خسائر المربون.. اتحاد منتجي الدواجن يكشف تداعيات تراجع أسعار الأسواق المحلية

توقعات أسعار الدواجن في مصر تشغل بال الملايين من المستهلكين والمربين على حد سواء في ظل التقلبات الاقتصادية الراهنة، حيث تُعد الدواجن الركيزة الأساسية والحل الاستراتيجي الأهم لتوفير البروتين الحيواني بأسعار مناسبة للمواطن المصري، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في تكاليف اللحوم الحمراء والأسماك التي جعلت الكثيرين يوجهون بوصلتهم الشرائية نحو الأسواق الداجنة لضمان تلبية احتياجات أسرهم الغذائية الضرورية، وهذا ما أكده محمود سليمان عضو اتحاد منتجي الدواجن في تصريحاته الأخيرة حول وضع السوق والارتباك الذي أصاب منظومة التسعير.

توقعات أسعار الدواجن في مصر وتكلفة الإنتاج الحقيقية

يشهد قطاع الثروة الداجنة في الوقت الحالي مرحلة حرجة تتطلب دراسة دقيقة للمتغيرات العالمية والمحلية، فبناءً على المعطيات التي كشف عنها محمود سليمان خلال مداخلته الهاتفية عبر فضائية الشمس، نجد أن الدواجن لم تكتفِ بكونها المصدر البروتيني الأول في مصر فحسب، بل أصبحت تهيمن على المركز الأول عالمياً في الآونة الأخيرة نتيجة تفوقها السعري وتوافرها المستمر مقارنة بالبدائل الأخرى، إلا أن هذه الريادة تأتي بضريبة قاسية يدفعها المنتجون في كواليس المزارع والمشروعات الإنتاجية الضخمة التي تمد السوق بالاحتياجات اليومية، حيث تظهر توقعات أسعار الدواجن في مصر فجوة واضحة بين السعر الذي يدفعه المستهلك وبين التكاليف التي يتكبدها المربون الذين يواجهون زيادات مستمرة في مدخلات الإنتاج الأساسية التي يبدأ منها مسار دورة التربية حتى الوصول ليد المشتري الأخير.

ويُمكن تلخيص بيانات التكلفة التشغيلية التي طرحها عضو اتحاد المنتجين في النقاط التالية لتوضيح حجم الأعباء:

  • تحتاج عملية إنتاج كيلو واحد من الدواجن إلى استهلاك نحو 3 كيلو جرام من الأعلاف المتنوعة.
  • تتراوح التكلفة الفعلية لإنتاج الكيلو الواحد في المزارع المصرية حالياً ما بين 65 إلى 75 جنيهاً.
  • يتحمل المربون تكاليف إضافية تشمل الأدوية البيطرية والطاقة والعمالة وسلاسل الإمداد اللوجستية.
  • يواجه القطاع ضغوطاً ناجمة عن اضطراب أسعار خامات الأعلاف المستوردة والمحلية بشكل دوري.

أزمات المربين وتأثيرها على توقعات أسعار الدواجن في مصر

إن التراجع الملحوظ في الأسعار داخل الأسواق المحلية لا يعكس بالضرورة استقراراً في منظومة الإنتاج، بل هو نتاج ضغوط تضطر المربين لبيع إنتاجهم بأسعار تقل بكثير عن التكلفة الفعلية المذكورة سابقاً، وهذا الوضع الذي وصفه اتحاد منتجي الدواجن بالخسائر الفادحة يضعف من قدرة صغار وكبار المربين على الاستمرار في الدورة الإنتاجية القادمة، ما قد يؤثر سلباً على توقعات أسعار الدواجن في مصر في المدى المتوسط والبعيد، فالمكسب الحالي للمستهلك الذي يحصل على بروتين رخيص يمثل عبئاً جسيماً يهدد استقرار السوق، ويخلق تحديات حقيقية أمام الحفاظ على توازن الإمدادات وتجنب حدوث أي صدمات مفاجئة في الكميات المعروضة مستقبلاً، وهو الأمر الذي يتطلب تدخلاً لموازنة المعادلة بين الربحية العادلة للمنتج والقدرة الشرائية للمواطن لضمان بقاء هذا القطاع الحيوي صامداً أمام الأزمات.

بند التكلفة القيمة التقديرية (جنيه)
تكلفة إنتاج كيلو الدواجن 65 – 75 جنيهاً
كمية العلف للكيلو الواحد 3 كيلو جرام
الفارق السعري (خسارة المنتج) متغير حسب سعر السوق

مستقبل الثروة الداجنة واستقرار الأسواق المحلية

تسعى الدولة جاهدة عبر وزارة الزراعة لتخفيف حدة هذه الأزمات من خلال طرح دواجن وبيض مائدة بأسعار مخفضة في منافذها بالعاصمة الإدارية وغيرها، حيث تصل نسبة التخفيضات أحياناً إلى 25% لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، بينما تظل توقعات أسعار الدواجن في مصر مرهونة بمدى قدرة السوق على استيعاب الخسائر الحالية للمربين دون خروجهم من المنظومة، فبعد وصول الأسعار إلى مستويات متدنية لم تشهدها الأسواق منذ نحو 33 شهراً، يترقب الجميع مصير التسعير مع اقتراب مواسم الطلب المرتفع مثل شهر رمضان، وهو ما يتطلب تكاتفاً بين كافة الأطراف لضمان استدامة الإنتاج وتوفير بيئة عمل عادلة تحمي المنتج من الإفلاس وتوفر للمواطن احتياجاته الغذائية بأمان وثبات.

تظل توقعات أسعار الدواجن في مصر موضوعاً حيوياً يتأثر بكافة المتغيرات من أسعار الصرف إلى توافر الذرة والصويا، حيث يأمل المربون في الوصول إلى نقطة تعادل تحميهم من الخسائر الفادحة التي أشار إليها محمود سليمان، وذلك لضمان تدفق البروتين الحيواني وتجنب أي قفزات سعرية قد ترهق ميزانية الأسر المصرية في الفترات القبلة.