بفارق تاريخي.. أسعار الفضة تكسر حاجز 83 دولاراً للمرة الأولى عالمياً

توقعات أسعار الذهب والفضة خلال عام 2025 تتصدر حالياً مشهد الاستثمار العالمي، حيث يراقب المتداولون بشغف التحركات العنيفة التي شهدتها الأسواق مؤخراً، والتي تعكس مزيجاً من القلق والترقب للقرارات النقدية في الولايات المتحدة والاضطرابات الجيوسياسية حول العالم؛ إذ سجلت المعادن النفيسة أرقاماً تاريخية لم تكن متوقعة، مستفيدة من تراجع قيمة الدولار وزيادة الاعتماد الصناعي على بعضها، مما جعلها الملاذ الأكثر أماناً للمحافظ المالية في ظل الظروف الدولية الراهنة بالغة التعقيد.

توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل تقلبات البورصات العالمية

استطاع بريق المعدن الأبيض أن يخطف الأنظار في الآونة الأخيرة بعد أن قفزت قيمته السوقية لمستويات خيالية، وهي قفزة جعلت توقعات أسعار الذهب والفضة ترسم ملامح جديدة للاقتصاد العالمي؛ فقد نجحت الفضة في تخطي حاجز 80 دولاراً للأونصة للمرة الأولى، مسجلة زيادة لحظية لافتة للنظر قبل أن تدخل في موجة من جني الأرباح الطبيعية التي قلصت تلك المكاسب، وفي غضون ذلك استقر الذهب بالقرب من ذروته التاريخية التي تجاوزت 4500 دولار، ورغم التراجع الطفيف فإنه لا يزال يحافظ على تماسكه القوي؛ ويأتي هذا الأداء المذهل تزامناً مع وصول الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في شهرين، وهو ما يفسح المجال لاستمرار الصعود التدريجي رغم عمليات التصحيح السعري التي قد تظهر بين الحين والآخر نتيجة التوازن بين قوى العرض والطلب.

قراءة في البيانات الاقتصادية التي ترسم توقعات أسعار الذهب والفضة

إن تحليل المحركات الأساسية يكشف أن توقعات أسعار الذهب والفضة تستند إلى نمو حقيقي وهائل، حيث حققت الفضة نمواً بنسبة 181% منذ بداية العام، وهو أداء يتفوق بمراحل على الذهب الذي ارتفع بدوره بنسبة 72%؛ ويعزو المحللون هذا التفوق الكاسح للفضة إلى إدراجها ضمن قائمة المعادن الاستراتيجية في أمريكا، فضلاً عن الطلب المتزايد في صناعات الطاقة النظيفة مقابل شح المعروض؛ بينما استفاد الذهب من توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو تيسير السياسة النقدية وخفض الفوائد، ولتوضيح المشهد الحالي بدقة، سنستعرض الأرقام المسجلة في الجدول الآتي:

نوع المعدن الثمين السعر الفوري (دولار/أونصة) أقصى قمة تاريخية مسجلة
الذهب الخالص 4527.79 4549.71
الفضة النقية 82.15 83.62
البلاتين 2429.10 2478.50
البلاديوم 2003.83 2003.83

التأثيرات الجيوسياسية ودورها في تعزيز توقعات أسعار الذهب والفضة

ترتبط توقعات أسعار الذهب والفضة بشكل وثيق بالمتغيرات السياسية الكبرى، ولعل أبرزها التصريحات المتعلقة بالصراع الأوكراني وإمكانية التهدئة التي قد يؤدي إليها التواصل بين القوى العظمى، ما قد يؤثر على ثقة المستثمرين؛ ومع ذلك تبقى البيئة الاقتصادية العامة تدعم بقوة الأصول التي لا تدر عائداً ثابتاً، خاصة مع توقع خفض الفائدة مرتين إضافيتين خلال العام المقبل، مما يجعل الذهب والفضة في وضع استراتيجي ممتاز؛ وتتراوح العوامل المحفزة لهذه الحركة السعرية بين عدة نقاط جوهرية أبرزها:

  • رغبة البنوك المركزية العالمية في تنويع احتياطاتها النقدية بعيداً عن هيمنة الدولار.
  • التوجه الكثيف من صناديق الاستثمار والمؤشرات المتداولة نحو شراء الأصول المعدنية.
  • الأهمية الصناعية المتزايدة للفضة التي تجعلها مطلوبة بشدة في قطاعات التكنولوجيا والبيئة.
  • دور التوترات الدولية في دفع رؤوس الأموال للبحث عن استمرارية القيمة في الملاذات الآمنة.

لم تتوقف ارتدادات السوق عند هذا الحد، بل شملت البلاتين الذي شهد بعض التراجع بعد بلوغ قمته، بينما حافظ البلاديوم على مكاسب طفيفة؛ مما يعني أن توقعات أسعار الذهب والفضة ستظل مرتبطة بشكل مباشر بمستويات الدعم والمقاومة الفنية؛ فالسيطرة على التضخم وقرارات الفيدرالي القادمة ستمثل البوصلة التي تحدد إن كانت الأسعار ستواصل اختراق المستويات القياسية أم ستستقر في مناطق سعرية جديدة بانتظار أحداث عالمية أخرى.