصله الفائدة اليابانية منذ ثلاثة عقود كاملة؛ مما يعزز ملامح التحول الجذري في السياسة النقدية التاريخية لليابان التي طالما تميزت بمعدلات منخفضة للغاية أو سلبية، وتهدف هذه النقاشات المستمرة إلى موازنة الضغوط التضخمية وضمان عدم انزلاق العملة نحو مستويات تضر بالاستقرار المالي العام للدولة اليابانية.

موقف الحكومة من تقلبات العملة وتوقعات أسعار الفائدة في اليابان

أكدت وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما الأسبوع الماضي امتلاك اليابان الصلاحيات الكاملة للتعامل مع أي تقلبات حادة أو مفرطة قد تطرأ على سعر صرف الين، إذ ترى السلطات أن استقرار العملة ضروري جداً للحفاظ على توازن الميزان التجاري وتدفقات الاستثمار، وقد نجحت هذه التصريحات الرسمية بالفعل في كبح جماح تراجع الين مقابل الدولار الأمريكي الذي شهد ضغوطاً بيعية مؤخراً؛ ومع ذلك يرى خبراء السوق مثل مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في شركة “بانوكبيرن كابيتال ماركتس”، أن الشروط الصارمة للتدخل المباشر في السوق لم تتحقق بالكامل بعد، حيث تتطلب هذه الخطوة وجود تحركات سعرية حادة جداً أو مستويات تذبذب مرتفعة بشكل استثنائي لا تتوفر في المشهد الحالي رغم التذبذبات التي أعقبت قرارات البنك المركزي الأخيرة.

أداء العملات العالمية في ظل تغيرات السياسة النقدية

تحركت أسواق الصرف العالمية برسم بياني متباين يعكس حالة عدم اليقين المسيطرة على المتداولين، حيث يمكن رصد مستويات السيولة والأسعار وفق الجدول التالي الذي يوضح أداء العملات الرئيسية أمام الدولار والين:

المخاوف المالية وتأثيرها على توقعات أسعار الفائدة في اليابان

أشار تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة “أبولو جلوبال مانجمنت”، إلى أن الين الياباني تعرض لضغوط هبوطية خلال الأشهر الستة الماضية تفوق ما تبرره فروق أسعار الفائدة وحدها، وهو ما يعكس قلقاً متزايداً من المستثمرين حول الوضع المالي العام لليابان عندما تبدأ تكاليف الاقتراض في الارتفاع؛ وتبرز التحديات الاقتصادية المرتبطة بزيادة الديون وخدمة هذه الديون في بيئة تتجه فيها الفائدة للصعود، مما يجعل السوق شديد الحساسية لأي تلميحات تظهر في التقارير الاقتصادية أو مذكرات البنوك الاستثمارية الكبرى، وتتزامن هذه المخاوف المحلية مع ترقب عالمي لصدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، والذي سيكشف تفاصيل خفض الفائدة الأمريكية وتوقعات البنك الفيدرالي لمستقبل السياسة النقدية في العام المقبل.

• تحليل اتجاهات التضخم المحلية في اليابان ومدى استمراريتها.
• متابعة الفجوة بين توقعات الأسواق وقرارات الفيدرالي الأمريكي الفعلية.
• رصد مستويات السيولة في سوق العملات الرقمية وتأثرها بالعملات التقليدية.
• تقييم القدرة الشرائية للين مقابل سلة العملات في ظل أسعار الفائدة المرتفعة.

تتجه الأنظار حالياً نحو كيفية موازنة البنك المركزي الياباني بين نمو الاقتصاد واستقرار العملة، حيث لا تزال الأسواق تتوقع تحركات أكثر جرأة في ملف توقعات أسعار الفائدة في اليابان خلال الفترة القادمة، وهذا الترقب يضع الين في منطقة حساسة من الناحية الفنية والأساسية بانتظار بيانات اقتصادية جديدة تحسم الجدل القائم.