تراجع أسعار المعادن.. موجة جني أرباح تهوي بالأسعار عالمياً في جلسة متقلبة

توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة هي الشاغل الأكبر للمستثمرين اليوم في ظل التقلبات العنيفة التي شهدتها الأسواق العالمية، حيث سجلت أسعار الذهب والفضة تراجعات ملحوظة يوم الاثنين بعد سلسلة من المكاسب القياسية التي وضعت هذه المعادن في صدارة المشهد الاستثماري لفترة طويلة، وقد تساءل الكثيرون عن أسباب هذا الهبوط المفاجئ الذي جاء مدفوعاً برغبة المتداولين في تسييل أرباحهم وتراجع حدة المخاوف السياسية العالمية التي كانت تضخ السيولة في العادة نحو الملاذات الآمنة لحمايتها من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، ما جعل توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة تأخذ منحى تصحيحياً حاداً ومفاجئاً للأسواق.

أسباب هبوط توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة

تأثرت توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة بشكل مباشر بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها دونالد ترامب، حيث أشار إلى تقدم جوهري في المحادثات مع الرئيس زيلينسكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما قلل من علاوة المخاطر في الأسواق؛ فانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنحو 4% ليصل إلى مستوى 4346.15 دولاراً للأونصة بعدما كان قد لامس ذروته عند 4549.71 دولاراً، كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة طفيفة بلغت 0.3% لتستقر عند 4535.50 دولاراً، وتؤكد هذه التحركات أن المستثمرين بدؤوا في إعادة تقييم مراكزهم المالية مع تغير المشهد الجيوسياسي الذي كان الداعم الأول لهذه الأصول الثمينة خلال الشهور السابقة.

تحليلات تقلبات الفضة ضمن توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة

شهدت الفضة تراجعاً حاداً بنحو 8% لتصل إلى 72.20 دولاراً للأونصة بعد أن كانت قد سجلت مستوى تاريخياً غير مسبوق عند 83.62 دولاراً، وهو ما يعكس تصحيحاً عنيفاً بعد المكاسب الاستثنائية التي حققتها منذ بداية العام والتي بلغت 181%؛ وبسبب هذا الهبوط الحاد تراجعت احتمالات وصول الفضة إلى حاجز الـ 100 دولار خلال يناير القادم من 51% إلى 16% فقط وفقاً لبيانات منصات التوقعات العالمية، لتهبط الفضة من مركزها الثاني الذي كانت تنافس فيه سهم “إنفيديا” إلى المركز الثالث عالمياً من حيث الأداء السنوي للأصول، ورغم هذا التراجع يظل المعدن الأبيض تحت المجهر نظراً لأهميته الاستراتيجية في الصناعات الحديثة والتحولات البيئية الكبرى التي تدعم بقاءه ضمن صدارة توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة على المدى البعيد.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة مستقبلاً

تعاني الأسواق حالياً من حالة حذر شديد يغلف البورصات العالمية، حيث انتقلت موجة التراجعات لتشمل البلاتين الذي فقد 10% من قيمته والبلاديوم الذي انحدر بنحو 15%، وفي المقابل يبرز النحاس بقفزات سعرية نتيجة مخاوف نقص الإمدادات؛ ويمكن تلخيص العوامل التي تشكل اتجاهات الأسواق في النقاط التالية:

• تحركات المستثمرين نحو جني الأرباح السريعة بعد وصول الأسعار لقمم تاريخية غير مبررة اقتصادياً.
• انحسار التوترات السياسية في شرق أوروبا وتوقعات التوصل لاتفاقيات سلام شاملة تنهي النزاعات المسلحة.
• تصنيف الفضة كمعبدن أميركي حرج وزيادة الطلب الصناعي عليه في مشاريع الطاقة النظيفة والمستدامة.
• محدودية المعروض العالمي وتناقص المخزونات المسجلة في البورصات العالمية الكبرى مقابل الطلب المتزايد.
• التحولات في سياسات البنوك المركزية تجاه الذهب كملاذ آمن في ظل استقرار مستويات التضخم العالمي.

يرى الخبراء والمحللون أن الموجة الحالية من التراجعات هي مجرد استراحة محارب ضمن دورة صعود طويلة الأمد، حيث تظل الأساسيات الهيكلية التي تدعم المعادن ثابتة ولم تتغير بتغير الأسعار اليومية؛ فالتوازن بين نقص العرض وزيادة الطلب التكنولوجي والصناعي يضمن بقاء توقعات أسعار المعادن النفيسة والذهب والفضة في مسار إيجابي على المدى المتوسط، وذلك رغم التقلبات العالية والسرعة الكبيرة في تحركات الأسعار التي قد تظهر في الأجل القصير نتيجة المضاربات الفنية وعمليات التصفية التي يقوم بها كبار المتداولين في الأسواق الدولية.