79 دولارًا للأوقية.. أسعار الفضة تحقق قمة تاريخية جديدة بتعاملات اليوم العالمية

توقعات أسعار الفضة والمستويات القياسية في أسواق المعادن النفيسة تتصدر المشهد الاقتصادي العالمي مع نهاية عام 2025؛ فقد شهدت الأسابيع الأخيرة قفزات تاريخية أوصلت المعدن الأبيض إلى مستويات لم يسبق لها مثيل من قبل؛ حيث تجاوزت الأسعار حاجز الـ 78 دولارًا للأوقية في بورصة نيويورك للسلع، مما يؤكد أن توقعات أسعار الفضة تسير في اتجاه صعودي انفجاري يتجاوز بمراحل مكاسب الذهب التقليدية التي اعتاد عليها المستثمرون.

توقعات أسعار الفضة وتفوقها على الذهب

تشير البيانات المالية الواردة من جلسة يوم الجمعة الأخيرة قبل العطلة الأسبوعية إلى أن سعر الفضة استقر عند نحو 78.65 دولارًا للأوقية؛ وهو ما يمثل قمة تاريخية جديدة تضع المعدن في منطقة سعرية غير مسبوقة، وبالنظر إلى الأداء السنوي؛ نجد أن الفضة تمكنت من اكتساح الذهب بشكل كامل؛ فبينما سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 1.2% ليصل إلى مستوى 4,562.70 دولار للأوقية، حققت الفضة نموًا مذهلًا تجاوز 146% على مدار العام؛ وهذه الأرقام تضع الفضة في مهمة تاريخية لتحقيق أفضل أداء سنوي لها منذ عام 1979، ولم يقتصر الانتعاش على الفضة وحدها؛ بل امتد ليشمل البلاتين الذي قفز بنحو 9% مسجلًا 2,503 دولار للأوقية، والنحاس الذي صعد بنسبة 5% ليصل إلى 5.82 دولار للأوقية، مما يبرهن على أن توقعات أسعار الفضة كانت المحرك الأساسي لشهية المخاطرة في قطاع السلع بالكامل.

العوامل الاقتصادية التي تعزز توقعات أسعار الفضة

ترتكز أسباب هذا الانفجار السعري على مجموعة من المعطيات الاقتصادية والتقنية التي جعلت الطلب يتجاوز المعروض بمراحل كبيرة خلال الفترة الماضية؛ فالسياسة النقدية الأمريكية كان لها الدور الأكبر من خلال عمليات خفض أسعار الفائدة التي تزيد من جاذبية المعادن التي لا تدر عائدًا دوريًا، ويرى جيوفاني ستاونوفو؛ المحلل البارز في بنك UBS؛ أن استمرار توجه الفيدرالي لخفض الفائدة يدعم بشكل مباشر وصول الأسعار لمستويات قياسية جديدة، ويمكن تلخيص أبرز الدوافع التي تدعم قوة توقعات أسعار الفضة في العوامل التالية:

• الخفض المستمر لأسعار الفائدة الأمريكية وتقليل تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعادن.
• الاحتياج المتزايد للفضة في البنية التحتية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والصناعات التكنولوجية المتطورة.
• العجز الواضح في المعروض العالمي من المناجم مقابل الطلب الصناعي والاستثماري المتسارع.
• الاضطرابات والضغوط الناتجة عن عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية والسياسات التجارية العالمية.

وقد لاحظ المحللون تزايدًا في نشاط المستثمرين الأفراد الذين يعتمدون على منصات التواصل الاجتماعي مثل “ريديت” لبناء مراكز استثمارية طويلة الأمد في الفضة؛ إذ يرى هؤلاء أن المعادن تمثل الملاذ الأكثر أمانًا للاستقرار المالي في مواجهة تقلبات البورصات العالمية وضغوط التضخم المستمرة، وهو ما انعكس إيجابًا على حجم التداول اليومي في العقود الآجلة للفضة.

تقييم المخاطر في توقعات أسعار الفضة مقارنة بالذهب

على الرغم من هذا الصعود الصاروخي الذي يبهر الأسواق؛ إلا أن هناك تباينًا في آراء الخبراء حول مدى استمرارية هذا الزخم دون تصحيح قاصٍ؛ فالمحللون في غولدمان ساكس ينظرون إلى الفضة بحذر أكبر مقارنة بالذهب، حيث يتوقعون أن يواجه المعدن الأبيض تقلبات سعرية حادة ومخاطر هبوط أعلى نظرًا لحساسيته الشديدة للدورات الاقتصادية، ويؤكد برنت دونيلي؛ رئيس شركة Spectra Markets؛ أن الفضة تمتاز بطبيعة حركية متسارعة؛ فهي ترتفع بقوة مفاجئة ولكنها قد تنهار بنفس السرعة، مما يجعل الذهب خيارًا أكثر ثباتًا للبنوك المركزية وكبار المستثمرين الذين يفضلون أمان الأصول سهلة التخزين والنقل، وفي المقابل يظل التفاؤل قائمًا لدى فريق آخر من الخبراء؛ حيث صرح بيتر ريغان؛ محلل Birch Gold Group؛ لشبكة CBS News بأن ضغوط التضخم وحالة عدم الاستقرار ستدفع بمزيد من المشترين نحو الفضة في العام الجديد، مما يجعل توقعات أسعار الفضة تلامس حدودًا سعرية كانت تعتبر في السابق ضربًا من الخيال الاقتصادي.