تحرك مرتقب.. مسار سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي في التداولات القادمة

تحليل سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي يظهر بوضوح سيطرة القوى الشرائية على تداولات هذا الزوج في الآونة الأخيرة، حيث استطاعت العملة الأسترالية تحقيق مكاسب ملحوظة دفعتها إلى أعلى مستوياتها منذ شهر أكتوبر من العام الماضي؛ إذ سجل السعر قمة سعرية عند مستويات 0.6715، وهو ما يعكس صعوداً قوياً مدفوعاً بتباين السياسات النقدية بين البنوك المركزية الكبرى، إضافة إلى الانتعاش الملحوظ في أسواق السلع العالمية التي تدعم الاقتصاد الأسترالي بشكل مباشر وقوي.

تباين السياسات النقدية يساند سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي

إن فهم تحركات سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي يتطلب نظرة فاحصة على توجهات البنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن مقابل بنك الاحتياطي الأسترالي في سيدني، فقد اتجه الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة لثلاث مرات متتالية خلال العام الجاري؛ مع إشارات واضحة لاستمرار هذا النهج التيسيري خلال العام القادم، وما يعزز هذه التوقعات هو الموقف السياسي الداعم لخفض تكاليف الاقتراض، والوعود التي أطلقها دونالد ترامب بشأن تعيين قيادة تدفع نحو معدلات فائدة منخفضة، وهذا التوجه يضع ضغوطاً هبوطية على الدولار الأمريكي مقابل نظيره الأسترالي الذي يتمتع ببيئة أكثر تشدداً نقدياً في الوقت الراهن؛ مما يجعل الزوج وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن العائد المرتفع وسط تقلبات السوق العالمية الحالية.

وعلى الجانب الآخر من المعادلة، يظل بنك الاحتياطي الأسترالي متمسكاً بموقفه الحذر، حيث تشير البيانات الاقتصادية إلى أن التضخم في أستراليا لا يزال عند مستويات تستدعي الحفاظ على أسعار فائدة مرتفعة أو ربما رفعها بشكل إضافي؛ وهو ما يعزز من قوة الكانغرو في سوق الصرف الأجنبي ويجعل سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي يكتسب زخماً إضافياً، إذ أن المسؤولين الأستراليين أكدوا في تصريحاتهم الأخيرة أنهم لن يتسرعوا في اتخاذ أي خطوة نحو التيسير النقدي طالما بقيت ضغوط الأسعار مرتفعة، ومع استمرار صعود أسعار سلع أساسية كالذهب والفضة والنحاس وخام الحديد، يجد الدولار الأسترالي دعماً تاريخياً لكونه “عملة سلع” مرتبطة بقوة بحجم الصادرات الضخم المتجه نحو الأسواق الآسيوية وتحديداً الصين، وهذا التوافق بين العوامل الأساسية الفنية والجيوسياسية يرسم مساراً واضحاً للزوج في المدى القريب والبعيد.

الرؤية الفنية وتوقعات سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي

التحليل الفني للرسوم البيانية اليومية يؤكد أن سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي يسير في قناة صاعدة مستقرة، فقد نجح السعر في تجاوز مستويات مقاومة فنية حرجة كانت تشكل عائقاً أمام الارتفاع لفترات طويلة، وأبرزها مستوى 0.6685 الذي كان يمثل أعلى قمة مسجلة منذ بداية العام الفائت؛ وبقاء التداولات فوق هذا المستوى وبقاء السعر أعلى المتوسطات المتحركة ومؤشر “السوبر ترند” يعطي إشارات استمرارية قوية، كما أن مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) والماكد (MACD) لا تزال تظهر انحرافات إيجابية تدعم فكرة أن موجة الشراء لم تنتهِ بعد؛ بل قد تكون في طريقها لاختبار مستويات نفسية وفنية أكثر ارتفاعاً في الأيام القليلة القادمة.

ولتقديم صورة أوضح للمتداولين والمتابعين لحركة السوق، يمكن تلخيص السيناريوهات المتوقعة وخطط التداول المرتبطة بالتحليلات الحالية من خلال المعطيات الرقمية التالية التي توضح أهم مستويات الدعم والمقاومة:

نوع السيناريو نقطة الدخول المقترحة هدف جني الأرباح مستوى وقف الخسارة
سيناريو الاتجاه الصاعد شراء السوق الحالي 0.6800 0.6650
سيناريو الاتجاه الهابط بيع في حالة كسر الزخم 0.6650 0.6800

تتطلب استراتيجية التعامل مع سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي الانتباه إلى القواعد التالية قبل تنفيذ أي صفقات في سوق العملات:

  • الالتزام بالإطار الزمني المحدد للتوقعات والذي يتراوح بين يوم إلى يومين عمل.
  • مراقبة أي تصريحات مفاجئة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قد تغير مسار التوقعات بشأن الفائدة.
  • متابعة أسعار السلع الأساسية خاصة خام الحديد والنحاس نظراً لارتباطهما الوثيق بالدولار الأسترالي.
  • التأكد من أن مستويات 0.6600 لا تزال تعمل كدعم رئيسي؛ لأن كسرها قد يغير النظرة الصعودية تماماً.

إن الاستقرار الحالي الذي يشهده سعر صرف الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي يعكس ثقة الأسواق في أداء الاقتصاد الأسترالي مقارنة بالتحولات التي يشهدها الاقتصاد الأمريكي تحت وطأة خفض الفائدة، ومع استمرار تدفق البيانات التي تظهر تباعد السياسات النقدية؛ يبقى الميل العام للزوج هو الصعود لاختبار مستوى المقاومة التالي عند 0.6800، وسيبقى هذا السيناريو قائماً وفاعلاً طالما حافظ السعر على توازنه فوق مناطق الدعم المذكورة، مع الأخذ في الاعتبار أن تداولات ديسمبر 2025 وما بعدها ستتأثر بشكل كبير بمدى نجاح البنوك المركزية في السيطرة على معدلات التضخم العالمية وضمان استقرار النمو الاقتصادي في ظل المتغيرات السياسية الجديدة المستمرة في الساحة الدولية.