قمة تاريخية جديدة.. أسعار الفضة تكسر حاجز 83 دولاراً للمرة الأولى عالمياً

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة خلال عام 2025 تسيطر على اهتمامات المستثمرين في الأسواق العالمية حالياً، خاصة مع التحركات الدراماتيكية التي شهدتها تداولات يوم الإثنين والتي تعكس حالة من الترقب الشديد للسياسات النقدية الأمريكية والتطورات الجيوسياسية المتسارعة، حيث سجلت أسعار المعادن مستويات قياسية تاريخية غير مسبوقة مدعومة بضعف الدولار الأمريكي وزيادة الطلب الصناعي المكثف والتوجه نحو الملاذات الآمنة في ظل المتغيرات الدولية الكبرى.

توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل تحركات السوق العالمية

شهدت الأسواق قفزة تاريخية حيث سجلت أسعار الفضة ارتفاعاً قوياً مكنها من تجاوز حاجز 80 دولاراً للأونصة للمرة الأولى في تاريخها؛ مما يعكس زخماً استثمارياً هائلاً منذ بداية العام الحالي؛ وقد قفز سعر الفضة الفوري بنسبة 3.8% ليصل إلى مستوى 82.15 دولار للأونصة بعد أن لامس ذروة تاريخية عند 83.62 دولار في وقت سابق من الجلسة، إلا أن ضغوط البيع وجني الأرباح أدت إلى تراجع الأسعار بنسبة تزيد عن 2% لتمحو المكاسب السريعة التي تحققت؛ وفي الوقت ذاته شهد سعر الذهب الفوري انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 4527.79 دولار للأونصة بعد أن كان قد حقق رقماً قياسياً جديداً عند 4549.71 دولار في الجلسة السابقة؛ بينما حافظت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم فبراير على استقرارها النسبي عند مستوى 4553.10 دولار للأونصة؛ وتأتي هذه التحركات في وقت يتذبذب فيه الدولار الأمريكي قرب أدنى مستوياته في شهرين، الأمر الذي يدعم توقعات أسعار الذهب والفضة لمواصلة رحلة الصعود رغم التصحيحات السعرية المؤقتة التي تفرضها آليات العرض والطلب.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والفضة والبلاتين

تستمد توقعات أسعار الذهب والفضة قوتها من أداء استثنائي خلال عام 2025، إذ نمت أسعار الفضة بنسبة مذهلة بلغت 181% منذ مطلع العام متفوقة بوضوح على أداء الذهب؛ ويرجع هذا التفوق إلى إدراج الفضة ضمن قائمة المعادن الأمريكية الأساسية وتزايد الطلب الصناعي في قطاع الطاقة المتجددة تزامناً مع نقص المخزونات؛ أما الذهب فقد صعد بنسبة 72% مدفوعاً بقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة والتوجهات نحو التيسير النقدي؛ ويوضح الجدول التالي مستويات الأسعار الحالية للمعادن الثمينة بناءً على آخر التحديثات:

المشهد الجيوسياسي وتأثيره على توقعات أسعار الذهب والفضة

تتأثر توقعات أسعار الذهب والفضة بشكل مباشر بالتصريحات السياسية والاقتصادية الكبرى، فمن الناحية الجيوسياسية صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود تقارب كبير مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي لإنهاء الحرب؛ وهو ما قد يغير من شهية المخاطرة لدى المتداولين؛ وعلى الجانب الاقتصادي لا تزال التوقعات تشير إلى خفض أسعار الفائدة لمرتين خلال العام المقبل؛ ومن المعروف تاريخياً أن الأصول التي لا تدر عائداً مثل الذهب والفضة تزدهر في بيئات الفائدة المنخفضة؛ ويمكن تلخيص العوامل الدافعة للسوق في النقاط التالية:

• سعي البنوك المركزية لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتنويع احتياطاتها.
• ارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالمعادن الثمينة بشكل ملحوظ.
• تزايد الطلب الاستثماري والصناعي على الفضة باعتبارها معدناً استراتيجياً.
• العلاقة الطردية بين التوترات السياسية العالمية والإقبال على الملاذات الآمنة.

ولم تقتصر التحركات على الذهب والفضة فقط، بل طالت المعادن الأخرى حيث تراجع البلاتين بنسبة 0.8% بعد بلوغ قمته، بينما سجل البلاديوم ارتفاعاً طفيفاً؛ لتبقى كافة البيانات الاقتصادية الكلية داعمة لاستمرار تذبذب وتصاعد توقعات أسعار الذهب والفضة في الأسابيع القادمة.

تظل مراقبة مستويات الدعم والمقاومة في الأسواق العالمية أمراً حيوياً لكل مهتم بمعرفة مستجدات توقعات أسعار الذهب والفضة؛ حيث إن التوازن بين قرارات الفيدرالي والتهدئة الجيوسياسية المحتملة سيحدد المسار القادم للمعدن الأصفر والعملة البيضاء بشكل حاسم.