هبوط حاد.. تراجع أسعار الذهب والفضة عالميًا بعد تجاوز مستويات قياسية للأونصة

أسباب تراجع أسعار المعادن الثمينة اليوم في الأسواق العالمية تصدرت واجهة الأحداث الاقتصادية مع مطلع تداولات الأسبوع، حيث شهدت الأسواق تحولاً ملحوظاً في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، مما أدى إلى عمليات جني أرباح واسعة النطاق شملت الذهب والفضة والبلاتين على حد سواء؛ وذلك بالتزامن مع ظهور بوادر انفراجة سياسية دولية قلصت من الحاجة إلى الملاذات الآمنة المعتادة التي يلجأ إليها المتداولون في أوقات الأزمات الكبرى والصراعات.

أسباب تراجع أسعار المعادن الثمينة اليوم جراء الأنباء السياسية

يعود المحللون الاقتصاديون لتوضيح أسباب تراجع أسعار المعادن الثمينة اليوم بربطها المباشر بالتطورات الأخيرة في الساحة الأوكرانية، إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب لقائه بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن اقترابهم الشديد من التوصل إلى اتفاق تاريخي لإنهاء الحرب المستمرة؛ وهذا التفاؤل الدبلوماسي دفع المستثمرين إلى التخلص من مراكزهم في الذهب والفضة بحثاً عن عوائد في أسواق أخرى، خاصة بعد أن سجل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضاً بنسبة 0.4% ليصل إلى 4512.74 دولار للأونصة، متراجعاً عن مستواه القياسي الذي بلغه يوم الجمعة الماضي عند 4549.71 دولار، كما انسحب هذا الهبوط على العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير التي انخفضت هي الأخرى بنفس النسبة لتستقر عند مستوى 4536.40 دولار للأونصة الواحدة.

تأثير جني الأرباح على اتجاهات أسعار المعادن النفيسة

يرى تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة (كيه.سي.إم تريد)، أن أسباب تراجع أسعار المعادن الثمينة اليوم تكمن في مزيج تقني ونفسي معقد، فبعد الصعود الجنوني للفضة التي تجاوزت حاجز 80 دولاراً، بدأ المتداولون في تصفية مراكزهم لتأمين الأرباح المحققة، مما هوى بسعر الفضة الفوري بنسبة 1.3% ليصل إلى 78.12 دولار، وذلك بعد أن كانت قد لامست أعلى مستوى لها تاريخياً عند 83.62 دولار في وقت سابق من الجلسة الصباحية؛ وبالرغم من هذا التصحيح السعري، فإن الفضة لا تزال تحتفظ بمكاسب استثنائية بلغت 181% منذ مطلع العام الجاري، متجاوزة أداء الذهب بفارق كبير بفضل عدة عوامل استراتيجية تدعم قيمتها على المدى الطويل، ويمكن تلخيص الدوافع التي جعلت الفضة والذهب يتصدران الأسواق في النقاط التالية:

• إدراج الفضة ضمن قائمة المعادن الأمريكية الاستراتيجية والحرجة للصناعة.
• النقص الحاد في المعروض العالمي وانخفاض المخزونات المتاحة في المستودعات الدولية.
• تزايد الطلب الصناعي المتسارع مع ارتفاع الاستثمارات في صناديق المعادن المتداولة.
• التوقعات المستمرة باتجاه البنك المركزي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة في الفترات المقبلة.
• لجوء البنوك المركزية العالمية لتنويع احتياطاتها بعيداً عن السندات الأمريكية والدولار.

أرقام أسباب تراجع أسعار المعادن الثمينة اليوم في البورصة

من المهم عند دراسة أسباب تراجع أسعار المعادن الثمينة اليوم النظر إلى أداء المعدن الأصفر خلال عام 2025، حيث حقق الذهب قفزة سنوية بنسبة 72% حتى الآن، مدعوماً بالتوترات الجيوسياسية وضخ الودائع في الصناديق المتداولة في البورصة، لكن الضغوط الحالية لم تقتصر على الذهب والفضة فقط، بل طالت المعادن الثمينة الأخرى في تداولات يوم الإثنين؛ فقد سجل البلاتين تراجعاً بنسبة 0.4% ليصل إلى 2441.20 دولار للأونصة بعد أن كان قد سجل رقماً قياسياً جديداً عند 2478.50 دولار، كما لم يسلم البلاديوم من هذه الموجة، حيث هبطت أسعاره بنسبة 0.8% لتستقر عند 1771.99 دولار للأونصة، مما يعكس حالة عامة من الهدوء الممزوج بترقب النتائج النهائية للمحادثات السياسية الدولية وتأثيراتها الاقتصادية العميقة.

تظل مراقبة أسباب تراجع أسعار المعادن الثمينة اليوم ضرورة لكل مهتم بالاقتصاد العالمي، حيث تعكس هذه التحركات التوازن الدقيق بين الاستقرار السياسي وتقلبات الأسواق المالية؛ ومع بقاء العوامل الأساسية مثل نقص المعروض والطلب الصناعي قائمة، يترقب الجميع كيفية تفاعل هذه المعادن مع الاتجاهات القادمة في السياسة النقدية الأمريكية والوضع الجيوسياسي المتغير.