إغلاق المجمعات التجارية.. احتجاجات في سوق طهران بعد قفزة مفاجئة لأسعار الدولار الأمريكي

احتجاجات سوق طهران وتدهور العملة الإيرانية أصبحت العنوان الأبرز في المشهد الاقتصادي الحالي، حيث شهدت العاصمة الإيرانية موجة من الإغلاقات الواسعة للمحال التجارية والمراكز الحيوية؛ وذلك اعتراضاً على الانهيار المتسارع في قيمة التومان أمام الدولار الأمريكي، مما دفع التجار وأصحاب الأعمال في مراكز التسوق الشهيرة إلى تعليق أنشطتهم، في خطوة تعكس حجم الضغط المعيشي والاقتصادي الذي يواجهه الشارع الإيراني في ظل تقلبات السوق السوداء للصرف.

أسباب اندلاع احتجاجات سوق طهران وتدهور العملة الإيرانية

انطلقت شرارة الغضب من قلب المراكز التجارية الكبرى المتخصصة في التكنولوجيا والهواتف الذكية، حيث قرر أصحاب المحال في مجمع “علاء الدين” الشهير ومركز “چارسو” التجاري غلق أبوابهم تماماً يوم الأحد؛ وذلك بسبب عدم قدرة التجار على تحديد أسعار السلع في ظل التذبذب الحاد في سوق الصرف، فالأوضاع الاقتصادية المتردية جعلت من الصعب استمرار حركة البيع والشراء بشكل طبيعي أو التنبؤ بمستقبل العملة المحلية؛ الأمر الذي دفع المحتجين داخل مجمع علاء الدين إلى رفع وتيرة الضغط من خلال ترديد هتافات وطنية وحماسية تدعو الجميع للثبات وعدم الخوف، مع التأكيد على وحدة صف التجار في مواجهة هذه الأزمة الخانقة التي طالت أرزاقهم ومدخراتهم بشكل مباشر، كما وجهوا دعوات صريحة لبقية الزملاء في الأسواق المجاورة للانضمام إلى هذا الحراك وشمول الإغلاق لمناطق أوسع في قلب العاصمة.

خريطة انتشار احتجاجات سوق طهران وتدهور العملة الإيرانية

لم تقتصر هذه التحركات على مراكز الهواتف فحسب، بل امتدت رقعة الاضطرابات لتشمل مناطق تجارية استراتيجية أخرى تعكس شمولية الأزمة الاقتصادية وتجذرها، حيث وثقت مقاطع مصورة انضمام التجار في شارع الجمهورية الذي يعد شريان التجارة بوسط المدينة إلى الإضراب، بالإضافة إلى سوق “شوش” الواقع جنوبي العاصمة والذي يمثل ثقلاً تجارياً كبيراً، لتعم حالة من الركود الإجباري بفعل التوقف الجماعي عن العمل؛ حيث حث المحتجون جيرانهم من أصحاب المتاجر على الخروج إلى الشارع والتعبير عن رفضهم للسياسات المالية الحالية، ويمكن رصد ملامح هذا الانخفاض الحاد في القيمة الشرائية للعملة من خلال البيانات التالية التي توضح التغيرات السعرية للدولار في السوق الحرة خلال فترات زمنية قصيرة:

الفترة الزمنية سعر صرف الدولار (بالتومان) الحالة السوقية
قبل شهر واحد 114,000 تومان بداية عدم الاستقرار
يوم السبت (اليوم السابق) 137,000 تومان تسارع وتيرة الانهيار
يوم الأحد (يوم الاحتجاج) 144,000 تومان تجاوز مستويات قياسية

توابع احتجاجات سوق طهران وتدهور العملة الإيرانية على التجار

ترتب على هذا التدهور الدراماتيكي في سعر الصرف حالة من الشلل التام في الأسواق، فالتجار لم يكتفوا بالإغلاق بل ركزوا في حراكهم على المطالبة بحلول جذرية للأزمة المالية، وتتلخص أبرز مطالبهم وظروفهم الحالية في النقاط التالية:

  • المطالبة بتثبيت نسبي لسعر الصرف لتمكينهم من استيراد البضائع وتسعيرها.
  • الاحتجاج على تآكل رؤوس الأموال بسبب الفارق الكبير في السعر بين يوم وآخر.
  • الدعوة إلى تكاتف جميع القطاعات المهنية في شارع الجمهورية وسوق شوش لمنع الانهيار الكامل.
  • رفض السياسات الاقتصادية التي أدت لوصول الدولار إلى عتبة 144 ألف تومان.

إن تصاعد النبرة الجماهيرية واستخدام شعارات مثل “نحن جميعاً معاً” يشير إلى أن الأزمة لم تعد مجرد أرقام في شاشات الصرف، بل تحولت إلى حراك يمس جوهر الاستقرار المجتمعي في طهران؛ فالفجوة السعرية التي اتسعت بمقدار 30 ألف تومان خلال شهر واحد أدت إلى توقف صفقات تجارية كبرى وزادت من مخاوف الإفلاس بين صغار الكسبة؛ وهو ما يفسر استجابة تجار سوق شوش السريعة لدعوات الإضراب والتواجد الميداني في الشوراع لضمان وصول صوتهم لأصحاب القرار الاقتصادي.

يعكس هذا المشهد المتوتر في قلب العاصمة حالة من اليأس لدى الطبقة التجارية التي ترى أن سبل العيش مهددة بشكل حقيقي، فالسوق الذي كان يضج بالحركة بات اليوم شبه خاوٍ إلا من أصوات المطالبين بالتغيير؛ حيث يبقى صعود الدولار لأكثر من 144 ألف تومان المحرك الأساسي لهذا الغضب الشعبي المتنامي في كل زاوية.