تراجع عالمي.. أسعار النفط تسجل مستويات جديدة وسط مخاوف تزايد المعروض بمطالب السوق

توقعات أسعار النفط العالمية في ظل فائض المعروض تشير إلى استمرار الضغوط الهبوطية الواضحة، حيث شهدت الأسواق تراجعاً كبيراً في ختام تعاملات البورصة العالمية بنسبة تجاوزت 2%، وذلك نتيجة المخاوف السائدة من زيادة الإمدادات خلال الفترات المقبلة؛ بينما يراقب المستثمرون بحذر نتائج الحوارات السياسية المتعلقة بالأزمة الروسية الأوكرانية، مما يضع توقعات أسعار النفط العالمية في ظل فائض المعروض تحت مجهر الاهتمام المباشر من قبل المحللين والفاعلين في قطاع الطاقة العالمي.

توقعات أسعار النفط العالمية في ظل فائض المعروض وتراجع الطلب

سجلت الأسواق المالية هبوطاً ملموساً في أسعار الوقود الأحفوري بنهاية تعاملات عام 2025؛ فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.60 دولار لتستقر عند 60.64 دولار للبرميل، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنحو 1.61 دولار ليصل إلى 56.74 دولار للبرميل؛ وبناءً على هذه الأرقام، يتضح أن توقعات أسعار النفط العالمية في ظل فائض المعروض لا تزال سلبية، لاسيما أن السوق يواجه ضغوطاً من ارتفاع مستويات الإنتاج العالمي الذي أفقد الأسعار المكاسب التي حققتها نتيجة بعض الاضطرابات السابقة في سلاسل الإمداد، مما جعل عام 2025 يسجل أكبر خسارة سنوية منذ سنة 2020، حيث هبط خام برنت بنسبة 19% وخام تكساس بنسبة 21% تقريباً، وهو ما يعكس حالة القلق من دخول السوق في مرحلة تخمة حادة تتجاوز احتياجات المستهلكين الفعلية.

نوع الخام والبيانات القيمة المسجلة بالدولار نسبة التراجع السنوية
خام برنت العالمي 60.64 دولار للبرميل 19% تراجع خلال 2025
خام غرب تكساس الأمريكي 56.74 دولار للبرميل 21% تراجع خلال 2025

أثر التوترات الجيوسياسية على سوق الطاقة والنفط

يرى المحللون من شركة “إيجيس هيدجينغ” أن الصراعات الجيوسياسية الحالية، رغم قوتها، لم تقدم سوى دعم لحظي ومؤقت للأسعار؛ ذلك أن الأساسيات الاقتصادية التي تحكم توقعات أسعار النفط العالمية في ظل فائض المعروض تشير إلى تراكم ضخم في المخزونات العالمية وعدم يقين بمعدلات الطلب المستقبلي؛ كما تترقب الأسواق نتائج القاء المرتقب بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث إن أي انفراجة دبلوماسية قد تؤدي إلى تسهيل تدفق النفط الروسي مرة أخرى ورفع القيود المفروضة عليه، وبالتالي زيادة المعروض المتاح في الأسواق، وهو ما أكده زيلينسكي بحديثه عن قرارات مصيرية قد تُتخذ قبل نهاية العام لإنهاء الصراع، مشيراً إلى احتمالية طرح اتفاق السلام للاستفتاء الشعبي العام لضمان وقف دائم لإطلاق النار.

  • تجاوز المعروض العالمي للطلب بنحو 3.84 مليون برميل يومياً بحلول عام 2026.
  • تشديد الرقابة الأمريكية على صادرات النفط الفنزويلي لمدة شهرين قادمين.
  • ارتفاع المخزونات العالمية كعامل ضاغط أساسي يمنع تعافي الأسعار.
  • تأثير محدود للقرارات السياسية تجاه كراكاس مقارنة بفائض الإنتاج العالمي.
  • ارتباط وثيق بين رفع العقوبات عن روسيا وزيادة ضغوط الهبوط على عقود النفط.

العوامل المؤثرة في توقعات أسعار النفط العالمية في ظل فائض المعروض

تستمر توقعات أسعار النفط العالمية في ظل فائض المعروض في الارتباط الوثيق بتقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر في ديسمبر، والذي تنبأ بأن الفائض سيصل إلى مستويات قياسية في عام 2026؛ وفي ظل محاولات البيت الأبيض للتركيز على رقابة الصادرات الفنزويلية بهدف ممارسة ضغوط اقتصادية على حكومة كراكاس، يشير الخبراء إلى أن استجابة السوق لهذه الإجراءات لم تكن كافية لتعزيز الأسعار أمام حجم الإنتاج الضخم من مراكز الطاقة الأخرى؛ وبناءً عليه سيبقى مسار الأسعار رهيناً للموازنة بين نمو الطلب العالمي المتباطئ وبين سياسات الإنتاج لدول أوبك والمنتجين من خارجها، مع بقاء المخزونات المرتفعة كحجر عثرة أمام أي احتمالات لصعود قوي في المدى المنظور.

تظل توقعات أسعار النفط العالمية في ظل فائض المعروض أسيرة لحالة الاضطراب السياسي ومؤشرات النمو الاقتصادي الضعيفة؛ حيث من المتوقع أن تظل الأسعار تحت وطأة الضغوط البيعية ما دامت الإمدادات تتخطى الاحتياجات الواقعية للسوق العالمي خلال الأشهر المقبلة من العام الجديد.