مستوى قياسي جديد.. الدولار يتجاوز 142 ألف تومان في أسواق طهران اليوم

سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة بإيران يشهد اليوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من ديسمبر لعام 2025 ارتفاعاً غير مسبوق تجاوز كافة التوقعات الاقتصادية السابقة، حيث اخترقت العملة الأمريكية حاجزاً نفسياً وتاريخياً بوصولها إلى مستوى 142 ألف تومان في تعاملات العاصمة طهران، وهذا التسارع الدراماتيكي الذي سُجل خلال وقت قياسي لم يتجاوز الساعتين عكس حالة من الاضطراب العميق في المشهد المالي الإيراني، وسط مؤشرات تقنية واقتصادية تؤكد استمرار تدهور القيمة الشرائية للعملة المحلية بشكل مقلق للغاية لجميع المواطنين والمستثمرين على حد سواء.

أسباب قفزة سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة والعملات الأجنبية

إن التغيرات المتسارعة التي طرأت على الاقتصاد الإيراني لم تقتصر فقط على العملة الخضراء، بل امتدت لتشمل كافة سلة العملات الأجنبية الرئيسية التي سجلت أرقاماً قياسية في التداولات الصباحية بقلب طهران، فقد صعد سعر اليورو ليلامس مستويات 167 ألفاً و140 تومان؛ مما يعكس حجم الانهيار المتتالي في جدار الصد المالي الوطني الذي يحاول البنك المركزي الحفاظ عليه، وبذات الوتيرة التصاعدية تحرك الجنيه الإسترليني ليتراوح ما بين 191 ألفاً و850 و192 ألف تومان؛ وهو ما يشير بوضوح إلى أن الضغوط الاقتصادية الحالية تفوق قدرة الأدوات النقدية التقليدية على لجم التصاعد المستمر في سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة وما يتبعه من تضخم عابر للقطاعات.

انهيار العملة وتأثير سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة على الذهب

لم يقف سوق المعادن الثمينة بمنأى عن هذه العاصفة المالية، بل استجاب بشكل فوري وعنيف لارتفاع سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة، حيث سجلت “سكة الإمامي” الشهيرة قفزة تاريخية هي الأعلى في تاريخها على الإطلاق بوصولها إلى 166 مليوناً و800 ألف تومان، وهذه الزيادة الصارخة التي قدرت بنحو عشرة ملايين تومان في غضون أربع وعشرين ساعة فقط تعكس رغبة الجامحين في الحفاظ على رؤوس أموالهم عبر الذهب، كما اقترب سعر غرام الذهب من حاجز الستة ملايين تومان؛ مما يعزز فرضية انعدام الثقة في العملة الورقية المحلية واتجاه المدخرين نحو الأصول الملموسة لتفادي التآكل المستمر في مدخرات المعيشة وتأمين مستقبلهم المالي في ظل غياب أي بوادر انفراجة قريبة.

التداعيات الاقتصادية لاستمرار صعود سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة

تؤكد التقارير الواردة من وسائل الإعلام الإيرانية المحلية أن هناك مخاوف متجذرة من تفاقم الأزمة المعيشية نتيجة هذا الاضطراب، فالارتباط الوثيق بين سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة وبين أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية يجعل من الصعوبة بمكان السيطرة على معدلات الفقر المتزايدة، وبناءً عليه يمكن رصد مجموعة من النقاط الجوهرية التي تصف واقع الحال في السوق الإيراني وتوقعات المتداولين للفترة القادمة:

• الخوف من غياب أي مؤشرات حقيقية على استقرار قريب في أسواق الصرف الأجنبي المحلية.
• تزايد الطلب الفردي والمؤسسي على العملات الصعبة كوسيلة وحيدة للتحوط من التضخم المفرط.
• تسجيل سكة الإمامي مستويات سعرية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الاقتصاد الإيراني الحديث.
• التأثير المباشر لأسعار الذهب العالمية والمحلية على حركة التجارة الداخلية في البازار الكبير.
• ارتباك في عمليات التسعير لدى تجار الجملة والتجزئة بسبب التذبذب اللحظي في قيمة العملة.

إن التحولات الحادة في سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة خلقت حالة من الضبابية التي تحيط بمستقبل القطاع الخاص والقدرة الشرائية للمواطن البسيط، ومع وصول سعر سكة الإمامي إلى مستويات فلكية مقارنة بالدخل السنوي للأفراد؛ أصبحت الفجوة الطبقية تنذر بتداعيات اجتماعية واقتصادية بالغة التعقيد يصعب تجاوزها دون إصلاحات فورية وهيكلية، فالمؤشرات الراهنة لا تزال توحي باستمرار الموجة الصاعدة ما لم تتدخل القوى السياسية والنقدية لتهدئة روع الأسواق المتوترة التي تترقب كل لحظة تحركاً جديداً في شاشات التداول غير الرسمية.

وتظل مراقبة سعر الدولار مقابل التومان في السوق الحرة هي الشغل الشاغل للعامة والخبراء، حيث إن كل زيادة طفيفة في أرقام الصرف تترجم فوراً إلى أعباء إضافية تنهك كاهل الاقتصاد الوطني والأسرة الإيرانية، مما يجعل من سيناريوهات الاستقرار مجرد فرضيات بعيدة المدى في ظل المعطيات الميدانية المتصاعدة التي يشهدها سوق طهران المالي اليوم.