تحديث الصرف الآن.. أسعار الدولار في عدن وصنعاء خلال تعاملات الأحد وبداية الأسبوع

سعر الدولار مقابل الريال اليمني في عدن وصنعاء شهد خلال الساعات الأولى من تعاملات اليوم الأحد الموافق 28 ديسمبر 2025 تحركات واضحة ومتباينة بين المحافظات اليمنية الكبرى، حيث عكست هذه التغيرات طبيعة الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة التي تحكم المشهد المحلي وتؤثر في قيمة العملة، ويحرص المواطنون والقطاع التجاري على رصد هذه التحديثات بدقة متناهية كونها المحرك الأساسي لأسعار السلع والخدمات وتكلفة المعيشة اليومية، فضلًا عن دورها المحوري في تحديد قيمة الحوالات المالية المنفذة بين المناطق المختلفة داخل البلاد.

استقرار سعر الدولار مقابل الريال اليمني في عدن خلال تعاملات اليوم

اتسمت أسواق الصرف في العاصمة المؤقتة بنوع من الثبات النسبي الملحوظ، إذ استقر سعر الدولار مقابل الريال اليمني في عدن عند مستويات شراء بلغت 885 ريالاً ومستويات بيع وصلت إلى 895 ريالاً، ويأتي هذا الهدوء السعري بعد سلسلة من الاضطرابات والتذبذبات الحادة التي طفت على سطح التعاملات خلال الأسبوع المنصرم؛ مما يعطي إشارة إيجابية حول انتظام حركة التداول في الأسواق التجارية المحلية وقدرتها على استيعاب تزايد الطلب، ويشير مراقبون للسوق المالي إلى أن استدامة هذا الاستقرار مرهونة بتدفق حوالات المغتربين المالية التي تلعب دور الصمام لتحقيق التوازن بين العرض الكلي والطلب الفعلي على العملة الصعبة، كما أن انتظام سلاسل الإمداد وتوفر السلع الأساسية ساهم بشكل مباشر في تخفيف الضغط على العملة المحلية في هذه المنطقة، وهو ما منح القوة الشرائية للمواطنين قدرًا من الحماية المؤقتة أمام موجات التضخم المتصاعدة التي كادت أن تعصف بالاستقرار النقدي في عدن لولا وجود بعض المؤشرات الاقتصادية الداعمة لتحسن نشاط السوق.

ارتفاع سعر الدولار مقابل الريال اليمني في صنعاء والمؤشرات الاقتصادية

على صعيد متصل، سجلت أسواق الصرف في العاصمة صنعاء منحنى تصاعديًا طفيفًا، حيث تحرك سعر الدولار مقابل الريال اليمني في صنعاء ليصل إلى 890 ريالاً لعمليات الشراء و900 ريال لعمليات البيع، وهذا الفارق السعري يعكس حجم الضغوط المالية الخانقة التي تواجهها المنطقة نتيجة نقص السيولة النقدية المتاحة في خزائن المصارف ومحلات الصرافة، إلى جانب التبعات الثقيلة للأحداث السياسية والأمنية الأخيرة التي ألقت بظلالها القاتمة على حركة الأموال، ويرى خبراء الاقتصاد أن الفجوة السعرية بين صنعاء وعدن تبرز بوضوح تداعيات الانقسام النقدي القائم، فبينما تحاول عدن الحفاظ على توازنها بفضل التحويلات المستمرة؛ تظل صنعاء رهينة لقيود مالية مشددة تعيق التدفق الطبيعي للعملات الأجنبية؛ مما يدفع التجار والمستثمرين إلى التحوط الدائم عبر شراء الدولار، وهو أمر قد يؤدي مستقبلاً إلى تغيرات حادة إذا ما طرأت أي تعديلات جوهرية على السياسات النقدية المتبعة أو في حال حدوث اضطراب جديد في شبكة التحويلات المالية الداخلية.

العوامل المتحكمة في سعر الدولار مقابل الريال اليمني بالسوق المحلي

هناك مجموعة من الركائز الأساسية التي تتدخل في رسم مسار سعر الدولار مقابل الريال اليمني بشكل يومي وتحدد اتجاه البوصلة السعرية للعملات، ويمكن تلخيص أبرز هذه المؤثرات في النقاط التالية وفق رؤية المحللين الميدانيين:

• حجم ونشاط التحويلات المالية الواردة من اليمنيين المغتربين في الخارج والتي تمثل الرافد الأول للعملة الصعبة.
• مستوى السيولة النقدية المتوفرة في الأسواق المحلية ومدى قدرة البنوك على الوفاء بالتزامات التجار.
• تأثير معدلات التضخم السنوية وارتفاع أسعار المواد التموينية والسلع المرتبطة بالاستيراد المباشر.
• الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة التي تنعكس مظاهرها على ثقة المتعاملين في العملة الوطنية وقيمتها.

ويراقب المستثمرون والشركات الكبرى هذه العوامل بشكل لحظي لاقتناص التوقيتات المثالية لإتمام الصفقات التجارية الكبرى، إذ أن أي تصريح سياسي أو تقرير اقتصادي مفاجئ قد يقلب الطاولة ويؤدي إلى قفزات سريعة في سعر الدولار مقابل الريال اليمني، وهو ما يجعل التوقعات تتجه نحو استمرار حالة التذبذب الحذر خلال الفترة القادمة بانتظار استقرار النشاط الاقتصادي وتوافر السيولة الكافية لتغطية احتياجات السوق المتنامية؛ مما يضع المواطن اليمني في حالة ترقب دائم لأي تحديثات جديدة تطال أسعار الصرف لضمان إدارة ميزانيته المحدودة بوعي وسط هذه المتغيرات المتسارعة التي يعيشها اليمن حاليًا.