قفزة الذهب في الإمارات.. 39.5 درهماً زيادة في سعر الغرام خلال ثلاثة أسابيع

توقعات أسعار الذهب في الإمارات تشير إلى استمرار موجة الارتفاعات التاريخية التي تهيمن على الأسواق المحلية، حيث سجل المعدن الأصفر مكاسب قياسية جديدة بنهاية الأسبوع الماضي في أسواق دبي والشارقة، ليرتفع الغرام بقيم راوحت بين 14 و23.5 درهماً بحسب العيار، مواصلاً بذلك رحلة الصعود للأسبوع الثالث على التوالي بإجمالي زيادات بلغت 39.5 درهماً للغرام الواحد، وهو أمر دفع المستثمرين والمتعاملين لمراقبة السوق بحذر شديد قبل اتخاذ أي قرارات شرائية جديدة.

تأثير توقعات أسعار الذهب في الإمارات على حركة البيع والشراء

تسببت القفزات السعرية غير المسبوقة في تغيير واضح في سلوك المستهلكين داخل أسواق الذهب والمجوهرات بالدولة، إذ أكد مسؤولو منافذ البيع أن الزيادات الكبيرة أدت إلى تراجع ملحوظ في الطلب على السبائك والعملات الذهبية، بينما انتعشت مبيعات المشغولات بشكل طفيف بفضل تزامن هذه الفترة مع احتفالات “الكريسماس” وإقبال السائحين والمقيمين على شراء الهدايا، ورغم هذا الانتعاش المحدود؛ إلا أن وتيرة الشراء تظل أقل من مستويات العام الماضي بسبب الحذر من وصول الأسعار لمستويات تاريخية لم تعهدها الأسواق من قبل؛ مما دفع الكثيرين لتأجيل قراراتهم الاستثمارية ترقباً لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، ولتوضيح حجم الزيادات الأخيرة وقيمة كل عيار من الذهب في السوق الإماراتي يمكن الاطلاع على الجدول التالي:

تحول استراتيجي للمستثمرين وفق توقعات أسعار الذهب في الإمارات

يشير علي موتيي، مدير محل “موتيولا لتجارة الذهب والمجوهرات”، إلى أن الأسواق تمر بمرحلة من الهدوء النسبي في قطاع الاستثمار بالذهب الخام؛ نتيجة ارتفاع الكلفة التشغيلية للشراء في الوقت الراهن، حيث يميل الأفراد والشركات في دبي والشارقة حالياً إلى تقييم الوضع المالي قبل الدخول في صفقات جديدة، خاصة أن المعدن الأصفر يحطم أرقامه القياسية أسبوعاً تلو الآخر؛ وهذا السلوك الاستهلاكي يعكس حالة من الترقب التي تسيطر على المقيمين والسياح على حد سواء، فرغم الحاجة لشراء هدايا تذكارية ومجوهرات وزينة، إلا أن الكميات المبيعة تراجعت لصالح التركيز على القطع ذات الأوزان الخفيفة؛ لضمان عدم تجاوز الميزانيات المحددة سلفاً في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها تجارة التجزئة في المنطقة.

رؤية السوق حول بقاء توقعات أسعار الذهب في الإمارات عند قمم تاريخية

أكد جاي دهكان، مدير شركة “دهكان لتجارة الذهب”، أن القطاع يعيش حالة من البطء في مبيعات السبائك والعملات بسبب تخوف المتعاملين من الشراء عند القمة، بينما لا يزال السائحون يمثلون المحرك الرئيسي للنشاط المحدود في المشغولات الذهبية خلال موسم الأعياد، كما لفت ديليب باتني، مدير المبيعات في “الفنان لتجارة الذهب والمجوهرات”، إلى أن الحذر هو العنوان الأبرز للمرحلة الحالية، حيث يمتنع حمالو الذهب عن بيع مدخراتهم من السبائك في انتظار ارتفاعات إضافية قد تجلب أرباحاً أكبر، وبناءً على البيانات المتاحة وتحليل الخبراء، يمكن تلخيص المشهد الحالي في النقاط التالية:

• تراجع كبير في مبيعات السبائك الذهبية والعملات المعدنية الاستثمارية بسبب الغلاء المتسارع.
• انتعاش جزئي في طلبات المشغولات والمجوهرات مدفوعاً بهدايا السائحين واحتفالات نهاية العام.
• تركيز المتعاملين على شراء القطع الذهبية الصغيرة لتقليل النفقات ومواجهة القفزات السعرية.
• رغبة حاملي الذهب في الاحتفاظ بمخزونهم تحسباً لزيادات سعرية قياسية جديدة قد يشهدها الأسبوع المقبل.
• تأثير مباشر لمؤشرات دبي والشارقة على اتجاهات الشراء والبيع في مختلف أنحاء الدولة.

الزيادات السعرية التي بلغت ذروتها جعلت من الذهب ملاذاً آمناً يثير قلق المشترين الجدد وفي الوقت ذاته ينمي آمال المستثمرين الحاليين، إذ يراقب الجميع الأسواق باهتمام بالغ لمعرفة ما إذا كانت هذه الارتفاعات ستستمر أم ستهدأ الوتيرة قليلاً لإعادة التوازن للطلب مرة أخرى، ومع بقاء الأسعار عند مستويات تفوق 546 درهماً لعيار 24؛ تظل القرارات الشرائية مرهونة بمدى احتياج الأفراد للسيولة أو رغبتهم في اقتناء المعدن النفيس كأداة للادخار طويل الأمد، خاصة مع استمرار توقعات أسعار الذهب في الإمارات في تصدر المشهد الاقتصادي بالمنطقة.