هبوط حاد في الأسواق.. أسعار الذهب والفضة تواصل التراجع عالمياً بسبب جني الأرباح

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة أصبحت محط أنظار المستثمرين عالميًا بعد التقلبات العنيفة التي شهدتها الأسواق اليوم الإثنين، حيث سيطرت موجة بيعية واسعة النطاق أدت إلى تراجع حاد في القيمة السوقية لهذه الأصول النفيسة، ويأتي هذا الهبوط المفاجئ بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية التي جعلت الذهب والفضة يتصدران المشهد الاقتصادي لفترات طويلة كأفضل الملاذات الآمنة لمواجهة التضخم والاضطرابات الجيوسياسية.

تقلبات حادة في توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

سجل المعدن الأصفر هبوطًا لافتًا في تداولات اليوم بنسبة بلغت 4% ليستقر عند مستوى 4346.15 دولارًا للأونصة الواحدة، وذلك بعد أن كان قد بلغ ذروة تاريخية غير مسبوقة يوم الجمعة الماضي حينما لامس حدود 4549.71 دولارًا؛ ولم تقتصر هذه التحركات على السوق الفورية بل امتدت لتشمل العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم شهر فبراير التي سجلت انخفاضًا بنحو 0.3%، وتعكس هذه الأرقام حالة من القلق في أوساط المتداولين الذين فضلوا التخارج المؤقت وجني المحيط من الأرباح السريعة بعد المكاسب الكبيرة التي تحققت خلال مطلع العام الحالي والتي بلغت نسبتها نحو 72%، مدفوعة بآمال خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي والطلب المتزايد من البنوك المركزية العالمية لتأمين احتياطاتها النقدية.

أسباب التراجع المفاجئ في القيمة السوقية للمعادن الثمينة

يربط خبراء الاقتصاد هذا التراجع الحاد بعاملين أساسيين هزا ثقة الأسواق في استمرار الصعود الرأسي للأصول، حيث تبرز أولًا عمليات جني الأرباح المكثفة التي نفذها المستثمرون عقب المكاسب الاستثنائية المحققة؛ أما العامل الثاني فيتمثل في انخفاض وتيرة التوترات السياسية الدولية عقب ظهور بوادر إيجابية تتعلق بمحادثات السلام بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو ما قلل من جاذبية الذهب والفضة كأدوات للتحوط ضد المخاطر العسكرية، مما دفع السيولة للبحث عن قنوات استثمارية أخرى أقل تحفظًا وأكثر مخاطرة، ويمكن تلخيص أداء المعادن المختلفة في النقاط التالية:

  • هبوط الفضة بنسبة 8% لتصل إلى 72.20 دولارًا للأونصة الواحدة.
  • تراجع أسعار البلاتين بنسبة تجاوزت 10% نتيجة ضغوط البيع.
  • انخفاض معدن البلاديوم بنسبة كبيرة وصلت إلى 15% في جلسة واحدة.
  • تحول الطلب من الملاذات الآمنة إلى الأصول ذات المخاطر العالية.

تأثيرات الهبوط على توقعات أسعار الذهب والفضة والترتيب العالمي

أحدث هذا الانخفاض القوي زلزالًا في التوقعات المستقبلية التي كانت تتنبأ بوصول سعر أونصة الفضة إلى حاجز 100 دولار بوقت قريب، إذ تراجعت احتمالية حدوث ذلك في أسواق المشتقات المالية من 51% لتستقر عند 16% فقط في الوقت الحالي؛ كما تأثرت القيمة السوقية الإجمالية للمعدن الأبيض الذي فقد مكانته كصاحب المرتبة الثالثة عالميًا بين أكبر الأصول متراجعًا لصالح شركة آبل، بينما احتفظ الذهب بمكانته المرموقة على رأس قائمة الترتيب العالمي بقيمة سوقية ضخمة تليها شركة إنفيديا المتخصصة في التكنولوجيا، ويوضح الجدول التالي التغيرات الأخيرة في الأسعار والقيم السوقية:

نوع المعدن أو الأصل السعر / القيمة السوقية الحالية نسبة التراجع اليومي
الذهب (أونصة) 4346.15 دولارًا 4%
الفضة (أونصة) 72.20 دولارًا 8%
القيمة السوقية للذهب 30.276 تريليون دولار متصدر عالميًا
القيمة السوقية للفضة 4.040 تريليون دولار المركز الرابع

ورغم هذا التراجع الحاد تظل الفضة صاحبة أداء استثنائي خلال العام الجاري بنمو بلغت نسبته 181% بفضل الطلب الصناعي الكثيف ونقص المعروض العالمي؛ ويبدو أن توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة ستظل مرتبطة بشكل وثيق بتطورات المشهد السياسي في واشنطن والشرق الأوربي، إضافة إلى بيانات التضخم الأمريكية التي ستحدد مسار السياسات النقدية القادمة من قبل الفيدرالي الأمريكي، حيث يراقب المستثمرون أي فرصة لإعادة شراء المعادن عند مستويات دعم جديدة لتعويض الخسائر الأخيرة التي ضربت محافظهم الاستثمارية بشكل مباغت وقوي في بداية الأسبوع الجاري.