مستويات تاريخية.. أسعار الفضة تواصل الاستقرار قرب أعلى قيمة لها عالميًا

توقعات أسعار الفضة والذهب في عام 2025 تشهد تحولات دراماتيكية في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي نعيشها اليوم، حيث سجلت أسواق المعادن النفيسة تحركات متباينة تعكس حالة الترقب والقلق لدى المستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة تحميهم من تقلبات الاقتصاد العالمي؛ فبينما شهدت الأسعار ارتفاعات قياسية مدفوعة بطلب صناعي جارف، بدأت تلوح في الأفق بوادر تصحيح سعري مع ظهور آمال دبلوماسية تخفف من حدة التوترات الدولية الراهنة.

توقعات أسعار الفضة والذهب في عام 2025 والأداء السوقي الراهن

شهدت تداولات يوم الاثنين ارتفاعاً طفيفاً في سعر الفضة الفوري بنسبة وصلت إلى 0.7% لتستقر الأونصة عند مستويات 79.68 دولار، وذلك بعد مرحلة من التقلب الحاد الذي دفع المعدن الأبيض للتراجع عن قمته التاريخية السابقة التي سجلت 83.62 دولار للأونصة خلال الجلسات المبكرة؛ حيث يعكس هذا الأداء قوة كامنة في الفضة التي حققت قفزة هائلة بلغت 181% منذ بداية العام متجاوزة بذلك المكاسب التي حققها الذهب الذي ارتفع هو الآخر بنسبة استثنائية بلغت 72% خلال عام 2025، ما يؤكد أن المعدن الأبيض بات يسحب البساط تدريجياً من تحت أقدام المعدن الأصفر بفضل تصنيفه الجديد كمعدن استراتيجي حيوي في الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن الفجوة الكبيرة بين تراجع الإمدادات والمخزونات وبين الانفجار الكبير في الطلب على المستويين الصناعي والاستثماري.

المعدن النفيس السعر الحالي (دولار) نسبة الارتفاع السنوي
الفضة (الأونصة) 79.68 181%
الذهب (الأونصة) 4512.30 72%
البلاتين (الأونصة) 2421.35 مستوى قياسي سابق

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الفضة والذهب في عام 2025

يشير خبراء الأسواق المالية وتحديداً تيم ووترر من شركة “كي سي إم تريد” إلى وجود ضغوط تصحيحية واضحة ناتجة عن عمليات جني أرباح مكثفة تزامنت مع تطورات سياسية إيجابية؛ فالمفاوضات المتقدمة بين الرئيس الأمريكي السابق ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي حول اتفاق سلام محتمل قللت من المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم أسعار الملاذات الآمنة، وهذا الهدوء النسبي في الساحة الدولية قد يضع حدوداً للارتفاعات الجنونية في المدى القصير، لكن تظل الآفاق المستقبلية واعدة للغاية بشرط استمرار نقص المعروض وزيادة الاحتياج التقني للمعدنين، وتتمثل أبرز محركات السوق الحالية في النقاط التالية:

  • الطلب الصناعي المتزايد على الفضة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.
  • السياسات النقدية الأمريكية المتوقعة وتوجهات الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة.
  • تراجع المخزونات العالمية من المعادن الاستراتيجية وتأثيرها على العرض المتاح.
  • التحولات في المشهد السياسي الدولي ومدى تأثيرها على ثقة المستثمرين في العملات الورقية.

المستويات المستهدفة وتوقعات أسعار الفضة والذهب في عام 2025 وما بعدها

يرى المحللون أن وصول الذهب إلى حاجز 5000 دولار للأونصة خلال العام القادم هو سيناريو واقعي وقابل للتحقق فعلياً، لا سيما إذا ما اتخذ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم سياسة نقدية تيسيرية تدعم الأصول التي لا تدُر عائداً ثابتاً، كما أن هذا الزخم في سوق المعادن قد يدفع الفضة لاختراق حاجز الـ 100 دولار بحلول عام 2026 بالتزامن مع استمرار الضغوط على جانب العرض؛ ففي تعاملات الاثنين الأخيرة سجل الذهب الفوري تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.4% ليصل إلى 4512.30 دولار، مبتعداً قليلاً عن مستواه القياسي الذي بلغه يوم الجمعة عند 4549.71 دولار، في حين سجل الذهب الأمريكي لعقود فبراير تراجعاً مماثلاً، كما امتدت هذه الحركات التصحيحية لتشمل البلاتين الذي هبط بنسبة 1.5% والبلاديوم الذي تكبد خسائر قوية بلغت 6% ليصل إلى 1807.59 دولار، مما يوضح أن السوق يمر بمرحلة إعادة تقييم شاملة.

تستمر الأسواق المالية في ترقب خفضين محتملين لأسعار الفائدة الأمريكية في العام المقبل، مع التركيز الشديد على محضر اجتماع ديسمبر للاحتياطي الفيدرالي الذي سيكشف الكثير عن توجهات السياسة النقدية المستقبلية؛ إذ تميل المعادن الثمينة للنمو والازدهار في بيئات الفائدة المنخفضة التي تزيد من جاذبية الأصول المادية مقارنة بالسندات، وهذا الترابط الوثيق يضمن استمرار تذبذب وتأثر توقعات أسعار الفضة والذهب في عام 2025 بكل تصريح اقتصادي يصدر عن واشنطن، لتبقى هذه المعادن هي البوصلة الحقيقية لقوة الاقتصاد العالمي في المرحلة القادمة.