خسارة 250 دولاراً.. أسعار الذهب تتراجع عالمياً بعد تقدم مباحثات السلام الروسية الأوكرانية

توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة تشهد حالة من الترقب الكبير بعد موجة التصحيح الأخيرة التي ضربت الأسواق العالمية؛ حيث سجلت أسعار المعدن الأصفر تراجعاً ملحوظاً بنسبة بلغت 3.6% لتفقد الأونصة نحو 247 دولاراً من قيمتها وتستقر عند مستويات 4302 دولاراً بحلول منتصف التعاملات، ويأتي هذا الهبوط الحاد في توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة بعد أن كانت الأونصة قد لامست قمة تاريخية غير مسبوقة عند 4549.71 دولاراً خلال تداولات يوم الجمعة الماضي.

أسباب هبوط توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة وجني الأرباح

يعزو الخبراء والمحللون في الأسواق المالية هذا التراجع الجماعي إلى عمليات جني أرباح واسعة النطاق نفذها المستثمرون بعد الارتفاعات القياسية التي تجاوزت كل التوقعات السابقة؛ إذ يشير ديفيد ميغر ومدير تداول المعادن في “هاي ريدج فيوتشرز” إلى أن وصول الأسعار لمستويات تاريخية جعل من الطبيعي رؤية هذه الارتدادات السعرية، خاصة وأن توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة كانت قد صعدت بشكل صاروخي خلال العام الجاري بنسبة ناهزت 65% للذهب وحده، ولَم تقتصر الانخفاضات على المعدن النفيس بل امتدت لتشمل العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم شهر فبراير التي تراجعت هي الأخرى بنسبة 3.6% لتصل إلى 4320 دولاراً، مما يعكس حالة من إعادة التقييم داخل المحافظ الاستثمارية الكبرى التي تسعى لتأمين مكاسبها المحققة وتنتظر نقاط دخول جديدة أكثر جاذبية وملاءمة للمرحلة القادمة.

المعدن الثمين السعر الحالي (دولار) نسبة التراجع أعلى مستوى مسجل
الذهب (فوري) 4302 $ 3.6% 4549.71 $
البلاتين 2157.09 $ 12% 2478.50 $
الفضة 72.87 $ 7.9% 83.62 $
البلاديوم 1634.04 $ 15%

أداء الفضة والبلاتين ضمن توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة

سجلت المعادن البيضاء تراجعات أكثر حدة بالمقارنة مع الذهب، فقد هبط سعر البلاتين بنسبة 12% ليصل إلى مستوى 2157.09 دولار للأونصة بعد أن كان قد لامس سقف 2478.50 دولار في وقت سابق، كما تأثرت توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة بوضوح بتراجع الفضة بنسبة 7.9% لتهبط إلى 72.87 دولار للأونصة مبتعدة بذلك عن ذروتها المسجلة عند 83.62 دولار، وشهد البلاديوم الفوري النسبة الأكبر من الهبوط بتراجعه 15% ليستقر عند 1634.04 دولار؛ ورغم هذه التراجعات اللحظية تظل الفضة هي الحصان الأسود لهذا العام بتفوقها الصريح على كافة المعادن الأخرى من خلال قفزة سعرية بلغت 150% حتى اللحظة، وهو ما يعزز الثقة في قوة الطلب الكلي ويجعل الأنظار تتجه نحو العوامل الهيكلية التي تتحكم في مستويات العرض والطلب العالمية وتؤثر بشكل مباشر على قرارات المستثمرين في قطاع التعدين.

  • ارتفاع الذهب بنسبة 65% كأحد أقوى الأصول أداءً خلال العام الحالي.
  • تجاوز الفضة لجميع المعادن بمكاسب استثنائية بلغت 150% مدفوعة بنقص الإمدادات.
  • استمرار المسار الصاعد للبلاتين والبلاديوم رغم التصحيحات السعرية المؤقتة.
  • تأثير الطلب الصناعي المتزايد على الرؤية المستقبلية للمعادن الاستراتيجية.

توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة والرؤية الاستراتيجية لعام 2026

يركز المحللون حالياً على العوامل الأساسية التي تدعم السوق على المدى الطويل بعيداً عن تقلبات التداول اليومية التي تظهر في توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة؛ فالفضة لا تزال تمتلك مقومات قوية للنمو بفضل ندرة المعروض العالمي وزيادة الطلب في الجوانب الصناعية والاستثمارية المعقدة، ويؤكد مراقبو السوق أن نقص إمدادات الفضة الفعلي يمثل حجر الزاوية في بناء أي توقعات إيجابية مستدامة تمتد حتى عام 2026، ومع استمرار التوترات الاقتصادية والبحث عن ملاذات آمنة تظل توقعات أسعار الذهب والمعادن الثمينة مرتبطة بشكل وثيق بقدرة الأسواق على استيعاب الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، حيث يتوقع الخبراء أن تظل هذه المعادن في صدارة الاهتمام الاستثماري العالمي نتيجة الأهمية المعدنية والوظائف الاستراتيجية التي تقدمها في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الاقتصاد العالمي وتزايد ندرة الموارد الطبيعية الأساسية.

تظل حركة الأسواق رهينة التوازنات بين تدفقات السيولة والبيانات الاقتصادية الواردة من المراكز المالية الكبرى، ومع بقاء العوامل الأساسية المرتبطة بنقص المعروض قائمة، فإن التوقعات تشير إلى بقاء المعادن الثمينة كمحور رئيسي للتحوط والنمو في محافظ المستثمرين حتى نهاية عام 2026.