تقرير سبائك.. المستثمرون الأفراد يقودون الذهب والفضة نحو مستويات قياسية جديدة

توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة باتت هي المحرك الأساسي لقرارات المستثمرين في الوقت الراهن؛ حيث تشير التقارير والأرقام الميدانية إلى أن الأفراد والمؤسسات الكبرى يسابقون الزمن لتأمين محافظهم المالية عبر الذهب والفضة، لا سيما بعد الارتفاعات القياسية التي شهدها المعدن الأصفر وتجاوزت كافة التوقعات الاقتصادية المسبقة بفارق كبير جداً يثير الحيرة والاهتمام.

توقعات أسعار الذهب والفضة ودور المستثمرين الأفراد

يرى محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة سبائك، أن المشهد المالي الحالي يؤكد بأن المستثمرين الأفراد هم القوة الدافعة الحقيقية وراء صعود الذهب والفضة في الأسواق العالمية؛ وذلك بالرغم من وجود حالة من التوجس الدائم من إمكانية حدوث تصحيح سعري كبير قد يغير المسارات القصيرة الأجل، إلا أن الرغبة في التحوط غلبت المخاوف التقنية من تقلبات السعر المفاجئة؛ كما لفت صلاح خلال حديثه مع قناة العربية Business إلى أن ما يشهده الذهب هذا العام قد كسر كافة الحواجز المتوقعة سابقاً، مشدداً على أن هذه التحركات السعرية لم تأتِ من فراغ بل هي نتاج تراكمات اقتصادية معقدة جعلت من المعدن الثمين الخيار الأول للباحثين عن الاستقرار المالي في بيئة عالمية تتسم بعدم اليقين التام.

أسباب ارتفاع أسعار المعادن وتوقعات أسعار الذهب والفضة

هناك مجموعة من العوامل المتشابكة التي عززت من قوة توقعات أسعار الذهب والفضة ودفعتها لمستويات تاريخية غير مسبوقة خلال العام الجاري؛ إذ لعبت بورصة شنغهاي دوراً محورياً في هذا الصعود بعد ظهور عجز واضح في قدرة المركز على تسليم طلبات مشتريات الفضة، وهو ما أدى لزيادة الضغط الشرائي وارتفاع الأسعار بشكل حاد وسريع؛ كما أن الصين اتخذت خطوات لتقييد صادراتها من الفضة وهي خطوة وصفها الخبراء بأنها مؤقتة لكن أثرها كان عميقاً في السوق العالمي، وفي خضم هذه التحولات طرح المحلل كارتر وورث رؤية فنية مغايرة تشير إلى أن الوقت قد حان للتخلي عن حيازات الفضة والتوجه المكثف نحو شراء الذهب لضمان المكاسب واستباق أي تقلبات حادة قد تضر بالمستثمر الصغير أو الكبير على حد سواء.

• تحقيق الذهب ارتفاعاً قياسياً تجاوز مستوى 4,530 دولاراً للأونصة خلال عام 2025.
• استمرار البنوك المركزية، وخصوصاً الصينية، في تكديس سبائك الذهب لمدة 13 شهراً متتالية.
• تراجع الثقة العالمية في العملات الورقية التقليدية واللجوء للمعادن كملاذ آمن وحيد.
• ارتفاع الذهب بنسبة 65% خلال عام واحد فقط مقارنة بإغلاقات نهاية 2024.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على توقعات أسعار الذهب والفضة

لم يكن السعي وراء الأرباح المباشرة هو المحرك الوحيد الذي عزز توقعات أسعار الذهب والفضة في العام الحالي؛ بل إن الهروب من المجهول السياسي والمالي كان الدافع الأكبر للكثيرين، حيث أوضح تقرير بلومبرغ أن الحروب التجارية المستعرة والضغوط السياسية المعقدة على استقلالية البنوك المركزية العالمية قد خلقت حالة من الهلع المشروع؛ ما دفع المستثمرين لاعتبار الذهب والفضة بمثابة درع واقٍ ضد العجز المالي المتزايد للحكومات الكبرى والديون السيادية التي بلغت مداها، وبالإضافة إلى تلك الملفات الشائكة، يبرز الحديث المستفيض عن وجود فقاعة محتملة في قطاع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر قد يستمر الجدل حوله لفترة طويلة ويجعل من المعادن الثمينة المستفيد الأكبر من أي انهيار مرتقب في قطاع أسهم التكنولوجيا في بورصة وول ستريت.

استمرار النهج الصيني في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي سيبقى عنصراً حاسماً في صياغة توقعات أسعار الذهب والفضة للعام القادم 2026؛ فالبنوك المركزية لا تزال ترى في السبائك المادية الضمانة الوحيدة لمواجهة المخاطر الجيوسياسية المتقلبة، وهذا التوجه المؤسسي يمنح السوق زخماً قوياً يحمي المستثمرين من تداعيات التضخم المفرط أو أي انهيارات مفاجئة في النظام المالي العالمي المترابط بشكل هش.