سعر قياسي جديد.. الذهب يتجاوز حاجز 4500 دولار مع إغلاق تعاملات الأسبوع

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة خلال عام 2025 تشير إلى مرحلة غير مسبوقة من المكاسب التاريخية التي تسيطر على الأسواق العالمية حالياً، حيث استطاع المعدن الأصفر كسر كافة الحواجز النفسية لينهي تداولات الأسبوع الأخير محققاً قفزات نوعية تجاوزت مستوى 4500 دولار للأونصة الواحدة؛ وهو أمر يعكس حالة التهافت الكبير من المستثمرين على التحوط والبحث عن ملاذات آمنة وسط تقلبات اقتصادية وجيوسياسية متسارعة تضرب الساحة الدولية، بينما تترقب الأسواق المالية العالمية المزيد من التحركات في السياسة النقدية الأميركية التي تلعب دوراً محورياً في توجيه بوصلة الصعود والاحتفاظ بالزخم الشرائي القوي الذي شهده المعدن الثمين منذ بدايات السنة الحالية.

العوامل المحركة لارتفاع توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

إن القفزة الهائلة التي سجلها الذهب بنسبة وصلت إلى 72% منذ مطلع العام الحالي لم تأتِ من فراغ؛ بل كانت نتيجة تضافر مجموعة من العوامل الاقتصادية المعقدة التي عززت من جاذبيته، حيث ساهمت قرارات خفض أسعار الفائدة الأميركية والتوقعات المستمرة بمزيد من التيسير النقدي في تقليص تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائداً دورياً، كما لعب الغموض الجيوسياسي دوراً حاسماً في دفع الصناديق الاستثمارية والبنوك المركزية نحو تعظيم حيازاتها من السبائك بعيداً عن تقلبات الدولار والأوراق المالية التقليدية، ويتضح من حركة التداول أن الطلب الصناعي المتزايد ونقص المخزونات العالمية ساهما بشكل مباشر في جعل توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة تتصدر عناوين الأخبار المالية يومياً، خاصة مع دخول الفضة في القوائم الأمريكية للمعادن الحرجة والحيوية للصناعات الحديثة.

أداء الملاذات الآمنة ومستويات الأسعار القياسية المسجلة

سجلت الأسواق خلال جلسة الجمعة الأخيرة مستويات تاريخية جديدة تعكس قوة الاندفاع في توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة؛ إذ صعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليصل إلى 4502.75 دولار بعد أن كان قد لامس قمة 4530.60 دولار، وفي سياق متصل ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير لتستقر عند 4533.60 دولار للأونصة وفق التقارير الصادرة عن وكالة رويترز، بينما انفجرت أسعار الفضة صعوداً بنسبة 3.4% لتستقر عند 74.35 دولار بعد أن سجلت أعلى رقم في تاريخها عند 75.14 دولار؛ مما يؤكد أن الفضة تفوقت في أدائها وبفارق كبير على الذهب حيث نمت قيمتها بنسبة مذهلة بلغت 158% منذ بداية عام 2025، وتوضح أداة “فيد ووتش” أن المستثمرين يراهنون على خفضين إضافيين لأسعار الفائدة في العام المقبل؛ مما يدعم استمرار هذه الموجة الصاعدة.

المعدن النفيس السعر القياسي المسجل (دولار) نسبة الارتفاع السنوي
الذهب (المعاملات الفورية) 4530.60 دولار 72%
الفضة (المعاملات الفورية) 75.14 دولار 158%
البلاتين 2413.62 دولار 8% (قفزة أخيرة)
البلاديوم 1757.25 دولار 4.4% (ارتفاع أسبوعي)

نمو الطلب المؤسسي وتأثيره على توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

تتجه أنظار المحللين نحو سلوك المصارف المركزية التي تسعى جاهدة لتقليل اعتمادها على العملة الخضراء عبر زيادة وتيرة شراء الذهب؛ وهو توجه استراتيجي عزز من ثبات الأسعار فوق مستويات الدعم التاريخية، إضافة إلى ذلك شهدت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) ارتفاعاً ملحوظاً في حجم حيازاتها؛ مما وفر سيولة ضخمة دعمت استمرار المسار الصاعد لفترة أطول مما كان متوقعاً، وفيما يخص المعادن الأخرى التي تدخل ضمن توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة فقد استطاع البلاتين والبلاديوم اللحاق بقطار الارتفاعات من خلال تحقيق مكاسب قوية جداً استجابة للمتغيرات الاقتصادية الكلية، ومن المهم ملاحظة الأسباب الكامنة وراء تفجر أسعار المعادن البيضاء والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • تزايد الطلب الصناعي الكبير على الفضة في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.
  • نقص المعروض العالمي من مخزونات المعادن النفيسة في البورصات الرئيسية.
  • إدراج الفضة رسمياً ضمن قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي وتوقعات التضخم المستقبلي.
  • توجه المتداولين نحو الأصول الملموسة تأهباً لخفض الفائدة المتوقع العام القادم.

وصلت أسعار البلاتين إلى مستوى غير مسبوق عند 2413.62 دولار للأونصة بعد قفزة قوية بنسبة 8%؛ مما يعكس شمولية الارتفاع لكافة فئات المعادن الثمينة دون استثناء، كما ارتفع البلاديوم بنسبة 4.4% ليصل إلى 1757.25 دولار مدفوعاً بنفس العوامل التي عززت توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة وجعلتها الاستثمار الأكثر جذباً في الوقت الراهن.