لراحة قلبك.. أدعية صباحية مختارة تمنحك الطمأنينة والسكينة في يومك الجديد

دعاء الصباح اليوم هو الوسيلة التي يفتتح بها المسلم يومه طلباً للسكينة والبركة من الخالق عز وجل؛ فمن يحرص على ترديده يجد في يومه انشراحاً في الصدر وتيسيراً في الرزق، ومع إشراقة يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من شهر ديسمبر لعام ألفين وخمسة وعشرين، تتسارع القلوب لذكر الله ومناجاته أملاً في فتح أبواب الرحمة والخير، حيث يمثل دعاء الصباح اليوم محطة إيمانية تتجدد فيها الروح لتبدأ مسيرة عملها بتوكل وتفويض كامل لله القوي المتين.

أفضل صيغ دعاء الصباح اليوم للرزق والراحة

يتوجه المسلمون في شتى بقاع الأرض بالبحث عن دعاء الصباح اليوم ليكون حصناً لهم من شتات الأمر وضيق الصدور؛ فيدعو العبد ربه قائلاً: “اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه ومن شر ما بعده”، كما يسأل الله أن يكتب له في تلك الساعات المباركة حسنات تضيء الدرب وتسعد القلب، وتكفيه شرور الخلق وما خُلق، مع التضرع بأن يهبه الله وعباده أجمعين من فيض رحمته وواسع رزقه وتيسير كل أمر عسير، داعياً للأحبة بأن يكونوا في حرز الله وحفظه وجواره، وأن يلبسهم ثياب الصحة والعافية ويتقبل منهم أحسن الأعمال، سائلاً المولى أن يرزق القلوب راحة وثباتاً بين يديه ويشفي كل مريضة ومريض ويرحم من رحلوا عن دنيانا ليجاوروا الكريم المنان، مستعيناً بقوله تعالى: “رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري”، آملاً أن يسخر الله له ما يعلم أنه خير خالص له في دينه ودنياه.

يتضمن دعاء الصباح اليوم مجموعة من المأثورات التي تفتح مغاليق الأبواب، والتي يمكن تلخيص بعضها في الجدول التالي:

أذكار الصباح مكتوبة لنيل الأجر والثواب

عند البحث عن دعاء الصباح اليوم نجد أن الأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحتل مكانة عظيمة؛ فمن قال “اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر” حين يصبح فقد أدى شكر يومه كاملاً، وكذلك نردد “أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر”، ولا ننسى الصلاة على النبي عشر مرات لإدراك شفاعته يوم القيامة، مع المداومة على الاستغفار وقول “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه”، وكلمة التوحيد التي هي مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة.

وتبرز أهمية دعاء الصباح اليوم أيضاً في غرس معاني القناعة والرضا في النفوس؛ فيناجي المؤمن ربه قائلاً: “اللهم في هذا الصباح ارزقنا الرضا والقناعة بما قسمت لنا، واجعلنا من الشاكرين لنعمك علينا”، ويسأله من سعة القلب وقوة النفس ما يجعله قادراً على مواساة الضعيف والملهوف والحزين، لتكون هذه الأعمال الصالحة هي قرة عينه وسلوة حياته، متوجهاً إلى الله الذي يقول للشيء كن فيكون بألا يرده خائباً، وألا يصرفه عن بحر جوده خاسراً، بل يفتح له أبواب الإجابة التي لا تُرد، ويهبه رزقاً حلالاً لا يُعد، ويجعل له من كل هم مفرجاً ومن كل كرب مخرجاً، فالدعاء في الصباح هو النور الذي يملأ القلب بالأمل المشرق والسكينة التامة.

دعاء الصباح اليوم القصير والمستجاب

يفضل الكثيرون ترديد دعاء الصباح اليوم بصيغ قصيرة وشاملة تحمل في طياتها معاني العبودية والاعتراف بفضل الخالق؛ ومن أهمها سيد الاستغفار: “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”، كما نردد طلباً للعافية: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”، وتستمر الابتهالات لتشمل الاستغاثة بالحي القيوم لإصلاح الشأن كله وعدم الوكال إلى النفس طرفة عين، والاستعاذة من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال.

تشمل قائمة الأدعية القصيرة والمؤثرة في حياة المسلم العناصر التالية:

• قول “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله” في كل صباح لترتيب شؤون الحياة.
• الدعاء بالعلم النافع والرزق الطيب والعمل المتقبل الذي يرفع الدرجات عند الله.
• سؤال الله العافية في البدن والسمع والبصر والتوحيد الخالص لله وحده لا شريك له.
• الاستعاذة بكلمات الله التامات من شر ما خلق ومن عذاب القبر ومن الكفر والفقر.
• طلب الفتح والنصر والنور والبركة والهداية في مطلع كل فجر جديد يشرق على العباد.

إن ترديد دعاء الصباح اليوم ليس مجرد كلمات تُقال؛ بل هو تجديد للعهد مع الله وتذكير للنفس بأن الأرزاق بيد خالقها وحده، فكما يغتنم المسلم بركة شهر رجب ويناجي ربه عند سقوط الأمطار بقول “اللهم اجعله سقيا رحمة”، فإنه يجعل من دعاء الصباح اليوم بداية مشرقة تملأ أيامه بالرضا والعمل الصالح، فالتوجه إلى الله بعزته وجلاله ألا يصعّب حاجة ولا يعظّم أمراً هو غاية المبتغى لنيل الفلاح في الدارين.