جني الأرباح.. تراجع أسعار الذهب والفضة عالميًا بعد تسجيل مستويات قياسية جديدة

توقعات أسعار المعادن الثمينة والذهب والفضة تشير حالياً إلى مرحلة من التصحيح السعري بعد الارتفاعات التاريخية التي شهدتها الأسواق العالمية مؤخراً، حيث بدأت موجة تراجع جماعي بقيادة المعدن الأصفر والفضة مع مطلع تعاملات هذا الأسبوع، وذلك نتيجة ضغوط بيعية مكثفة استهدف من خلالها المتداولون حصد الأرباح المحققة بعد القفزات الكبيرة، تزامناً مع تزايد مؤشرات حل النزاعات الدولية التي أدت لضعف الطلب على الملاذات الآمنة.

أسباب هبوط توقعات أسعار المعادن الثمينة والذهب والفضة

تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن تراجع الإقبال على الأصول الآمنة يعود بشكل مباشر إلى الانعطافة الإيجابية في الأوضاع الجيوسياسية، إذ ساهمت التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بشأن قرب التوصل لاتفاق سلام شامل لإنهاء السبع في أوكرانيا في تهدئة روع الأسواق، وهو ما أكده تيم ووترر كبير محللي السوق في شركة “كيه.سي.إم تريد” حين أشار إلى أن مزيجاً من جني الأرباح والتطورات السياسية المثمرة بين واشنطن وكييف جعل المستثمرين يعيدون النظر في مراكزهم الشرائية، وهذا الهدوء السياسي النسبي سحب البساط من تحت أقدام الذهب والفضة اللذين تألقا خلال فترات عدم الاستقرار، ولا يزال المتداولون يراقبون عن كثب أي مستجدات قد تطرأ على الساحة الدولية لارتباطها الوثيق بمدى استمرار موجة الهبوط الحالية.

وهنا نستعرض قائمة بأهم العوامل المحركة للسوق في الوقت الراهن:

  • تحركات المستثمرين لتسييل الأرباح بعد ملامسة قمم تاريخية مذهلة.
  • انحسار المخاوف العالمية عقب مفاوضات السلام التي وصفت بالناجحة.
  • ترقب التغيرات القادمة في السياسة النقدية وأسعار الفائدة الأمريكية.
  • تحسن أداء الدولار الأمريكي كبديل استثماري في ظل الاستقرار السياسي.

تحليل أداء السوق وتوقعات أسعار المعادن الثمينة والذهب والفضة

سجل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضاً بنسبة بلغت 0.4% ليصل إلى مستوى 4512.74 دولاراً للأونصة، وهو تراجع يأتي بعد فترة وجيزة من بلوغه ذروة غير مسبوقة عند 4549.71 دولار، بينما لم يكن سوق العقود الآجلة ببعيد عن هذا المشهد حيث تراجعت عقود الذهب تسليم فبراير بنسبة مماثلة لتستقر عند 4536.40 دولاراً للأونصة وفقاً لتقارير وكالة رويترز، وفي المقابل شهدت الفضة هبوطاً أكثر حدة بنحو 1.3% لتستقر عند 78.12 دولاراً للأونصة بعدما كانت قد لامست مستوى 83.62 دولاراً في وقت سابق، ويصف الخبراء هذا التحرك بأنه “تصحيح فني طبيعي” وضروري لضمان توازن السوق بعد الصعود الحاد والمستمر الذي هيمن على المشهد طوال الأشهر الماضية.

المعدن الثمين السعر الحالي (دولار) نسبة التراجع اليومية
الذهب (فوري) 4512.74 0.4%
الفضة (فورية) 78.12 1.3%
البلاتين 2441.20 0.4%
البلاديوم 1771.99 0.8%

نمو سوق الفضة رغم تذبذبات توقعات أسعار المعادن الثمينة والذهب والفضة

بالرغم من هذه التراجعات اللحظية تظل الفضة هي النجم الساطع في سماء الاستثمار لعام 2025، حيث حققت مكاسب استثنائية بلغت 181% منذ بداية العام متفوقة بذلك على الذهب الذي اكتفى بنمو نسبته 72%، ويعزى هذا التفوق الكاسح للفضة إلى إدراجها ضمن قائمة المعادن الأمريكية الحرجة بالإضافة إلى النقص الواضح في حجم المعروض وتراجع المخزونات العالمية، كما أن الطلب المتزايد في القطاعات الصناعية بجانب الرغبة الاستثمارية القوية عزز من مكانتها، أما الذهب فقد وجد دعماً قوياً خلال العام بفضل مشتريات البنوك المركزية الكثيفة والتوجهات نحو الصناديق المتداولة، مع محاولات كبار المستثمرين الدائمة للابتعاد عن تقلبات الدولار والأصول التقليدية المرتبطة بالخزانة الأمريكية.

ولم تقتصر حركة الهبوط على المعدنين الأصفر والأبيض بل امتدت لتشمل مجموعة المعادن النفيسة الأخرى بشكل ملموس، فقد فقد البلاتين نحو 0.4% من قيمته ليتداول عند 2441.20 دولاراً بعدما كان قد سجل أعلى قيمة تاريخية له عند 2478.50 دولار بحلول منتصف الجلسة، ولحق به البلاديوم الذي تراجع بنسبة 0.8% هابطاً إلى مستوى 1771.99 دولاراً للأونصة مكملاً مشهد التراجع العام، ويقف المستثمرون الآن في حالة ترقب حذر لمتابعة المسارات المستقبلية للسياسة النقدية في الولايات المتحدة والمؤشرات الاقتصادية القادمة، حيث ستظل التطورات السياسية هي البوصلة الحقيقية التي ستحدد بشكل قاطع الوجهة القادمة للأسعار في الأسابيع المقبلة.