خسارة 150 جنيهًا.. أسعار الذهب في مصر تبدأ رحلة التراجع بعد مكاسب تاريخية

أسعار الذهب في الأسواق المصرية والعالمية شهدت حالة من التراجع الملحوظ خلال تعاملات اليوم الاثنين، حيث بدأت الأسواق في استيعاب مجموعة من المتغيرات الاقتصادية والسياسية التي أدت إلى تهدئة وتيرة الصعود القوية التي شهدها المعدن النفيس مؤخراً؛ وتأتي هذه التداولات وسط ترقب كبير من المستثمرين لنتائج التحركات الدولية الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، بالإضافة إلى استعادة الدولار الأمريكي لجزء من قوته في ظل تداولات هادئة تزامناً مع اقتراب نهاية العام الجاري.

أسباب هبوط أسعار الذهب في الأسواق المصرية والعالمية اليوم

تتعدد العوامل التي رسمت مسار الهبوط الحالي، إذ يشير التقرير الصادر عن منصة “آي صاغة” لتجارة الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت إلى أن ارتفاع مؤشر الدولار كان المحرك الأساسي لهذا التراجع؛ فالعملة الأمريكية القوية تجعل تكلفة حيازة الذهب أعلى بالنسبة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، وهو ما دفع الكثيرين نحو عمليات جني أرباح مكثفة لتسييل مراكزهم المالية قبل الدخول في عطلات رأس السنة، كما أن التفاؤل الحذر بشأن الأزمة الأوكرانية ساهم في تقليص جاذبية الذهب كملاد آمن في الوقت الراهن؛ مما أدى إلى فقدان الأونصة لجزء كبير من قيمتها التي حققتها في القمة التاريخية الأخيرة التي اقتربت من 4550 دولاراً، حيث شهدت الساعات الأولى من التداولات الأوروبية ضغوطاً بيعية واضحة انعكست سريعاً على الأسعار المحلية في مصر التي تتأثر بشكل مباشر بالسوق العالمي وحركة الصرف.

تحركات أسعار الذهب في الأسواق المصرية والعالمية ومستويات العيار

سجلت محلات الصاغة تراجعاً في قيم غرامات الذهب بمختلف أعيرتها نتيجة الهبوط العالمي الحاد الذي بلغ نحو 126 دولاراً للأونصة لتستقر عند مستوى 4407 دولارات، وأوضح سعيد إمبابي المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” أن الغرام الواحد من عيار 21 انخفض بمقدار 105 جنيهات خلال التعاملات الصباحية؛ وفيما يلي رصد دقيق لأسعار الذهب المسجلة في السوق المحلي بعد هذا التراجع:

المقارنة الأسبوعية لأداء أسعار الذهب في الأسواق المصرية والعالمية

على الرغم من التراجع الملحوظ في الساعات الأخيرة، إلا أن النظرة التحليلية لأداء الأسبوع الماضي تظهر أن المعدن الأصفر حقق طفرات سعرية استثنائية قبل هذا الهبوط المفاجئ، فقد بدأ عيار 21 تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 5790 جنيهاً ليصل إلى ذروة عند 6075 جنيهاً قبل الإغلاق، وهو ما يمثل زيادة قدرها 285 جنيهاً خلال أيام قليلة فقط؛ وبالتوازي مع هذا الصعود المحلي، قفزت الأونصة عالمياً بنحو 194 دولاراً بعدما انطلقت من مستوى 4339 دولاراً لتصل إلى قمة تاريخية غير مسبوقة عند 4555 دولاراً قبل أن تنهي أسبوعها عند 4533 دولاراً، وتظل هذه التقلبات الحادة جزءاً من مشهد أوسع يعكس قوة الذهب التاريخية خلال عام 2025 الذي كان استثنائياً بكل المقاييس للمعدن في مصر والخارج على حد سواء.

• تحقيق الذهب مكاسب سنوية قوية وصلت إلى نحو 70% خلال عام 2025.
• تسجيل المعدن الأصفر لأفضل أداء سنوي تاريخي له منذ عام 1979.
• تأثير مباشر لقرارات الفيدرالي الأمريكي وحركة الدولار على التسعير المحلي.
• ارتباط وثيق بين الأوضاع السياسية العالمية وشهية المخاطرة لدى المتداولين.

ويجزم الخبراء بأن تراجع أسعار الذهب في الأسواق المصرية والعالمية اليوم يندرج تحت بند التصحيح السعري الطبيعي بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية المتتالية، فالمؤشرات السنوية تظل في صالح الذهب بقوة رغم الضغوط الحالية الناجمة عن قوة العملة الأمريكية ورغبة المتعاملين في تأمين أرباحهم وتصفية العقود الآجلة مع نهاية السنة المالية، ليبقى الذهب المخزن الأهم للقيمة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة.