أزمة الطاقة بلبنان.. نبيه بري يبحث التعاون البترولي مع الوزير المصري في بيروت

التعاون المصري اللبناني في مجال الغاز يمثل حجر الزاوية الحقيقي في بناء صرح العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبيروت، حيث يسعى الجانبان من خلال المباحثات المكثفة إلى صياغة رؤية استراتيجية واضحة تضمن تدفق الطاقة بانتظام واستدامة؛ وذلك في ظل الاضطرابات الطاقوية التي تضرب الأسواق العالمية حالياً، مما يفرض ضرورة ملحة للانتقال السريع نحو تنفيذ مشروعات الربط الفني والتقني التي تخدم المصالح القومية العليا وتستغل الخبرات التراكمية المصرية الكبيرة بمجالات التكرير والإنتاج وتوظيف الموارد المتاحة بكفاءة عالية لتحقيق السيادة الطاقوية الإقليمية.

تطورات التعاون المصري اللبناني في مجال الغاز والبنية التحتية

استقبل قصر عين التينة لقاءً دبلوماسياً رفيع المستوى جمع بين رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري، والمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية المصري والوفد المرافق له، حيث تركزت المناقشات حول آليات تنفيذ بنود التعاون المصري اللبناني في مجال الغاز وتطوير القدرات اللوجستية، وقد سيطرت على الاجتماع مشاعر الأخوة العميقة والثقة المتبادلة التي تشكلت عبر عقود من التاريخ المشترك والمواقف السياسية والمجتمعية المتجانسة؛ إذ تم التأكيد بشكل جلي على أن القاهرة تظل سندا قوياً لبيروت في كافة المحافل الدولية والأزمات الطارئة، وهذا التلاحم هو الطريق الأمثل لتجاوز كافة التحديات التقنية التي قد تقف حائلاً دون تأمين إمدادات الوقود الحيوية، خاصة مع تزايد أهمية الطاقة النظيفة في الوقت الراهن التي تتطلب تكاتفاً عربياً غير مسبوق لتسريع عجلة التنمية في هذا القطاع الذي يمس حياة المواطن اليومية بشكل مباشر ومؤثر.

استراتيجية نقل الخبرات ضمن التعاون المصري اللبناني في مجال الغاز

أشار المهندس كريم بدوي إلى أن التحرك المصري نحو لبنان يرتكز على زخم سياسي واقتصادي كبير يهدف بالأساس إلى تحويل الوعود الشفهية إلى منجزات واقعية يشعر بها المستهلك اللبناني والسوق المحلية بصورة سريعة، ولأجل ذلك تقرر إطلاق شرارة العمل لمجموعات فنية متخصصة ستبدأ مهامها في أقرب وقت ممكن لفحص شبكات الربط وضمان جاهزيتها لاستقبال التدفقات الغازية المطلوبة؛ كما أكد الوزير المصري أن قطاع البترول في بلاده يفتح أبوابه بالكامل لنقل وتوطين أحدث التقنيات العالمية في مجالات البحث والاستكشاف وصناعة البتروكيماويات للأشقاء في لبنان، وهي خطوة تسهم في تأهيل كوادر لبنانية قادرة على إدارة المقدرات الوطنية للطاقة وفق معايير الجودة العالمية، مما يعزز من قوة الاقتصاد اللبناني ويجعله أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التقلبات الدولية بفضل الاعتماد على الخبرات المصرية المشهود لها بالكفاءة والريادة في المحيط الإقليمي والدولي.

الطرف المشارك في المباحثات الصفة والتمثيل الرسمي
المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية بجمهورية مصر العربية
السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب بالجمهورية اللبنانية
السفير علاء موسى سفير جمهورية مصر العربية لدى بيروت
المهندس محمود عبد الحميد العضو المنتدب للشركة المصرية القابة للغازات الطبيعية (إيجاس)
الدكتور محمد الباجوري المشرف العام على الشؤون القانونية بوزارة البترول المصرية

أولويات لجان العمل لدعم التعاون المصري اللبناني في مجال الغاز

تستهدف خارطة الطريق المتفق عليها في إطار التعاون المصري اللبناني في مجال الغاز وضع جدول زمني صارم لا يقبل التأجيل، وذلك بهدف الوصول إلى مرحلة التكامل الشامل وتذليل كافة العقبات القانونية أو الفنية التي تعترض مسار الشراكة، ومن أبرز المحاور التي ستركز عليها اللجان المشتركة ما يلي:

  • تفعيل لجان الرقابة والمتابعة الدورية لرصد معدلات الإنجاز في مشروعات النقل والربط عبر الحدود بصورة دقيقة.
  • تقديم الدعم التقني والهندسي المصري اللازم لإجراء عمليات الصيانة الشاملة للمنشآت البترولية وخطوط الإمداد اللبنانية.
  • تبادل كافة الخرائط الجيولوجية والبيانات الفنية التي تسرع من وتيرة عمليات التنقيب في المياه الإقليمية والمناطق الواعدة.
  • صياغة أطر تشريعية وقانونية حديثة تنظم عمليات تبادل وتجارة الطاقة بين البلدين لضمان أعلى درجات الشفافية والوضوح.
  • تنفيذ برامج تدريبية مكثفة للمهندسين والفنيين اللبنانيين داخل مراكز التميز والتدريب التابعة لقطاع البترول المصري لرفع الكفاءة.

يعد هذا التحرك المشترك وتواجد قيادات بوزارة البترول المصرية وسفير القاهرة ببيروت دليلاً حياً على جدية المسار التنفيذي لملف التعاون المصري اللبناني في مجال الغاز، وهو ما يبشر بحدوث تحول جذري في استقرار أمن الطاقة في لبنان، حيث تساهم الخبرة المصرية العريقة في وضع حلول جذرية تنهي نقص الوقود وتدفع بالنمو الاقتصادي نحو مستويات تحقق الرخاء للشعبين الشقيقين في ظل رؤية قيادية حكيمة تؤمن بأن التكامل الطاقوي هو أقصر الطرق لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي الشامل بالمنطقة العربية.