توقعات جولدمان ساكس.. هل يقفز سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد في 2026؟

توقعات أسعار الذهب في 2026 تشير إلى تحولات تاريخية في سوق المعادن الثمينة، حيث وضع بنك جولدمان ساكس الذهب على رأس قائمة الأصول الأكثر جاذبية للنمو خلال الفترة المقبلة؛ معتبراً أن المعدن الأصفر هو الرهان الرابح وسط تقلبات الأسواق العالمية والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، إذ يتوقع التقرير الصادر حديثاً أن تواصل الأسعار مسارها الصاعد لتسجل أرقاماً غير مسبوقة مدفوعة بطلب مؤسسي قوي وتغييرات جوهرية في محافظ الاستثمار الكبرى حول العالم.

توقعات أسعار الذهب في 2026 ودور البنوك المركزية

تستند رؤية المؤسسات المالية الدولية حول توقعات أسعار الذهب في 2026 إلى الدور المحوري الذي تلعبه البنوك المركزية كركيزة أساسية للدعم الهيكلي، حيث يتوقع الخبراء أن تساهم هذه المشتريات الضخمة بنحو 14% من الارتفاع السعري المستهدف بحلول نهاية عام 2026؛ ويرى المحللون أن شهية البنوك المركزية لاقتناء المعدن لن تتراجع بل ستستقر عند مستويات مرتفعة تصل إلى 70 طناً شهرياً، وهو ما يمثل قفزة هائلة تعادل أربعة أضعاف الحجم الذي كان سائداً قبل عام 2022 حين كانت المشتريات تدور حول 17 طناً فقط، وهذا التحول الجذري في السياسات النقدية يعكس رغبة واضحة في التحوط من تجميد الاحتياطيات النقدية والبحث عن ملاذات آمنة بعيدة عن التقلبات السياسية، خاصة مع سعي قوى اقتصادية مثل الصين إلى تعزيز مكانة عملتها الدولية وزيادة حصة الذهب في خزائنها لتضاهي نظيراتها من الدول الكبرى.

تحليل توقعات أسعار الذهب في 2026 وحركة الاستثمار الفردي

يشكل المستثمرون الأفراد حجر الزاوية في دفع الأسعار نحو القمة، إذ ترتبط توقعات أسعار الذهب في 2026 بزيادة الوعي الاستثماري والفجوة الحالية في حيازات المحافظ المالية الخاصة داخل الولايات المتحدة، فالبيانات تشير إلى أن صناديق الذهب المتداولة تستحوذ فقط على 0.17% من إجمالي الأصول الاستثمارية للأفراد، وهي نسبة تقل كثيراً عن القمم التي تحققت في الفترات السابقة؛ ويوضح تحليل جولدمان ساكس أن أي تحرك طفيف لزيادة نسبة الذهب في هذه المحافظ ولو بمقدار نقطة أساس واحدة سيؤدي تلقائياً إلى ارتفاع السعر بنسبة 1.4%، مما يجعل تدفقات رؤوس الأموال الفردية بمثابة الوقود الذي سيشعل فتيل الصعود السعري المرتقب خلال العامين القادمين، وهذا التأثير يتضاعف عندما ينضم صغار المستثمرين إلى كبار اللاعبين في السوق لتنويع استثماراتهم بعيداً عن الأسهم والسندات التقليدية التي باتت تواجه تحديات حقيقية في مواجهة صدمات العرض والطلب العالمية.

التسلسل الزمني لمستهدفات توقعات أسعار الذهب في 2026

تتطلب قراءة توقعات أسعار الذهب في 2026 فهماً دقيقاً للمسار الزمني الذي رسمه البنك، حيث من المرجح أن تشهد الأسواق حركة متموجة تبدأ بتراجع طفيف قبل الانطلاق نحو المستويات القياسية؛ ويمكن تلخيص العوامل المؤثرة في هذا المسار عبر النقاط التالية:

• استمرار التوترات الجيوسياسية والسباق التكنولوجي المستعر بين الولايات المتحدة والصين في مجالات الذكاء الاصطناعي.
• تزايد الحاجة لأدوات تأمين فعالة ضد مخاطر التضخم المرتفع الذي قد يتزامن مع نمو اقتصادي ضعيف في بعض المناطق.
• إعادة هيكلة محافظ الاستثمار التي باتت تفتقر للتنويع الكافي لمواجهة الأزمات العالمية غير المتوقعة.
• التحولات في مفهوم المخاطر النقدية لدى صناع السياسات بعد أحداث تجميد الأصول الروسية عام 2022.

إن الاعتماد على الذهب كأداة مالية لم يعد مجرد رفاهية بل أصبح ضرورة حتمية في ظل السيناريوهات الاقتصادية المعقدة التي تلوح في الأفق، حيث تظل توقعات أسعار الذهب في 2026 مرهونة بقدرة المعدن على جذب سيولة جديدة من صناديق الاستثمار والتحوط؛ ومما يزيد من قوة هذا التوجه هو ظهور قناعة عالمية بأن النماذج التقليدية للاستثمار التي تمزج بين الأسهم والسندات لم تعد كافية لوحدها في مواجهة تقلبات العرض والطلب المتسارعة، فالمناخ الاقتصادي الذي يتسم بضغط تضخمي ونمو متباطئ هو المسرح المثالي الذي يتألق فيه الذهب دائماً ويحقق فيه أفضل عوائده التاريخية، ولذلك فإن الوصول إلى مستوى 4,900 دولار للأوقية ليس مجرد رقم عابر بل هو نتيجة منطقية لتضافر عوامل الطلب الهيكلي من البنوك والتدفقات الاستثمارية الوافدة من الأفراد الساعين لحماية ثرواتهم في عالم تتزايد فيه حالة عدم اليقين بمرور الوقت.