زيادة 265 جنيها.. قفزة جديدة في أسعار الذهب بمصر خلال أسبوع واحد فقط

أسعار الذهب في مصر تشهد في الآونة الأخيرة تحولات غير مسبوقة وتحركات سعرية لافتة استقطبت اهتمام شريحة واسعة من المستثمرين والمواطنين الراغبين في حفظ مدخراتهم، حيث أعلنت شعبة الذهب والمعادن الثمينة التابعة باتحاد الصناعات المصرية عن تسجيل قفزات قوية في قيمة المعدن الأصفر داخل الأسواق المحلية خلال تعاملات الأسبوع المنصرم؛ وهذه الارتفاعات تأتي مدفوعة بشكل مباشر بالصعود التاريخي والقياسي لأسعار الأوقية في البورصات العالمية، بالتزامن مع حالة من الهدوء والاستقرار النسبي في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري في القطاع المصرفي الرسمي، مما جعل التحرك العالمي هو المحرك الأوحد والأساسي لتحديد القيمة السعرية محلياً.

أسباب تغير أسعار الذهب في مصر وعلاقتها بالبورصة العالمية

تأثرت أسعار الذهب في مصر بشكل عميق بالأداء الاستثنائي للذهب عالمياً والذي واصل رحلة صعوده للأسبوع الثالث على التوالي، حيث يرجع المحللون هذا الزخم الصاعد إلى تنامي الطلب على المعدن النفيس بصفته الملاذ الآمن الأكثر موثوقية في أوقات الأزمات؛ خاصة مع تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية على الساحة الدولية ونشوء خلافات دبلوماسية واقتصادية حادة بين الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا، إذ تسببت الضغوط الأمريكية الممارسه على صادرات النفط الفنزويلية في إثارة مخاوف حقيقية لدى الأسواق العالمية بشأن استقرار إمدادات الطاقة، وهو ما دفع كبار المستثمرين والصناديق السيادية إلى زيادة حيازاتهم من الذهب للتحوط ضد تقلبات العملات وتراجع مستويات الدولار الأمريكي، وهذا المشهد الدولي انعكس بدقة على حركة الصاغة المصرية التي باتت تتبع الأونصة العالمية في كل تحركاتها السعرية صعوداً وهبوطاً.

تحليل أداء الذهب وتوقعات أسعار الذهب في مصر

تشير البيانات الصادرة عن اتحاد الصناعات إلى أن أسعار الذهب في مصر لعيار 21، وهو العيار الأكثر تداولاً وطلباً في السوق المصري، قد نجحت في الاستقرار فوق الحاجز النفسي الهام البالغ 6000 جنيه للجرام الواحد؛ وذلك بعد أن تمكنت القوى الشرائية من جمع زخم كاف واختراق هذا المستوى خلال الأيام القليلة الماضية، ويراقب الخبراء والمتعاملون في السوق المحلي حالياً تحركات السعر بحذر وترقب لاختبار مستوى المقاومة القادم عند 6050 جنيهاً للجرام في الفترة القريبة المقبلة، خاصة وأن السعر سجل خلال الأسبوع الماضي أعلى نقطة له عند 6040 جنيهاً بينما كانت أدنى نقطة تداول عند 5775 جنيهاً، مما يظهر بوضوح مدى قوة الموجة الصاعدة التي سيطرت على تداولات الذهب وأدت إلى زيادة قيمة الجرام بمقدار 265 جنيهاً في غضون أيام معدودة فقط.

• تحقيق أرقام قياسية جديدة للذهب عالمياً وتجاوز مستوى 4500 دولار للأونصة.
• ثبات أسعار صرف العملات الأجنبية في البنوك المصرية مما قلل من عوامل التذبذب المحلي.
• تزايد حدة الصراعات السياسية الدولية وتأثيرها المباشر على قرارات المستثمرين للتحول نحو الذهب.
• تطلع السوق المحلي لاختبار مستويات سعرية جديدة تتجاوز 6050 جنيهاً لعيار 21.

المستويات الفنية المؤثرة على أسعار الذهب في مصر عالمياً

ارتبطت أسعار الذهب في مصر بالنجاح الكبير الذي حققه الذهب العالمي في اختراق المستوى النفسي الحرج عند 4500 دولار للأونصة، ورغم تواجد المؤشرات الفنية للأسعار العالمية في مناطق تعتبر “تشبعاً شرائياً”؛ إلا أن الزخم الصاعد ما يزال قوياً بما يكفي ليستهدف مستوى المقاومة التالي عند 4550 دولاراً للأونصة، حيث سجل السوق العالمي أعلى مستوى تاريخي له بالفعل عند هذا الرقم قبل أن يغلق تداولات الأسبوع عند مستوى 4533 دولاراً، وهذا الارتباط الوثيق يؤكد أن أي تغير في السياسة النقدية الأمريكية أو هدوء في التوترات السياسية سيلقي بظلاله فوراً على الصاغة في القاهرة، إذ يظل الذهب هو المعيار الأول لقياس استقرار القوة الشرائية في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة التي تعصف بالأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء.

تستمر أسعار الذهب في مصر في جذب الأنظار مع ترقب الجميع لما ستسفر عنه تداولات الأسبوع الجديد في البورصات العالمية، خاصة مع استمرار العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تدعم بقاء المعدن الأصفر عند مستوياته المرتفعة الحالية فوق حاجز الستة آلاف جنيه للجرام.