thoughts انخفاض حاد.. اليوان الصيني يتراجع بعد تحذيرات رسمية من مراهنات أحادية الجانب

سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار يشهد حالة من الترقب المكثف في الأوساط المالية العالمية، حيث تراجع العملة الصينية لليوم الثاني على التوالي خلال تعاملات يوم الاثنين لتستقر بعيداً عن الحاجز النفسي الهام البالغ 7 يوانات للدولار الواحد؛ وهو ما يعكس رغبة واضحة من السلطات النقدية في بكين للسيطرة على وتيرة الارتفاعات المتسارعة وضمان عدم انجراف الأسواق نحو مضاربات أحادية الجانب قد تهدد الاستقرار المالي العام والقدرة التنافسية التجارية.

تحركات سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار والسياسات النقدية

بدأ البنك المركزي الصيني في تبني نهج أكثر حذراً من خلال تحديد سعر مرجعي يومي للعملة جاء أضعف من توقعات المحللين، حيث استهدف هذا الإجراء احتواء القوة المفرطة التي اكتسبها اليوان مؤخراً؛ في ظل تقارير رسمية صادرة عن وسائل إعلام حكومية تحذر من المراهنة العمياء على اتجاه واحد للعملة المحلية، خاصة وأن اليوان الخارجي كان قد تجاوز مستوى 7 يوانات للدولار لفترة وجيزة خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي خلق مخاوف حقيقية من حدوث تقلبات سعرية حادة نتيجة عمليات المضاربة الواسعة؛ وبناءً على ذلك أكدت صحيفتا “سيكيوريتيز تايمز” و”شنغهاي سيكيوريتيز نيوز” على أن حركة العملات لا يمكن التنبؤ بها بدقة مطلقة، مما يستوجب على الشركات والمؤسسات المالية تجنب السلوكيات العشوائية في السوق والالتزام بالحيطة والحذر عند تسعير المخاطر المرتبطة بصرف العملات الأجنبية.

تتجه الأنظار حالياً نحو الأدوات التي يستخدمها صانع السياسة النقدية للتأثير في سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار، والتي نوضح بعضها فيما يلي:

  • تحديد سعر الوسط الرسمي اليومي بنقاط أساس بعيدة عن تقديرات وكالات الأنباء العالمية لتقييد الصعود السريع.
  • توجيه رسائل إعلامية تحذيرية للمستثمرين لتقليل مستويات المراهنة على الارتفاع الدائم للعملة.
  • استخدام نطاق التداول المسموح به والذي يبلغ 2% صعوداً أو هبوطاً حول السعر المرجعي للسيطرة على التذبذبات.
  • مراقبة السيولة في الأسواق الخارجية مثل هونغ كونغ لضمان توازن العرض والطلب على العملة الوطنية.

تأثير السعر المرجعي على سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار

قبيل انطلاق التداولات الرسمية، وضع البنك المركزي السعر المرجعي عند مستوى 7.0331 يوان للدولار، وبالرغم من أن هذا السعر يعتبر الأقوى منذ شهر سبتمبر من عام 2024، إلا أنه جاء أضعف بنحو 274 نقطة أساس عن الأرقام التي توقعتها رويترز عند 7.0057 يوان؛ وهذا الفارق المتعمد اعتبره مراقبو السوق إشارة واضحة من السلطات لتهدئة الزخم الصعودي لليوان الذي بدأ منذ أواخر نوفمبر الماضي، حيث يرى المستثمرون أن هذه التوجيهات الرسمية تهدف لإبطاء وتيرة المكاسب التي كانت مدفوعة بعوامل موسمية متداخلة وضعف عام في أداء الدولار الأمريكي على الساحة الدولية؛ ومع ذلك يظل الطلب الموسيقي على التحويلات النقدية بالعملة المحلية قائماً بقوة، لا سيما مع رغبة المصدرين في تحويل عوائد الصادرات لتغطية الالتزامات المالية والرواتب قبل نهاية العام الميلادي وحلول عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.

يمكن تلخيص أداء سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار والبيانات المسجلة في الجدول التالي:

المؤشر الفني القيمة المسجلة
سعر الوسط الرسمي المحدد من البنك المركزي 7.0331 يوان للدولار
أعلى مستوى لليوان خلال 15 شهراً (الأسبوع الماضي) 7.0053 يوان للدولار
نسبة الارتفاع الإجمالية لليوان منذ بداية العام أكثر من 4.1%
سعر التداول في السوق الداخلية (توقيت غرينتش) 7.0105 يوان للدولار

التوقعات المستقبلية لحركة سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار

يشير المحللون الاقتصاديون ومن بينهم “تشو جونتشي” من شركة «تشاينا سيكيوريتيز» إلى أن الاتجاه الصعودي للعملة الصينية ما يزال يتمتع بأساسيات قوية، مع وجود احتمالات قائمة لاختراق مستوى 7 يوانات للدولار مجدداً في المستقبل القريب؛ غير أن هذه الارتفاعات قد تفقد جزءاً من زخمها بمجرد انتهاء موجة تسويات النقد الأجنبي الفصلية، حيث تساهم ضغوط التمويل الموسمية في رفع معدلات الفائدة المحلية على اليوان لليلة واحدة في أسواق مثل هونغ كونغ لتصل إلى مستويات قياسية بلغت 1.91136%؛ وفي ضوء هذه المعطيات أكد البنك المركزي في تقريره السنوي للاستقرار المالي على التزامه المطلق بحماية العملة من التقلبات المفرطة وضمان بقائها ضمن أطر اقتصادية مقبولة، مما يدعم التوقعات الإيجابية للمؤسسات الاستثمارية العالمية التي ترى في اليوان مخزناً مستقراً للقيمة خلال العام المقبل ما دامت المؤشرات الاقتصادية تدعم الطلب الخارجي المستدام.

تستمر العملة الصينية في تحقيق مكاسب سنوية هي الأبرز منذ عام 2020، حيث تعكس مستويات 7.0086 يوان للدولار المسجلة في السوق الخارجية توازناً دقيقاً بين قوى السوق والتدخلات التنظيمية الحكيمة؛ ومن المرجح أن يبقى سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار تحت مجهر المستثمرين كأداة لقياس مدى تعافي الاقتصاد الصيني وقدرته على مواجهة التحديات النقدية العالمية مع الحفاظ على استقرار النظام المالي داخلياً وخارجياً.