مستويات تاريخية.. أسعار الذهب والفضة تقفز بسبب توترات فنزويلا ونيجيريا

أسعار الذهب والفضة والبلاتينوم تسجل مستويات قياسية تاريخية بالتزامن مع بلوغ سباق نهاية العام ذروته، حيث اندفعت هذه المعادن الثمينة نحو قمم غير مسبوقة مدعومة باشتعال الأزمات الجيوسياسية في مناطق حيوية وتراجع قيمة العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية الأخرى؛ مما شجع المستثمرين على التحول بقوة نحو الأصول الآمنة لحماية استثماراتهم، وسط انخفاض ملحوظ في سيولة السوق يساهم في زيادة حدة التقلبات السعرية في البورصات العالمية.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب والفضة والبلاتينوم

تعاظم دور المعادن النفيسة كملاذات آمنة مع وصول أسعار الذهب والفضة والبلاتينوم إلى أرقام تتجاوز كافة التوقعات السابقة، إذ لعب الحصار الأمريكي المفروض على ناقلات النفط الفنزويلية دوراً محورياً في زيادة الضغط على حكومة نيكولا مادورو وتعزيز حالة عدم اليقين في مشهد الطاقة العالمي؛ وهو ما تزامن مع بقاء شركة شيفرون الأمريكية متمسكة بنشاطها في فنزويلا رغم توتر العلاقات بين واشنطن وكراكاس، كما ساهمت الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع تابعة لتنظيم “داعش” في نيجيريا في تحفيز أسعار النفط والمعادن على حد سواء خلال تعاملات يوم الجمعة الماضية، وتأتي هذه التحركات العسكرية لتضيف وقوداً جديداً للسباق السعري المحموم الذي تشهده أوقية الذهب والفضة في الأسواق الدولية حالياً.

قوة الدولار وسياسات الفيدرالي في دفع أسعار الذهب والفضة والبلاتينوم

يرصد الخبراء الاقتصاديون علاقة عكسية واضحة تجلت في الأسابيع الأخيرة بين قوة الدولار وبين أسعار الذهب والفضة والبلاتينوم، حيث هبط مؤشر “بلومبرغ” للدولار بنحو 0.7% خلال أسبوع واحد فقط مسجلاً أكبر تراجع له منذ شهر يونيو الماضي؛ مما جعل شراء المعادن أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، وفي الوقت نفسه قامت مجموعة “سكاي لينكس كابيتال” عبر رئيسها التنفيذي دانيال تاكي الدين بتوضيح أن استمرار الطلب القوي نابع من تفاقم المخاوف السياسية وانخفاض السيولة في نهاية العام، كما أن قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتنفيذ ثلاث عمليات متتالية لخفض الفائدة ساهم مباشرة في تقليل تكبد الفرصة البديلة لامتلاك سبائك الذهب والفضة والبلاتينوم التي لا تدر عوائد دورية، ومع ترقب المتداولين لمزيد من خفض معدلات الاقتراض خلال عام 2026 تظل شهية المخاطرة موجهة نحو اقتناء الأصول الملموسة.

الأداء التاريخي والسياسات التجارية وتأثيرها على أسعار الذهب والفضة والبلاتينوم

بالمقارنة مع العقود الماضية يظهر أن أسعار الذهب والفضة والبلاتينوم تسير في مسار هو الأفضل منذ عام 1979 تقريباً، فقد ارتفع الذهب منذ مطلع العام الجاري بنسبة تتجاوز 70% بينما سجلت الفضة قفزة هائلة بلغت 150%؛ وذلك تحت ضغط مجموعة من العوامل المتداخلة التي شملت زيادة مشتريات البنوك المركزية حول العالم، فضلاً عن التدفقات النقدية الضخمة التي استقبلتها صناديق المؤشرات المتداولة المعتمدة على السلع الفيزيائية، ولم تكن السياسات التجارية التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمعزل عن هذا المشهد، إذ استهدفت إجراءاته إعادة تشكيل هيكل التجارة العالمية وزادت من الزخم الصعودي للمعادن النفيسة؛ مما جعل المستويات الحالية تعكس حالة من إعادة تقييم المخاطر العالمية في ظل التغيرات الجذرية في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين القوى الكبرى.

• تحقيق الذهب ارتفاعًا تاريخيًا تجاوز حاجز 4540 دولارًا للأونصة الواحدة.
• تسجيل الفضة صعودًا مستمرًا للجلسة الخامسة لتتخطى مستوى 77 دولارًا.
• انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.7% ليدعم جاذبية المعادن.
• التوترات في فنزويلا ونيجيريا تعزز مكانة الذهب كملاذ استثماري آمن.

تتجه الأنظار الآن نحو مطلع العام الجديد لمراقبة مدى قدرة الأسواق على الحفاظ على هذه المكاسب القياسية في ظل المعطيات الراهنة، حيث تبقى أسعار الذهب والفضة والبلاتينوم مرهونة بمدى استقرار الأوضاع في مناطق التوتر النفطي ومدى جدية الفيدرالي في استكمال خطة التيسير النقدي، إن المشهد الحالي يؤكد أن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة يتحكمان في بوصلة الثروات العالمية وتدفقات رؤوس الأموال العابرة للحدود.